مثلما يكشف الطريق الطويل اصالة الجواد تكشف المهمة طويلة المدي معدن الانسان, فنحن علي ثقة بان الصداقة الصينية المصرية التي صمدت علي مدي55 عاما ستصبح خالدة الي الابد خلود الأهرام احدي عجائب البشرية. هكذا بدأ السفير الصيني لدي مصر سونج ايقوه حديثه بهذا القول الصيني المأثور بمناسبة مرور أكثر من نصف قرن علي اقامة العلاقات بين البلدين, وقال السفير الصيني في احتفالية كبيرة نظمتها الصين بهذه المناسبة انه منذ55 عاما تصافحت الصين الآسيوية ومصر الافريقية صاحبتا الحضارة العريقة والتقت ارادتهما المشتركة لتصبح مصر اول دولة عربية افريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية, وكان من الطبيعي ان يرجع السفير الصيني الي التاريخ العظيم الذي ربط اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر برئيس الوزراء الصيني الراحل شوين لاي ابان هذه الفترة وهي سر العراقة بين مصر والصين. وذكر الرجل مقولة الرئيس الصيني الراحل ماوتسي تونج الذي قال ان الاصدقاء الافارقة هم الذين سيحملون الصين الي الأممالمتحدة قاصدا بذلك جهود مصر الدءوبة لاستعادة مقعد الصين المشروع في الاممالمتحدة في عام1971, وارجع السفير الصيني اسباب نجاح العلاقات الصينية المصرية الي ثلاثة عوامل: الاول هو المساواة والدعم المتبادل سياسيا منذ اكثر من نصف قرن علي مدار سنوات النضال لكلا الدولتين من منطلق اقامة نظام دولي جديد عادل ومنصف يحمي مصالح الدول النامية, اما العامل الثاني فيصب في المنفعة المتبادلة والتقدم المشترك اقتصاديا وفقا للمؤشرات التجارية الثنائية بين الصين ومصر, حيث بلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر350 مليون دولار امريكي, في حين يتمثل العامل الثالث في قوة العلاقات الثقافية مستشهدا بإنشاء اقسام للغة العربية في20 جامعة صينية وانشاء اقسام اللغة الصينية في خمس جامعات مصرية وتأسيس معهدين ثقافيين في مصر كذلك ارتفاع اعداد السائحين الصينيين لمصر الي100 الف سائح العام الماضي. ومن جانبه تحدث محمد السعدني مدير تحرير الاهرام عن الثورات الثلاث التي شهدها النصف الاول من القرن العشرين, وكان لها تأثيرها فيما حولها من محيط جغرافي وفي السياسة الخارجية الاولي كانت ثورة اكتوبر1971 في روسيا والتي ارست دعائم ايديولوجية جديدة في العالم والثانية ثورة الصين وتعد أم الثورات لانها اعتمدت علي الشعب وسياسة النفس الطويل والثالثة ثورة يوليو المصرية عام25 التي قادها الجيش استجابة لطموحات وتطلعات الشعب المصري وامتد اثرها للشعوب العربية والافريقية. وقال السعدني ان هناك ثورة رابعة ضمن هذه الثورات المهمة في العالم وهي الثورة الشعبية المصرية في25 يناير وهي ما تؤكد ان مصر عائدة بقوة الي محيطها العربي والاسلامي والافريقي والدولي, وانه من المنتظر ان يمتد تأثير هذه الثورة المصرية العظيمة الي دول الجوار المطالبة الآن بإصلاحات فورية والا فميادين التحرير في العالم العربي كله سوف تفعل مافعلته. وذكر الوزير المفوض د. هاني معوض ان الشهور القليلة التي تلت ثورة25 يناير قد شهدت زيارات قيادات وشخصيات صينية رئيسية مثل نائب وزير الخارجية ووزير التجارة ووزير الخارجية نفسه الذي عقد في مطلع مايو الماضي جلسة مباحثات موسعة مع د. نبيل العربي وزير الخارجية شهدت تكريسا لحرص البلدان علي تدعيم العلاقات وتأكيد التعاون والتنسيق في كافة المحافل الدولية. وقال د. معوض نحن علي وشك اتمام عقد سادس لعلاقة متميزة ان وزارة الخارجية قد اتخذت مؤخرا مبادرة علي المستوي الوطني لتنسيق وتدعيم التعاون المتشعب والمتنامي مع الصين بإنشاء آلية وطنية لتنسيق العلاقات بين البلدين ترأسها الخارجية بمشاركة القطاعات المعنية في مختلف الهيئات المصرية بالإضافة إلي مجتمع رجال الأعمال وقد لفت انه لايكاد يوجد قطاع في مصر لاتربطه علاقة تعاون وثيقة مع الصين حيث أصبح هذا التعاون من التشعب والتنوع ليصبح تنسيقه علي نحو تكاملي يعظم فوائده.