علي أرض حي إمبابة بالتحديد في شارعي الوحدة والأقصر بدأت أحداث العنف التي أدت إلي حرق كنيستي ماري مينا والعذراء ولمعرفة الوقائع الحقيقية التي جرت خلال الساعات الماضية منذ صلاة المغرب وحتي الساعات الأولي من الصباح التالي . ذهبت تحقيقات الأهرام إلي كنيسة العذراء والتي بدأت بها الأحداث والتقينا مع سعيد سالم( مسلم) الذي نقل إلينا الصورة بداية من الساعة السادسة والنصف تجمع بعض الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين17 و25 عاما يحملون زجاجات المولوتوف وأجولة من الطوب والمعروف أن هؤلاء الشباب وراءهم من يحميهم من الرجال البلطجية المعروفين علي مستوي إمبابة كلها والسبب الرئيسي ليس كما يشاع وهو عن الفتاة التي أسلمت وحاول أهلها الأقباط اختطافها حتي ترتد عن الإسلام واحتجازها داخل الكنيسة كل هذا ليس له أساس من الصحة ويستكمل حديثه قائلا: إن هذه عملية مرتبة من قبل هؤلاء البلطجية حتي تحدث فتنة بين المسلمين والأقباط لأنه تصادف في الوقت نفسه أيضا حرق الكنيسة الأخري وهي كنيسة ماري مينا فهذا لايعقل كما ادعوا ونسبوا كل هذه الأفعال المشينة إلي الجماعات السلفية وهذا علي العكس تماما. وتوجهت تحقيقات الأهرام إلي أحد مشايخ مسجد شارع الأقصر وهو الشيخ محمود شحاتة الذي أكد لنا أن الجماعات السلفية هي التي كانت تقوم بمحاولة إطفاء الحرائق التي نشبت في الكنيستين وإنقاذ المصابين ونقلهم إلي مستشفيات إمبابة والساحل, كما كان هناك تعاون مابين الأهالي بعضهم البعض من أقباط ومسلمين في رشق هؤلاء البلطجية بالطوب حتي يتوقفوا عن أعمال الشغب والعنف والحرق الذين يصرون علي إشعال نار الفتنة. من ناحية أخري شاهدنا وجودا أمنيا مكثفة من قبل جهاز الشرطة وأيضا القوات المسلحة وذلك لتأمين حي إمبابة بأكمله خوفا من إجراء أي مشاغبات أو أحداث عنف أخري ولكن المثير للدهشة للجميع هو عدم التدخل الأمني علي الإطلاق تحسبا لأي مشادات بين الأهالي وجهاز الشرطة مما يؤدي إلي الخلل الأمني الذي زصبح منتشرا, في الدولة منذ قيام ثورة52 يناير وبسؤال أحد ضباط شرطة الأمن المركزي فيقول إن الوضع في غاية الخطورة ولانستطيع التدخل حتي وإن كان الأمر في أشد صعوبته وذلك ليس بسبب أحداث28 يناير ولكن لأن مايحدث بين الأقباط والمسلمين ماهو إلا مشاحنات طائفية ورأينا مظاهرات شديدة أمام الكنيستين تندد بأن المسلم والمسيحي يد واحدة وهناك يد أخري خارجية تحاول إشعال الفتنة وتخريب البلد ومحاولة إسقاط الثورة. وتقول أليس مصباح إن ماتمر به البلاد شئ غريب وبالأخص مايحدث في حي إمبابة والواضح هو فتنة بين السلفيين والأقباط وكل ما يذاع ليس له أساس من الحقيقة, لأننا جميعا رأينا هؤلاء البلطجية يحملون زجاجات المولوتوف وقذفها علي المنازل والكنائس وهم من خارج المنطقة ولا نعلم عنهم شيئا. من ناحية أخري أكد شهود العيان رؤيتهم لمجموعات من البلطجية يحملون الأسلحة البيضاء والنارية وزجاجات المولوتوف فبعضهم اعتلوا اسطح المنازل لاشعال الكنيسة والبعض الآخر يقودون دراجات بخارية ويطلقون الأعيرة النارية عشوائيا. ويقول أشرف ابورواش من أهالي شارع الوحدة بامبابة أنه بعد منتصف الليل شاهد مجموعة كبيرة من البلطجية المعروفين علي دراجات بخارجية يتجهون نحو الكنيسة بشارع الوحدة ويلقون النيران ويطلق الرصاص علي الكنيسة وعلي المواطنين المتجمهرين حولها. بينما يؤكد عادل حمدي من شهود العيان أنه عندما شعر بتجمهر المواطنين حول الكنيسة وأشيع أن المسلمين سيقتحمون الكنيسة ويقومون بتفتيشها قمت أنا وجيراني المسلمين بغلق المحلات وتأمينها والتوجه إلي الكنيسة لحمايتها صفا واحدا ولكن للأسف لم نستطع فقد أعتلي بعض البلطجية والأهالي أسطح المنازل وأشعلوا في الكنيسة النيران. ويروي أبوالسعود أحمد أنه شاهد أكثر من10 دراجات بخارية يقودها بلطجية يحملون مسدسات وسنجا وزجاجات بنزين يتوجهون نحو الكنيسة واشعلوا فيها النيران وفروا هاربين في الشوارع الجانبية حتي يصعب ضبطهم أو القبض عليهم في ظل هذا الزحام كما أكد أن هناك طلقات نارية كانت صادرة من كل مكان من داخل الكنيسة ومن خارجها بطريقة عشوائية ولا نعلم من يطلق النيران علي من وما علمته أن معظم الضحايا من المسلمين والمسيحيين الذين لاعلاقة لهم بالواقعة وانما كانوا يقفون لحماية الكنيسة.