ومصر.. هي الملك! الذين يلعبون الشطرنج, يعرفون جيدا أن ثمة ثلاثة أنواع من القطع تتفاوت في الأهمية والقيمة والوظيفة. عندك أولا العساكر, ثم الفرس والطابية والفيل, وأخيرا الوزير, وكلهم كلهم هدفهم االنهائي حماية الملك كي ينتصر في النهاية, والملك دائما وأبدا هو مصر! وهناك قانون أساسي للعبة يجب الالتزام به, كما أن هناك قواعد لتحريك القطع, إذ لا يصح مثلا ترك الفرس يلهو ويمرح كما شاء علي مزاجه فوق الرقعة, وفي وسائل الإعلام, أو ترك الطابية رايح جاي, تحرق في الكنائس, وتروع الآمنين علي الدائري وفي الطرقات. وقد يضطر اللاعب في بعض الأحيان الي أن يضحي بقطعة ما( العسكري مثلا) لحماية قطعة أهم( كالطابية أو الفيل), بل وقد يجد اللاعب نفسه مجبرا علي التضحية بالفيل لحماية الوزير.. لكن أن تتم التضحية منذ البداية بالملك, فهذا هو الحمق بعينه, وهذا ما لم نسمع عنه أبدا, أو نره من قبل! غير أننا للأسف أصبحنا فإذا بنا نفاجأ ببعض اللاعبين وجل هدفهم هو التضحية بالملك لتحقيق مصالحهم الخاصة.. نعم إن بعضهم الآن يسعي للتضحية بمصر. لقد فركشت مصر في25 يناير, الرقعة القديمة البالية الفاسدة, وها هي تبدأ في لعب دور جديد. القطع مختلفة بالتأكيد, غير أن القواعد هي القواعد, والقانون هو القانون, وقد يصح التضحية ببعض القطع أحيانا, لكن الملك( لازم يعيش!) أما أن يتم التضحية بالشعب, وأمن الشعب, وطعام الشعب.. فهذا هو الانتحار. وهنا يكون السؤال: ومن الذي يلعب؟ هناك الإسلاميون المعتدلون, والسلفيون, والأقباط, والشباب الجدد أصحاب الثورة, وفلول العصر البائد, والبلطجية, وفوق هؤلاء جميعا جيش مصر الباسل يرقب الأوضاع بمنتهي الحذر والانتباه. وهناك أيضا أطراف خارجية, سواء علي الحدود القريبة جدا أو عبر المحيط! الملك الذي هو مصر في خطر يا سادة.. فماذا نفعل؟ بسيطة, إلعب صح! كيف؟ يجب العودة للقانون الأساسي للعبة وتطبيقه, وإياك أبدا أن تسمح لأي قطعة مهما كان اسمها أن تلعب علي مزاجها, ومن يفعل قم بتكسير دماغه.. ولا تبالي! المزيد من أعمدة سمير الشحات