مع اقتراب اللحظات الحاسمة من اجراء انتخابات الرئاسة في الاتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا) المقرر لها أول يونيو المقبل, يحاول الرئيس الحالي سيب بلاتر غسل يديه من كل ملفات الفساد التي ربما تنخر في فرص نجاحه أمام منافسه القطري محمد بن همام, ويمثل ملف التلاعب في النتائج نقطة سوداء في فترة رئاسة الثعلب العجوز, لدرجة أن الاحصائيات تشير الي ان هناك300 مباراة شهدت هذه الفضيحة في ثلاث قارات مختلفة, بل إن التسعيرة محددة ومعروفة طبقا للصندوق الأسود الذي توصلت اليه صحيفة الديلي تليجراف البريطانية. وفي محاولة لوضع نهاية لهذا الفيروس وقع بلاتر عقد شراكة بقيمة20 مليون دولار مع البوليس الدولي( الانتربول) بغرض اجراء تحقيقات حول هذه الفضائح وضبط الأطراف المتورطة فيها تمهيدا لمعقابتهم. وأشارت صحيفة الدايلي تليجراف إلي أن العقد بين الطرفين يمتد لمدة عشر سنوات, وأن رئيس الفيفا تعهد بتوفير الدعم المالي له حتي يقوم المحققون بواجبهم علي أكمل وجه, خاصة أنه سيتم اختيار نخبة منهم علي أعلي مستوي. وقالت الصحيفة إن التركيز كما يكشف الملف الأسود يتم علي المباريات الدولية الودية, وأن المانيا وفنلندا بالاضافة الي كرواتيا كانت مسرحا خصبا لعمليات الرشوة والضغط علي اللاعبين من أجل التلاعب في النتائج. ويقول كريس ايتون رئيس جهاز الأمن في الفيفا إن اللجوء للانتربول يأتي نظرا لان سلطات الاتحاد الدولي محدودة في التعامل مع مثل هذه القضايا, خاصة انه يعتبر جهة رياضية قبل أي شيء, وأنه سيتم التركيز في البرنامج المقرر من الانتربول علي تعليم الجيل الجديد مخاطر هذه الأمور, لاسيما أن الجهات المشبوهة تركز في اغراءاتها علي اللاعبين صغار السن, وأن هناك مخاوف علي المشاركين في بطولتي العالم تحت17 و20 سنة المقبلتين من التعرض لمثل تلك الضغوط, حيث يتم حاليا اتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون حدوث ذلك. وأضاف ايتون أن المعلومات التي توافرت لدي الفيفا أن تسعيرة الحكام تصل في كل مباراة الي عشرة آلاف دولار, وأن المتورطين في ذلك يجنون من ورائها ملايين الدولارات, وأن قارة آسيا لها نصيب من هذه الفضائح, حيث تشير أصابع الاتهام الي سنغافورة وماليزيا والكويت, وفي افريقيا هناك زيمبابوي. وقال مسئول الأمن في الفيفا إن المباراة الودية بين البحرين وتوجو كانت مسرحا لاهتمام العالم لما حفلت به من أمور غير أخلاقية, فالفريق التوجولي الذي شارك لم يكن سوي مجموعة من الهواة لاتنتمي للمنتخب الاساسي, كما تم الغاء أكثر من خمسة أهداف سجلها الفريق البحريني لتنتهي المباراة لصالحه بثلاثة اهداف فقط. ويشير ايتون الي أن بلاتر وجميع اعضاء الفيفا لديهم حرص علي تطهير الوسط الكروي من كل الشوائب المسيئة للعبة بصرف النظر عن موعد الانتخابات المقبلة, ولا ينكر أحد ان الاتحاد حقق انجازات كثيرة في السنوات الماضية, وساهم في تطور اللعبة وزيادة عدد بطولاتها, بخلاف المكاسب المادية التي تحققت, كما أن الأزمة المالية الأخيرة لم تلق بآثارها بقوة علي العالم الكروي نظرا لثبات وقوة المؤسسة المسئولة عن إدارته.