كنا نأمل.. لا بل كنا متأكدين أن الأستاذ الكبير إبراهيم نافع بذكائه المعهود سوف يعفي نفسه ويعفينا من الموقف المحرج إنسانيا لنا جميعا, إذا كان ما نسبته اليه الزميلة الدستور صحيحا. ومفاده أن أحدا من الأهرام لم يبلغه بقرار وقف عموده, وأنه لم يعتذر عن عدم مواصلة الكتابة كما نشرت الأهرام أمس الأول, وأنه سوف يقاضي الأهرام لهذا السبب. وهذا هو رد الأهرام علي الأستاذ إبراهيم نافع: 1 رئيس التحرير الحالي طلب من السكرتير السابق للأستاذ إبراهيم إبلاغه بقرار استدعائه للتحقيق القضائي, علما بأن هذا الشاب المهذب تربطه صلة قرابة بالأستاذ إبراهيم. 2 الأستاذ كمال جاب الله مدير التحرير قرأ للأستاذ إبراهيم نص الخبر الوارد عن استدعائه للتحقيق بناء علي طلبه ثم بادر ثانية للاتصال به لتذكيره بقرار اتخذ في الأهرام بوقف التعامل أي النشر مؤقتا مع أي من أعضاء أسرته يستدعي للتحقيق في قضايا فساد حتي تثبت براءته حرصا علي استكمال بناء الثقة مع القارئ, كما أبلغ الأستاذ جاب الله الأستاذ إبراهيم أن هذا القرار طبق فعلا علي الزميل الكبير مرسي عطاالله الذي استقبل القرار مشكورا بصدر رحب وتفهم, مؤكدا أن واثق من براءته, وسوف يثبتها في غضون أيام, وهو ماحدث بالفعل, وفرح له كل من في الأهرام أشد الفرح, ونشر خبر اخلاء سبيله من سراي النيابة في الصفحة الأولي في مكان بارز علي مساحة عمودين, ونشرت تفاصيله في صفحة داخلية. 3 الأستاذ إبراهيم سأل الأستاذ جاب الله من اتخذ القرار؟ فأجاب أنه رئيس التحرير, وما قد لا يعلمه الأستاذ إبراهيم أن هذا تطبيق لقرار سابق اتخذ جماعيا من قبل مجلس مديري التحرير, وأن قرار وقف نشر عمود الأستاذ إبراهيم عرض علي مجلس مديري التحرير في اليوم التالي رغم عدم الحاجة الي ذلك في ضوء أن هناك قرارا سابقا بالفعل من هذا المجلس, وكانت نتيجة التصويت هي الموافقة علي وقف العمود بأغلبية خمسة أصوات ضد اثنين, علاوة علي ضغوط الرأي العام داخل الأهرام وخارجه. 4 لم يتصل رئيس التحرير شخصيا بالأستاذ إبراهيم رغم المودة الانسانية التي يكنها له إشفاقا من الحرج من ناحية, ولأن رئيس التحرير أمضي أكثر من7 أيام يحاول إقناع الأستاذ إبراهيم نافع بنقل عموده من الصفحة الأخيرة الداخلية الي صفحة كبار الكتاب بعد ان تقرر الغاء بدعة وجود صفحتين أخيرتين ل الأهرام, في حين أن الأستاذ مرسي عطاالله وافق علي الفور, وبعد هذه الأيام السبعة اعتذر الأستاذ إبراهيم عن عدم مواصلة نشر العمود, ثم عاد بعد ثلاثة أيام يرسل العمود من تلقاء نفسه, ويخبر رئيس التحرير بذلك هاتفيا مع تلميح بأنه كان علي وشك أن يشكو حول وضع عموده في صفحة كبار الكتاب, وهو ماقبله منه رئيس التحرير بتعليق مجامل, وهو يقول لنفسه: لماذا لا يصدق الكثيرون أن هناك ثورة قامت في البلد, وغيرت أشياء كثيرة, وكان لابد أن تغير الأهرام بعد كل مالحق بها من أذي وتدهور أمام القارئ. وبعد يا أستاذ إبراهيم أرجوك تذكر قول أفلاطون: إنه يحب سقراط, ولكنه يحب الحقيقة أكثر من حبه لسقراط.