أزمة خانقة في مياه الري تعاني منها محافظات مصر مع بداية كل صيف خاصة محافظات الدلتا التي تشهد بعضها مشاجرات علي أولوية الري تصل إلي حد إزهاق الأرواح, بينما يشهد البعض الآخر بوارا لمساحات شاسعة من الأراضي واتلافا لزراعات قائمة بالفعل. والخطير في الأمر هو اعتماد مساحات ليست قليلة علي مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي في الري وهو ما يأتي بآثار سلبية سريعة علي الصحة العامة, سواء للمزارع أو للمستهلك, وقد تمثل ذلك في الأمراض الخطيرة والعديدة المنتشرة في المجتمع الآن علي نطاق واسع تتكلف معه الدولة مليارات الجنيهات وتستنزف معه جيوب المواطنين في القري والمدن علي السواء, وهي كارثة بيئية كان يجب أن تتقدم الأولويات. مراسلو الأهرام في المحافظات رصدوا الموقف علي الطبيعة من خلال المواطن الفلاح والمواطن المستهلك والمواطن المسئول وسجلوها كما هي أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المرحلة التي غابت فيها الرقابة وتراجعت فيها المتابعة وتوارت فيها المسئولية.. ولكن بقي فيها الضمير وهو العامل الأهم.