بينما تتعرض شركة السيارات اليابانية تويوتا لأكبر محنة في تاريخها تهدد بتقويض الثقة بها ، ابدى اكيو تودا رئيس الشركة استعداده للشهادة أمام لجان الكونجرس الأمريكى حول عمليات سحب السيارات التى قامت بها الشركة . جاء الإعلان عن هذا القرار متزامنا مع تصريح المتحدث باسم تويوتا بأن الشركة اليابانية قررت سحب10 آلاف شاحنة نصف نقل من طراز تاكوما موديل2010 من أسواق أمريكا , شهدت إحدي محاكم لوس أنجلوس, حيث يوجد مقر الشركة, رفع قضيتين ضد تويوتا تتعلقان بحوادث تسببت فيها أخطاء فنية أفضت إلي الموت. الشمالية بسبب عيوب في ناقل السرعة. وكان وجه أزمة تويوتا في الولاياتالمتحدة أكثر قسوة حيث اتخذ بعدا قانونيا وسياسيا أكثر تعقيدا مقارنة بأي دولة أخري من دول العالم التي عاشت الأزمة نفسها خلال الأيام الماضية. واتضح الوجه القانوني للأزمة في أمريكا أمس حين رفع عدد من ملاك السيارة تويوتا قضيتين ضد الشركة تتعلق بحوادث تسببت فيها أخطاء فنية أفضت إلي الموت, كما يستعد22 مكتب محاماة من16 ولاية توحيد الجهود للمطالبة بتعويضات للمستهلكين بعد تراجع قيمة إعادة بيع سياراتهم. وقالت جاكلين دونوهو من ولاية نبراسكا المدعية في إحدي القضيتين: إن سيارة بريوس موديل2006 التي كانت تقودها أسرعت فجأة وخرجت عن السيطرة لتصطدم بسيارة أخري وتقتل زوجها وتسبب لها رصابات خطيرة, كما رفع محامي دونوهو روبرت نيلسون قضية أخري باسم تيريزا ووليام مايرز من ولاية مسيسيبي في مقتل ابنيهما ستيفان. وقال المحامي: إن سيارة تويوتا كامري التي كان يقودها أسرعت خارج السيطرة لتصطدم بسيارة أخري وتقتل السائقين, وقال المحامي: إن طلبا تم تقديه إلي تويوتا للتعقيب علي الحادثتين لم ترد عليه في حينه. أما سياسيا فقد أعرب عدد من السياسيين الأمريكيين واليابانيين في تصريحات لوكالة أسوشيتدبرس عن خشيتهم من أن تؤدي مشكلات تويوتا إلي خلل في العلاقات بين البلدين المتحالفين التي تشوبها بعض المشكلات, خاصة بعد نزاع بينهما بشأن نقل مقر قاعدة للبحرية الأمريكية في جزيرة أوكيناوا. كما أعرب بعض المسئولين الأمريكيين عن خشيتهم من أن تؤدي المشكلة إلي ضغوط علي سوق العمل الأمريكية التي لاتزال تئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية, ويخشي هؤلاء أن يؤدي تدني مبيعات تويوتا في الولاياتالمتحدة إلي فقدان الاقتصاد الأمريكي للمزيد من الوظائف. وأمام هذه الضغوط أبدي رئيس شركة تويوتا أكيو تويودا استعداده للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي, وقالت وكالة الأنباء اليابانية كيودو نقلا عن مسئولين في تويوتا: إن رئيس الشركة علي استعداد للإدلاء بشهادته في جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي إذا ما طلب منه ذلك بشكل رسمي. ويخطط مسئولون ونواب أمريكيون لاستجواب مسئولين في الشركة للحصول علي شرح يتعلق بعمليات السحب الضخمة التي قامت بها والإجابة علي الاتهامات المتعلقة ببطء الاستجابة لكل مشكلات دواسات السرعة والفرامل. لكن الشركة امتنعت عن تأكيد حضور رئيسها أو غيابه عن جلسة24 فبراير الحالي التي تعقدها لجنة بالكونجرس الأمريكي بشأن القضايا التي تحاصر تويوتا. وكان النائب الجمهوري بالكونجرس داريل عيسي قد قال الخميس الماضي: إنه سيدعم إصدار مذكرة استدعاء لإجبار رئيس تويوتا أكيو تويودا علي المثول أمام لجنة الكونجرس في وقت لاحق من هذا الشهر للإجابة عن أسئلة تتعلق بالمشكلات المتعلقة بالسلامة. ومن جانبه وفي محاولة لتفادي التداعيات السياسية للأزمة أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمله في أن تستمر تويوتا في عملها كشركة ضخمة برغم الأزمة الحالية قائلا: إن من الواضح أن تويوتا كانت صانعة سيارات مذهلة لمدة طويلة, وأظن أنها ستستمر في ذلك برغم الأزمة الأخيرة, إلا أنه أكد في حديث مع مجلة بلومبرج بيزنيس ويك أنه حين يتعلق الأمر بالسلامة العامة من واجب كل صانع سيارات التحرك سريعا وبشكل حاسم حين يتم الكشف عن مشكلات. وأضاف أوباما: لا نعرف بعد ما إذا كان ذلك قد حصل مع تويوتا, لكن سيجري تحقيق فيه, ورفض أوباما تأكيد ما إذا كانت شركة تويوتا تحركت بشكل بطيء فيما يتعلق بسحب السيارات قائلا: لا نعرف بعد, ولا أريد أن أدلي برأي قبل التحقيق. في هذه الأثناء أعلن المتحدث باسم تويوتا أن الشركة اليابانية قررت سحب10 آلاف نصف نقل من طراز تاكوما طراز2010 من سوق أمريكا الشمالية, منها1500 في كندا, بسبب عيوب في ناقل السرعة. وأكد مصدر حكومي ياباني الخبر موضحا أن ذراع السرعة من إنتاج الشركة الأمريكية دانا, والأمر يتعلق أيضا بشركات أخري مثل الأمريكية فورد, واليابانية نيسان.