برغم فوزه برئاسة في الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) بالتزكية .. يحاول الرئيس الحالي سيب بلاتر غسل يديه من كافة ملفات الفساد التي كادت تقضي عليه.. ويمثل ملف التلاعب في النتائج نقطة سوداء في فترة رئاسة الثعلب العجوز لدرجة ان الاحصائيات تشير الى ان هناك 300 مباراة شهدت هذه الفضيحة في ثلاث قارات مختلفة .. بل ان التسعيرة محددة ومعروفة طبقا للصندق الاسود الذي توصلت اليه صحيفة الدايلي تيليجراف البريطانية. وفي محاولة لتأكيد نهاية لهذا الفيروس .. وقع بلاتر عقد شراكة بقيمة 20 مليون دولار مع البوليس الدولي ( الانتربول) بغرض اجراء تحقيقات حول هذه الفضائح وضبط الاطراف المتورطين فيها تمهيدا لمعقابتهم ووضع نهاية لهذا المسلسل المخز . واشارت صحيفة الدايلي تيليجراف ان العقد بين الطرفين يمتد لمدة عشر سنوات وان رئيس الفيفا تعهد بتوفير الدعم المالي له حتي يقوم المحققون بواجبهم على اكمل وجه .. خاصة انه سيتم اختيار نخبة منهم على اعلي مستوي .. وقالت الصحيفة ان التركيز كما يكشف الملف الاسود يتم على المباريات الدولية الودية وان المانيا وفنلندا بالاضافة الى كرواتيا كانت مسرحا خصبا لعمليات الرشوة والضغط على اللاعبين من أجل التلاعب في النتائج. ويقول كريس ايتون رئيس جهاز الامن في الفيفا أن اللجوء للانتربول يأتي نظرا لان سلطات الاتحاد الدولي محدودة في التعامل مع مثل هذه القضايا خاصة انه ىعتبر جهة رياضية قبل اي شيء .. وانه سيتم التركيز في البرنامج المقرر من الانتربول على تعليم الجيل الجديد مخاطر هذه الامور .. لاسيما ان الجهات المشبوهة تركز في اغراءاتها على اللاعبين صغار السن وان هناك مخاوف على المشاركين في بطولتي العالم تحت 17 و20 سنة القادمتين من التعرض لمثل تلك الضغوط وانه يتم حاليا اتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك . واضاف ايتون ان المعلومات التي توافرت لدي الفيفا ان تسعيرة الحكام تصل في كل مباراة الى عشرة الاف دولار وان المتورطين في ذلك يجنون من ورائها ملايين الدولارات.. وان قارة اسيا لها نصيب من هذه الفضائح حيث تشير اصابع الاتهام الى سنغافورة وماليزيا والكويت وفي افريقيا هناك زيمبابوي . وقال مسئول الامن في الفيفا ان المباراة الودية بين البحرين وتوجو كانت مسرحا لاهتمام العالم لما حفلت به من امور غير اخلاقية .. فالفريق التوجولي الذي شارك لم يكن سوي مجموعة من الهواة لاتنتمي للمنتخب الاساسي .. كما انه جري الغاء اكثر من خمسة اهداف سجلها الفريق البحريني لتنتهي المباراة لصالحه بثلاثة اهداف فقط . ويشير ايتون الى بلاتر وجميع اعضاء الفيفا لديهم حرص على تطهير الوسط الكروي من كافة الشوائب المسئية للعبة بصرف النظر عن موعد الانتخابات القادمة .. وانه لا ينكر احد ان الاتحاد حقق انجازات كثيرة في السنوات الماضية وساهم في تطور اللعبة وزيادة عدد بطولاتها .. بخلاف المكاسب المادية التي تحققت .. كما ان الازمة المالية الاخيرة لم تلق باثارها بقوة على العالم الكروي نظرا لثبات وقوة المؤسسة المسئولة عن ادارته.