سيناريوهات عديدة لبناء منتخب وطني جديد

شهدت الساعات الماضية أكثر من تطور إيجابي لبلورة مستقبل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في الفترة المقبلة وتحديد كيفية التعامل مع هذا الملف المهم والأهم في الوقت نفسه‏,‏ باعتبار المنتخب الوطني الأول يمثل الكيان الحقيقي والمعبر المنطقي عن مستوي الكرة المصرية التي حققت في السنوات الست الأخيرة أعظم وأهم انجازاتها, ويتضمن التطور الجديد التعرف علي كل الالتزامات والارتباطات أي أن متطلبات المرحلة المقبلة هي التي تحدد شكل ومواصفات المدير الفني الجديد الذي سيقود المنتخب الوطني.
وتتضمن الارتباطات المقبلة أداء المباراتين الرسميتين للمنتخب في ختام التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية2012 أمام منتخبي سيراليون والنيجر وخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم2014 التي ستبدأ أول ارتبطاتها الخاصة بالمنتخب الوطني في شهر سبتمبر المقبل ثم خوض مباريات الدورة الأول الخاصة بتصفيات كأس الأمم الإفريقية المؤهلة لبطولة2013 المقرر حتي الآن إقامتها في ليبيا.
وعلي هذه الخلفية فهناك دراسة حاليا في اتحاد كرة القدم تدور ملامحها حول كيفية تكوين منتخب قوي يستطيع النهوض بسرعة والعودة للمنافسة, وتطالب هذه الدراسة بأن يضم الفريق بين صفوفه توليفة تجمع بين اللاعبين الدوليين والشباب أي أن المنتخب في المرحلة المقبلة من الممكن أن يكون هيكله الأساسي من لاعبي المنتخب الأوليمبي شريطة التعرف علي مستويات لاعبيه بشكل أكثر ايجابية ويظهر ذلك خلال مباراته أمام المنتخب الأوليمبي السوداني18 يونيو الحالي باستاد الإسكندرية في التصفيات المؤهلة لدورة بكين الأوليمبية وفي حالة نجاح المنتخب الأوليمبي في اجتياز هذه المباراة سوف يصعد لدوري المجموعات لتتسع فرصة التعرف علي الامكانات الحقيقية لهذا الفريق, كما يمكن أن يتضمن الهيكل الجديد للمنتخب الوطني لاعبي منتخب الشباب الذي سيشارك في بطولة العالم في كولومبيا هذا بجانب العديد من اللاعبين الأساسيين في صفوف المنتخب الوطني الحالي الذين لا بديل عن الاستعانة بهم لأداء المباراتين المقبلتين.
وبذلك يمكن تأكيد أن هذه التوليفة من اللاعبين التي يريد اتحاد اللعبة إدخالهم ضمن تشكيل المنتخب سوف تحدد بشكل كبير في حالة تنفيذها شكل وملامح المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة فمن الممكن أن يكون من مدربي المنتخبات الوطنية بشكل مؤقت لحين, الاستقرار علي اسم المدرب المصري الذي سيتولي الإدارة الفنية للجهاز, بمعني أنه ليس شرطا أن يتولي أحد مدربي المنتخبات قيادة المنتخب الوطني للمرحلة المقبلة بالكامل علي أن تكون مقصورة في الوقت الحالي علي أداء مباراتي سيراليون والنيجر, وبذلك يتأكد تأجيل عملية اختيار مدرب المنتخب الوطني الجديد حتي انتهاء مباريات الدوري العام لتكون بذلك كل الاجتهادات الخاصة بطرح اسماء معينة لتولي المسئولية تقع في نطاق يختلف عن أرض الواقع وحتي لا يتسبب اتحاد اللعبة في أرباك الدوري العام.
أما طرح البعض بخصوص الاستعانة بمدرب أجنبي فإن تنفيذ ذلك يتطلب توفير روافد مالية ثابتة لأن أي مدرب عالمي سوف يحتاج إلي راتب كبير لا يقل عن راتب مدرب الأهلي الذي يصل إلي38 ألف يورو شهريا في الوقت نفسه سوف يحتاج الأجنبي إلي فترة من الوقت للتعرف علي إمكانات اللاعبين ورغم تعدد السير الذاتية للعديد من المدربين الأجانب التي وصلت إلي اتحاد اللعبة لأكثر من12 مدربا حتي الآن أغلبهم عملوا في مصر وإفريقيا فإن الاهتمام بملف المدربين الأجانب يقل بعض الشيء عن الاهتمام بالمدربين الوطنيين.
في سياق مختلف أكد سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم احترامه وتقديره لحسن شحاتة المديرالفني للمنتخب الوطني الأول وجهازه المعاون شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدقي المدرب وأحمد سليمان مدرب الحراس والجهاز الطبي والإداري لأن هذا الجهاز حقق انجازا غير مسبوق بفوزه بكأس الأمم الإفريقية ثلاث دورات متتالية وتحسن تصنيف المنتخب الوطني وتقدم للمركز التاسع عالميا للمرة الأولي في تاريخ الكرة المصرية.
وقال زاهر: إنه لا يمكن لأي منصف أن يقلل من قيمة وانجازات حسن شحاتة التي ستظل باقية في سجلات الانتصارات ولكن كرة القدم التي وصلت علي يد شحاتة وجهازه إلي القمة كان لابد لها من مرحلة التراجع وليس الفشل وهذا يحدث دائما مع المنتخبات الكبري.
وتمني زاهر التوفيق لحسن شحاتة وجهازه المعاون والاستمرار في تحقيق نجاحات أخري.
وختم زاهر بتأكيده علي الدراسة المتأنية للمرحلة المقبلة دون أي توتر أو حساب لعنصر الوقت ليكون الاختيار المقبل في مصلحة المنتخب الوطني الذي أسعدت انتصاراته كل الشعب المصري علي مدي السنوات الست الماضية وليعود كما كان بطلا للقارة السمراء والمشاركة في كأس العام.2014