أهم من التعليم اصبحنا نتحدث عن الموازنة بالمليار وأيضا بالتريليون وهو رقم يعادل مليون مليون, فما علينا من ديون تجاوز التريليون جنيه تتضمن الموازنة مائة وعشرة مليارات جنيه قيمة فوائدها المستحقة هذا العام. وهي أرقام ليست للتخويف وانما للتحريض علي العمل وزيادة الإنتاج والتعاون جميعا في الخروج من النفق الذي نجتازه, وقد كانت هناك دول أسوأ كثيرا من وضعنا إستطاعت أن تنتقل الي قائمة الدول المتقدمة مثل البرازيل والأرجنتين, ولكن بإصلاح الوضع المقلوب. فمن غير المعقول رقم الدعم الذي يبلغ في الموازنة مائة وتسعة وثلاثين ألف مليون جنيه. ولا تذهب بعيدا فكل احتياجات رغيف العيش والزيت والسكر وكل السلع التموينية اقل من19 ألف مليون ج( أي ثلاث عشرة في المائة فقط من قيمة الدعم) ولكن المصيبة في مائة مليار جنيه وأكرر مائة مليار جنيه تذهب إلي دعم المنتجات البترولية وعلي رأسها السولار الذي يأخذ وحده نصف الدعم( ستة وأربعين مليار ج). وهكذا ففي بلد علي قمة مشاكله التعليم والعلاج ومطلوب تأمين مستقبل أبنائه, فإن ما يخصص في الموازنة للتعليم في المدارس وفي الجامعات ولعلاج المواطنين وللشباب والثقافة والشئون الدينية مجموع هذا كله أقل ستة مليارات دولار من دعم السولار والبوتاجاز والمازوت مما يعني أن عادم السيارات أهم من تعليم ملايين الأبناء, رغم أن ماخصص للتعليم في الموازنة الجديدة وهو خمسة وخمسون مليار ج يزيد13 في المائة عن الموازنة الأخيرة! وعمليا فوزير المالية معذور فهو يمسك الآلة الحاسبة ويحاول أن يلفق الموارد مع المصروفات, وأرضاء مطالب الناس التي تري أن السولار أهم. لكن المشكلة الأكبر في الموازنة أن مصروفاتها إحتمالات زيادتها وتجاوزها أكثر, بينما الموارد إحتمالاتها أكثر في النقص. ولعل الوزير يدعو شباب الثورة ويعطيهم صورة كاملة عن الموازنة فهم شركاء في المسئولية! المزيد من أعمدة صلاح منتصر