طالعت خبر عن خلافات بين هيئة التنسيق الحضارى والمسئولين عن محطة رمسيس للسكك الحديدية.. يقول الخبر "الخلافات بدأت عندما تلقى المسئولون بالسكة الحديد خطابا من التنسيق يتهمهم بتشويه واجهة المبنى بعد قيامهم بزراعة عدد من نخلات البلح الملوكى بارتفاعات تتراوح بين 4 و5 أمتار، وهو ما يؤدى الى حجب الرؤية للواجهة التى تمثل أثرا تاريخيا على الطراز الإسلامى بالاضافة الى أعمدة الاضاءة التى أدت الى كسر حاجز الرؤية لمشهد التطوير الشامل لساحة المحطة. لاحظوا معى "هيئة تجميل" وبالتحديد تخصصها "تنسيق حضارى".. تركت كل ما فى القاهرة من مخلفات وقاذورات وتشوهات فى بطنها ورأسها وأرجلها.. وبحثت عن نخلة تنبت أمام محطة قطارات.. لا لشىء إلا لأنها تشوه المنظر الحضارى والتراث الزخرفة الإسلامية للشكل العام للمحطة.. وليس الشكل العام ولكنه يعوق ويحجب ويكسر حاجز الرؤية لواجهة المحطة.. يا عينى على الاستخفاف بعقل المواطن!! يا لسخرية الأقدار.. الهيئة تركت كل الوضع غير الآدمى أمام المحطة من فساد ينشر أكشاكه أمام المحطة لبيع الملابس وعصير القصب والورد والساندويتشات السريعة الشعبية .. أما هذه الأكشاك لا تحجب الرؤية المستقبلية المخملية لواجهة المحطة.. أم أن هذه الأكشاك تدر عائدا ما، بصورة أو بأخرى لتمويل مشاريع التطوير الحضارى فى أماكن أخرى.. والنخل الملوكى غلبان على الرغم أنه "ملوكى"! ثم ما هى المشكلة أنه نخل ملوكى.. هل لو كان نخل بلدى وجدع وصاحب صاحبه كانت المشكلة تم تداركها.. أو تم توفيق رأسين فى الحلال.. الله أعلم. وهكذا أجد نفسي مواطنا بسيطا تائها لا أفقه شيئا مما يدور من حولى وعلى الرغم من أننى أرتاد محطة القطار بصورة شبه يومية للسفر إلى بلدتى منيا القمح.. وأشاهد ما مدى الدمار الذى يحل بالمحطة على سيرة التطوير الحضارى للمحطة.. وليس أدل على ما أقول إلا شيئين.. تم تغطية سيراميك مزين ملون عليه رسومات إسلامية حقيقية تعبر عن الفن الإسلامى وروعته بمجموعة من الرسومات الجصية المصنوعة من الجبس.. وليست ملونه.. يعنى بكل بساطة وسهولة غطوا قيشانى مفعم بآلوان تأثر النفوس والألباب بجبس مصمت ليس فيه إلا لون واحد.. ومع ذلك غاضبين جدا من نخلة ملوكى "طلعت متر ولا مترين طويلة شوية". الأمر الثانى أنهم لم ينظروا إلى المحطة ككل كوحدة واحدة ولكنهم نظروا فقط إلى "وش القفص" الواجهة الرئيسية للمحطة والبهو الرئيسي لها.. ولم ينظروا فى التطوير إلى محطة الليمون ومحطة خط المناشي وخط شرق.. لم ينظروا إلى كيفية ربط كل أرصفة المحطة بعضها ببعض حتى يريحوا المسافرين الذين هم فى ذيل قائمة التنسيق الحضارى وإن كان الذيل هنا لا يصح تورية لأنهم لن يصلوا بخدماتهم للمسافرين حتي لو كانوا في نهاية جدول التطوير. وهنا تدفع هذه المتاهات التي تدور في العقل أسئلة كثيرة نتركها لهم هم يجيبون عنها.. علاقة هيئة التجميل بالمحطة.. هل هى علاقة قائمة منذ البداية أى أنهم متفقون على تصميمات معينة ورؤية تنسيقية مسبقة قبل التطوير المزمع للمحطة؟.. وهل كان يجب على المسئولين بالمحطة وضع نخل آخر أو شجر آخر بدل من النخل الملوكى؟.. ففي هذه الحالة يجب الإلتزام بما هو موضوع مسبقا من خطط.. أم أنهم اكتشفوا فجأة وهم يمرون في القاهرة على المبانى ذات الصبغة التاريخية والشكل الحضارى المميز كمحطة رمسيس للسكك الحديدية فوجدوا أن هذه النخلة ليس لها علاقة بتجميل المحطة وتشوه وتكسر حاجز الرؤية وفى هذه الحالة فإننا أمام كارثة فليعننا الله عليها. المزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى