مسلسل الفتنة بين المسلمين والاقباط أصبح مشهدا متكررا فى هذه الايام بعد ثورة 25 يناير وما سبقه من احداث كنيسة القديسين ليلة رأس السنة الماضية اى بميلاد عام 2011م . وهذا النهج المخطط والمدروس يؤكد أن هناك ايادى قوية تعبث بمقدرات هذا الوطن ، وهناك خيوط مؤامرة خبيثة خارجية وبعضها داخلية خاصة بعد النجاح المذهل للثورة . ألم تعلن اسرائيل صراحة أنها تخصص ملايين الدولارات من أجل هدف واحد وهو احداث فتنة طائفية بمصر خاصة أنها قلقة جدا على وضعها فى المنطقة بعد 25 يناير . ألم تحبط القوات المسلحة محاولة إدخال سلاح عبر مطار الغردقة مع المان وجنسيات اخرى لحساب احدى الدول الخارجية . والحل لدرء مخاطر الفتنة الطائفية ووأدها تماما والقضاء عليها يكمن فى القانون المصرى وحده وهو الكفيل اذا ما تم تفعيله وتطبيقه على الجميع خاصة ان القوانين الحالية وبعد تغليظ عقوبات البلطجة التى وصلت الى حد الاعدام كافية تماما لردع المجتمع ، ونحر الفتنة واقتلاعها من جذورها ، والمهم هو سرعة تطبيق القانون وتفعيله والعمل بكل جدية وحزم للقضاء على الايادى التى تحاول العبث بأمن مصر وشعبها ، لكن التراخى فى تطبيق القانون هو الذى أدى الى ازكاء نار الفتنة فى المجتمع المصرى . ووأد الفتنة الوطنية المزعومة سيكون بالقانون وليس بأى عوامل أخرى ، أو مسكنات يطرحها البعض هنا او هناك ، بالقانون وحده سيتم القضاء على الطائفية بين الاديان ، عندما تفعل الدولة القانون دون عمل حسابات للديانة سيتم وأد الفتنة ، عندما نقف جميعا امام ساحة القضاء كمصريين وكمواطنين مصريين ستنتهى جميع المشكلات الناشئة بين المسلم والمسيحى عندما تتعامل الدولة مع المخطىء على انه مصرى وأخطأ فى حق بلده ويستوجب الحساب ، عندما ننسى حسابات الغطاء السياسى والدولى وماذا سيحدث وما هو رد الفعل عندما احاسب المخطىء ، ايا كان نوع خطئه ، وايا كانت ديانته دون حسابات ، الاغلبية او الاقلية ودون حسابات لرد الفعل الغربى ، ايا كان امريكى او أوروبى عندما احاسب الجميع سواسية وامتلك قرارى وارادتى بقوة القانون وشموخ القضاء المصرى ستحل جميع المشكلات لاننا لسنا لدينا فى مصر فتنة طائفية بما تحمله الكلمة من معانى للفتنة وللطائفية ، فجميع مواطنى مصر يقيمون على ارض مصر يتجاورون ويأكلون ويشربون على مائدة واحدة المسيحى قبل المسلم ، وافضل انواع التكافل الاجتماعى هو الموجود بالفعل بين المسلم والمسيحى . فالمسلم والمسيحى يهنئان بعضهم البعض فى الافراح والمناسبات والاعياد لكل منهما ويواسون بعضهم البعض فى احزانهم ، والامر بينهم أبعد من ذلك فجميع كنائس امبابة على سبيل المثال لا الحصر بها مراكز وعيادات طبية و90% من المترددين عليها من المسلمين مقابل عشرة جنيهات الكشف الواحد ، وهناك حالات اعلمها تعالج مجانا داخل كنيسة مارمينا وسانت تريز .. وغيرها ، وهناك صيادلة مسيحيون اعرفهم بالاسم يتردد عليهم فقراء مسلمون يصرفون روشتاتهم مجانا ، اليس هذا تكافل اجتماعى بين نسيجى الامة .. أعلم ايضا ان هناك دروسا تعليمية بالمجان يجلس فيها الطلاب المسلمون قبل نظرائهم من المسيحيين .. اليس هذا تكافل اجتماعى !! الاغرب من ذلك اعلم ان بعض الكنائس توزع ما يشبه الرواتب الشهرية للفقراء من الجانبين .. كل هذا وتقول ونردد ان هناك فتنة طائفية وان هناك مشاكل بين الاقباط والمسلمين وتزج بالديانتين فى اتون مظلم والديانتان بريئتان منه المسلم والمسيحى بمصر متحابان صديقان متجاوران وما يحدث هو املاءات خارجية لقوى تريد هدم البيت المصرى وتزعزع استقراره وامنه من خلال الدين .. وهناك صور متعددة لا يتسع المقام لذكرها تؤكد ما أقوله وان الشعب المصرى نسيج واحد وشعب واحد يتقاسم رغيف الخبز ولا فرق بين مسلم ومسيحى فالجميع سواء ، ويبقى تفعيل ذلك بالقانون دون حسابات سياسية او املاءات خارجية وساعتها فقط بالقانون ستنحدر الفتنة وتموت ليعيش نسيجا الامة حياة هادئة من اجل غد مشرق لبلدهم مصر اذا كنا جادين بالفعل فى القضاء عليها وان يعيش الجميع تحت سقف الوطن آمنين مسالمين بعيدا عن روح التعصب الدينى التى تسود ارجاء الوطن ، ولابد ان يتوقف نزيف الدم من جراء الاحداث التى تطفو كل فترة على سطح المجتمع المصرى بين المسلمين والاقباط ، ولن يتوقف هذا النزيف طالما تكتفى الدولة بسكب بعض المسكنات المؤقتة التى سرعان ما يزول أثرها ويعود الصراع المزمن من جديد فى رأس الحياة المصرية ، بالقانون وحده وهيبة الدولة المصرية ، ستحل المشكلة كما اعلن المجلس العسكرى انه سيضرب بيد من حديد على كل يد تحاول زعزعة استقرار الوطن ولن يتهاون أو يهادن مع أحد أيا كانت ديانته ، فصالح مصر هو الاهم ، ومصرنا ستظل فوق الجميع.