وصلتنا رسالة من محمد خالد بالبريد الإلكتروني يسأل فيها عن أفضل كروت الشاشة لهذا العام التي تشغل أحدث الألعاب وأسعارها, وذكر أن مدخل الكارتPCIExpress وسعة الذاكرة2 جيجابايت. نشكر القارئ علي هذا السؤال لأهميته البالغة. فشراء كروت الشاشة يمثل للكثيرين مشكلة عويصة لتعدد معايير الشراء وتنوع الطرازات والموديلات وتفاوت مواصفاتها بصورة فعلا مربكة للكثيرين, ولأن القارئ الكريم لم يوضح مواصفات الحاسب بالضبط أو حدود الميزانية المقترحة لكارت الشاشة أو نوعية الألعاب المطلوب تشغيلها, وتعميما للفائدة سوف نقدم دليلا يتضمن عدة معايير عامة لكيفية شراء كروت الشاشة وأهم الأخطاء التي يقع فيها المشترون. من أكبر أخطاء الشراء بصفة عامة أن تشتري شيئا غاليا بمواصفات لا تحتاجها أو تستفيد منها, في حين أنه يوجد منتج بسعر أقل بمواصفات أقل لكنها تناسبك تماما.. وسنحاول في السطور التالية فهم أهم مواصفات كروت الشاشة. أولا: وحدة المعالجة الرسومية أهم جزء في كارت الشاشة وحدة المعالجة الرسوميةGPU( سنطلق عليها فيما بعد المعالج الرسومي) فهي المحرك والعقل والقلب في كارت الشاشة, وقد شهدت المعالجات الرسومية تطورا كبيرا علي غرار المعالجات الحاسوبية فأصبحت مزدوجة النواة كذلك, لكن هذه التقنية ما زالت في بدايتها, وليس بالضرورة كروت الشاشة ثنائية النواة أفضل الكروت أحادية النواة. ويكاد يحتكر وحدة المعالجة الرسومية ثلاث شركات في العالم هي إنتل وإيه إم دي ونيفيديا, لكن شركات تصنيع كروت الشاشة كثيرة ومتعددة, ويلاحظ أن كروت الشاشة قد تتشابه في اسم وحدة المعالجة الرسومية ولكنها تختلف في العلامة التجارية, فقد تجد مثلا كارتAsusRadeonHD4000 وGigabyeRadeonHD4000 وهكذا. ولذلك لابد أن تركز أولا علي اسم المعالج الرسومي الذي يبدأ بكلمةRadeon أوGeforce يليه الرقم بدلا من التركيز علي العلامة التجارية أسوس أو جيجابايت أو إكس إف إكس أو إم إس آي. وحدة المعالجة الرسومية ومعالج الحاسب ربما يظن البعض أن كارت الشاشة أهم من معالج الحاسب وهذا تصور غير صحيح لأن وحدة المعالجة الرسومية أو المعالج الرسومي, ومعالج الحاسب يمثلان جناحي الأداء, فكلاهما ينبغي أن يكون قويا وسريعا عالي الأداء, غير أن نسبة أداء كل منهما في تشغيل الألعاب وأهميته تتفاوت من لعبة لأخري, وإذا شئنا إطلاق نسبة عامة يمكن القول بأن دور المعالج الرسومي أهم في تشغيل الألعاب بنسبة تتراوح ما بين50 و60 في المائة ودور معالج الحاسب يمثل ما بين50 و40 في المائة من الأداء, فمعالج الحاسب وحده لا يمكنه أن يقوم بوظائف معالجة تطبيقات الحاسب بجانب تطبيقات الجرافيك والفيديو والألعاب, ففي ذلك عبء كبير عليه, ولهذا تم ابتكار المعالج الرسومي ليساعد معالج الحاسب في التعامل مع كل الوظائف الخاصة بالألوان والظلال والأشكال الثابتة أو المتحركة ثنائية وثلاثية الأبعاد والمؤثرات البصرية التي تعتمد علي لوغاريتمات خاصة بالضوء والحركة والخطوط والتدرجات اللونية والشكلية وعمق الألوان وغير ذلك ويمكن القول بأن المعالج يتميز ويكون أكثر كفاءة في معالجة لوغاريتمات البيانات أما المعالج الرسومي فيكون أكثر كفاءة في معالجة لوغاريتمات الشكل والمظهر والألوان, وبالطبع كلاهما يكمل الآخر, ويكفي أن ما تراه علي الشاشة في النهاية هو نتاج المعالج الرسومي فالشاشة تستمد بياناتها من منفذ الشاشة المدمج باللوحة الرئيسية. (والأسبوع المقبل نواصل مواصفات كروت الشاشة)