إلي جانب الديبلوماسية( الرسمية) برزت في الآونة الأخيرة الحاجة الملحة إلي الديبلوماسية( الشعبية) وضرورة تدعيم دورها كقوة ناعمة في التواصل بين الشعوب, التي أصبحت آليات عالم اليوم تعطيها القدرة علي فرض رغباتهاعلي حكوماتها, ومن أبرز كيانات هذه الديبلوماسية الشعبية جمعيات الصداقة التي ينبغي استثمارها في خدمة قضايا مصرالخارجية الراهنة والمستقبلية. المستشار عبدالعاطي الشافعي الأمين العام لجمعية الصداقة والتواصل بين مصر ودول حوض النيل يري أن التواصل بين الشعوب في هذا العصر أصبح أقوي وأشد تأثيرا من التواصل بين الحكومات, بل أصبح هو المحرك والموجه لها ولسياساتها, وعلي سبيل المثال فإن الاتفاقية الأخيرة لدول منابع النيل كان يشترط لسريانها موافقة برلماناتها عليها, ولو أننا قمنا بالتواصل مع أعضاء هذه البرلمانات ومنظمات المجتمع المدني وأوجدنا رأيا عاما شعبيا داخل هذه الدول لكان موقفنا أقوي في التفاوض حول هذه الاتفاقية. ويشير الشافعي إلي وضع الجمعية خطة للعودة الكاملة للتواصل بين الشعب المصري وشعوب دول حوض النيل في مختلف المجالات علميا وإعلاميا وثقافيا وفنيا شعارها أن مصر في عهد جديد فلا تؤاخذونا عن إهمال وصالكم في الفترة الماضية, وتتلاحم معها دعوة رجال الأعمال المصريين إلي التوجه باستثماراتهم نحو هذه الدول الغنية بمواردها البكر والتي سيحققون فيها أرباحا طائلة, لافتا إلي ضرورة ألا تقتصر الزيارات ومنها الزيارة التي سيقوم بها رئيس مجلس الوزراء إلي دول حوض النيل قريبا علي التمثيل الرسمي وإنما لابد من التمثيل الشعبي بكل أطيافه من شخصيات عامة ومجتمع مدني وجمعيات صداقة بالإضافة إلي رجال الأعمال. من جانبه يؤكد د. أحمد القاضي الأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الهندية التي تأسست عام1968 وتولي رئاستها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لفترة وكذلك أحمد حسن الزيات وزيرالخارجية الأسبق, أن أحد أدوار الجمعية هو الدور الثقافي المتمثل في توعية الجالية الهندية ذات العدد الكبير في مصر بحضارة وموروثات وتقاليد الشعب المصري وعقد ندوات شهرية في مجال العلوم السياسية والقضايا المشتركة بين مصر والهند وهو ما يزيد من التقارب بين الشعبين ويسهم في تعميق العلاقات بما ينعكس بالإيجاب علي القضايا المشتركة بينهما. وفي السياق نفسه يؤكد د. إبراهيم فوزي وزير الصناعة الأسبق ورئيس جمعية الصداقة المصرية- الأمريكية أنه في حال بزوغ قضية معينة في سماء العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية تقوم الجمعية بجهد لإعطاء الطرفين فرصة لعرض وجهات النظر وكذلك لتمكين المسئولين الرسميين من الاتصال بالجهات الشعبية مباشرة لمزيد من التقارب والتفاهم, موضحا أن تفعيل وتنشيط دور جمعيات الصداقة يتطلب دعما وتنسيقا مع المسئولين بوزارة الخارجية ليس متوافرا بالصورة الكافية حاليا وهوما يتطلب اهتماما أكثر في الفترة المقبلة.