إن كان هناك من له دراية بسويسرا والبنوك الأوروبية فهو الزميل عاصم حنفي الذي كتب في روزا اليوسف مقالا مهما يستحق التعميم. يقول عاصم: البنوك الأوروبية ليست علي نياتها أو مستعدة لتسليم الأموال لكل من هب ودب لمجرد أن يجيئها من يحمل توقيع صاحبها علي إقرار باستعادتها. فهذه البنوك تعرف أن صاحبها عندما وضع بها حساباته السرية هارب من ملاحقة السلطات أو الأفراد. ولهذا أتعجب من سذاجة البعض في جهاز الكسب غير المشروع عندما يطالب البهوات من الحيتان بالتوقيع علي إقرارات بمختلف اللغات تفيد موافقتهم علي الكشف عن حسابهم في بلاد بره. ونقول لحضرات المسئولين بالجهاز إن هذه التوقيعات فشنك, مضروبة يعني, لايمكن معها استعادة سنت واحد من الحسابات السرية المستقرة في بنوك اوروبا وأمريكا, بدليل أن حكومة زائير فشلت في استعادة أموال الدكتاتور الراحل موبوتو التي تبلغ51 مليار دولار لاتزال مجمدة في بنوك سويسرا. ويزداد العجب عندما نقرأ عن سفر بعثة من المحققين في جولة لدول أوروبا لاستعادة تلك الأموال لن تفعل شيئا غير صرف بدل سفر محترم علي حساب دافع الضرائب الغلبان. أما استعادة هذه الأموال فعلا فيحتاج إلي خبراء متخصصين في عمليات الكشف عن غسل الأموال وهناك مكاتب قانونية متخصصة في ذلك يستغرق عملها سنوات طويلة لتتبع مسار هذه الأموال وتتقاضي غالبا ما يقرب من عشرين في المائة من أصل هذه الأموال. ومن حسن الحظ أنه تقيم في سويسرا خبيرة مصرية مصرفية ونجمة من نجمات المجتمع والتليفزيون ولها ثلاثة كتب تفضح فساد البنوك السويسرية والأمريكية والكشف عن أسرار عالم غسل الأموال. وهذه الخبيرة اسمها ميريت زكي, وهي ابنة الكاتب الصحفي المرموق نبيل زكي. وأراهن انها ستعمل متطوعة وتستطيع أن تقدم خريطة طريق نبدأ بها رحلة البحث عن اموالنا في الخارج وفك طلاسم البنوك وكشف واستعادة حسابات الحيتان في تلك البنوك. هذا ماكتبه أخونا العزيز عاصم حنفي. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر