رفض الجنرال راتكو ملاديتش قائد قوات صرب البوسنة السابق أمس أثناء مثوله لأول مرة امام المحكمة الدولية الخاصة بيوجوسلافيا السابقة في لاهاي الاتهامات المنسوبة إليه . وامتنع عن الدفع ببرائته أو الاقرار بالتهم المنسوبة إليه, فيما توجه له المحكمة11 اتهاما رسميا باقتراف جرائم حرب إبان الحرب في البوسنة بين عامي1992 و1995, إضافة إلي اتهامات بارتكاب إبادة جماعية للتطهير العرقي ومذبحة سربرينتشا في يوليو من عام1995 وحصار سراييفو لمدة أربعة أعوام حيث قتل خلالها حوالي10 آلاف شخص. وسمحت المحكمة الجنائية الدولية لملاديتش بمهلة مدتها ثلاثين يوما كي يقدم دفاعه خلال المرافعات, وحددت الرابع من يوليو المقبل موعدا لمثوله التالي أمامها. لكن ملاديتش الذي كان يتحدث بالصربية قال إنه بحاجة إلي مزيد من الوقت. وأعلن جنرال صرب البوسنة السابق أنه لا يمثل أمام المحكمة وحده, بل قال إن الأمة الصربية بأسرها تحاكم معه, وقال: إنني أدافع عن نفسي وعن شعبي وليس عن شخص راتكو ملاديتش وحده. ومن جهة أخري, بدت علي الجنرال السابق علاقات الجرأة والتحدي عندما قال إنه لا يريد أن تتلي عليه كلمة أو جملة واحدة من صحيفة اتهامه, فيما واصل القاضي- الهولندي الجنسية- ألفونس أوري تلاوة ملخص الاتهام. وظهر ملاديتش مرتديا حلة ورابطة عنق, وكان يضع قبعة رأس رياضية خلعها بعد ذلك كاشفا عن رأس أصلع. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال بي بي سي أن المحكمة سألت ملاديتش عما إذا كان مدركا للتهم الموجهة إليه السالف ذكرها التي ارتكبها أثناء حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي, وخرج صوت الجنرال السابق مرتعشا بشكل واضح لكنه أجاب علي كل الأسئلة التي وجهها له القاضي. وقد اعترض ملاديتش علي تأكيد المحكمة أنه ولد في12 مارس1942, وقال هذا ليس يوم مولدي زاعما أنه ولد يوم الاثنين الذي تلا عيد الفصح عام.1943 وعقب القاضي عليه قائلا: سوف نجري مزيدا من التحريات بشأن هذه المسألة. كما أفادت الأنباء بأن الجنرال أبلغ المحيطين به بأنه مريض للغاية, وذلك قبل أن ينقل إلي سجن شفيننجن التابع للمحكمة في لاهاي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي. وكان ميلوس سالجيتش محامي ملاديتش قد أعلن في بلجراد أن موكله تلقي علاجا كيميائيا جراء إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية في2009, وعرض مستندات تثبت أنه كان يتلقي العلاج من مرض السرطان منذ عامين.