كتبت أسماء الحسيني: أعلنت قيادات وشخصيات سودانية بارزة تأييدها لترشيح الدكتور مصطفي الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية, وأعربت عن عميق أسفها لموقف حزب المؤتمر الوطني الحاكم من الفقي لمجرد تعبيره عن موقفه الساخط تجاه السياسات التي أدت لفصل جنوب السودان, وتهدد البلد كلها بالتمزق, وأكدت أن الشعب السوداني وكل القوي السودانية تقف معه, وأن التبريرات لرفضه واهية ومستفزة. وقال مبارك الفاضل المهدي القيادي البارز بحزب الأمة السوداني ومساعد الرئيس سابق: إن الدكتور مصطفي الفقي هو أحد أبرز المثقفين المصريين والعرب المستنيرين وصاحب رأي حر, وماقاله بمسئولية حزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه الرئيس السوداني عمر البشير عن انقسام السودان كان فيه تقييم صحيح وشجاع لماحدث, وقال: إن الموقف الذي اتخذه من الفقي هو أولا موقف حزبي عقائدي لا صلة له بالسودان والدولة السودانية أو الشعب السوداني, وقال: إن النظام في السودان وجد في ذلك فرصة لكي يخرج من حرج عدم مساندة المرشح المصري لأنه لديه ارتباط ومصالح مع دولة قطر. وأكد المهدي أن كل أهل السودان في حزب الأمة والقوي السياسية بصفة عامة تؤيد ترشيح الفقي, وتؤيد مواقفه الجريئة وقدراته, بل وتري فيه شخصية تستطيع أن تساهم في نقل الجامعة من كيان يتحدث فقط باسم الحكومات إلي جامعة تحاول أن تطور نفسها لتعبر عن الشعوب. أما الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني فقد وصف الفقي بأنه مفكر له قيمة وتأثير, وقال المحجوب عبد السلام مساعد الترابي إن الحكومة السودانية ترفض ترشيح الفقي لأنها مرتبطة بالتصويت لصالح المرشح القطري, وأضاف أنه يعتقد أن الفقي مفكر وأنه حر في التعبير عن رأيه, ولكن النظام السوداني يعتبر الرأي والفكر جريمة ولا يستطيع التعايش مع رأي مختلف, وقال: إن الفقي عندما يتولي منصب الأمين العام للجامعة العربية خير من يعرف متطلبات المنصب, ووصف الموقف السوداني الرافض له بأنه غير موفق, لأن الفقي سيعطي الجامعة وزنا لأنه مفكر وسياسي وكاتب ويستطيع أن يتعامل مع متطلبات المرحلة بعقله الكبير ومستواه المشرف وخير من يخدم القضية السودانية. ومن جانبه أكد علي محمود حسين رئيس الجبهة السودانية العريضة المعارضة أن الدكتور مصطفي الفقي مثقف مستنير رفيع المستوي, ومن أكبر القيادات المصرية تفهما للقضية السودانية, كما أنه يتمتع بالشجاعة في إبداء الرأي, وقال إن كلامه الذي عابته عليه الحكومة السودانية بأن النظام الذي يحكم السودان حاليا هو أسوأ نظام مر علي السودان وأنه سبب تمزيق وحدة البلد, وانفصال جنوب السودان يعبر عن وعي كبير, ولكنه يعيب عليه اعتذاره الأخير للحكومة السودانية, ويأمل ألا يكون مانقل عنه في هذا الشأن صحيحا. ومن جانبه قال حاتم السر القيادي البارز بالحزب الاتحادي ومرشحه للرئاسة في الانتخابات الماضية: إن مصطفي الفقي هو الأمين العام الذي انتظرته الجامعة العربية طويلا, وأكد أن الفقي مفكر قومي ومثقف عربي ودبلوماسي عريق وسياسي مخضرم وتوليه لقيادة الدبلوماسية العربية كفيل بفتح الطريق أمام الجامعة العربية.