أوراق نبيل العربي(1) في اليوم الأخير من محادثات كامب ديفيد يوم17 سبتمبر1978 توجهت إلي الرئيس السادات في الشاليه الذي كان يقيم فيه ووجدته واقفا في الشرفة مع مناحم بيجين والمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية وانتظرت أمام الشرفة حوالي عشر دقائق... وبعد مغادرة بيجين أشار لي الرئيس السادات بالدخول مستفسرا عما أريد فأجبت بأن لدي أمورا هامة أرغب في عرضها حول الورقة الأمريكية المقترحة كإطار للسلام في الشرق الأوسط وإطار اتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ثم مشروع خطابات يتم تبادلها بين الرئيس السادات والرئيس كارتر ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجين حول القدس والمستوطنات والضفة الغربية وغزة. وقد جاء ذهابي بمفردي إلي الرئيس السادات بعد أن استأذنت وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل الذي كان قد تقدم باستقالته دون أن يتم الإعلان عنها- لعدم موافقته علي خط سير المفاوضات.. وقد تركني الرئيس السادات بضع دقائق ثم عاد وذكر أنه سيتناول وجبة خفيفة من عسل وزبادي وعرض علي أن أشاركه فشكرته واعتذرت. وقد استمع الرئيس السادات إلي الأمور الثلاثة التي سبق أن ناقشتها مع وزير الخارجية وأعضاء الوفد المصري بإسهاب ولخصتها أمامه في3 نقاط محددة هي: بالنسبة للشق المصري في إطار معاهدة السلام فإن لرئيس الجمهورية كامل الصلاحية للتوقيع ولكنني أقترح التوقيع بالأحرف الأولي فقط في الوقت الحالي. بالنسبة للشق الفلسطيني لا تملك مصر صلاحية التعهد باسم الفلسطينيين أو باسم الأردن ويجدر التشاور معهم قبل الإقدام علي أية خطوة لأن الإطار الفلسطيني أقل مما يطالب به الفلسطينيون وفيه إجحاف لحقوقهم. الخطابات المقترح تبادلها حول القدس سوف تؤدي إلي اهتزاز الموقف الأمريكي لصالح إسرائيل وبالتالي لا جدوي من تبادلها. فماذا كان رد الرئيس السادات علي السفير نبيل العربي مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية وعضو الوفد المصري في محادثات كامب ديفيد عام1978 وأحد أبرز وجوه الدبلوماسية المصرية ذات التوجه القومي العروبي. هذا هو ما نتحدث عنه غدا بمشيئة الله نقلا عن أوراق كتبها نبيل العربي بخط يده ونشرها علي الرأي العام سنة2002 فأحدثت دويا واسعا في حينه.
خير الكلام: إذا كان الكريم عبوس وجه... فما أحلي البشاشة في البخيل! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله