بتصاعد التوتر حاليا بين السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي وإيران علي خلفية تطورات الأحداث في البحرين ومطالبة طهران بتدخل مجلس الأمن في الأزمة البحرينية. فقد أصدر وزراء خارجية دول المجلس في ختام اعماله الاحد الماضي بالرياض بيانا شديد اللهجة طالب فيه المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل لوقف ما وصف بالتدخل الإيراني السافر في شؤون دول المجلس. وطالب مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف التدخلات والاستفزازات والتهديدات الإيرانية التي تسعي لإشعال الفتن والتخريب بداخل دول مجلس التعاون. وفي تطور آخر أعربت السعودية عن استنكارها للاعتداءات شبه اليومية التي تتعرض لها بعثتها الدبلوماسية في طهران ومدينة مشهد الإيرانية من قبل كتائب الباسيج الإيراني, مع التظاهر الذي كثيرا ما يرافقه اعتداءات برمي قنابل المولوتوف علي مقري السفارة والقنصلية. وكان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي المخضرم قد قام بجولة مكوكية عقب تصاعد هذه التوترات بين طهرانوالرياض شملت لندن وموسكو والقاهرة( وهي االمرة الثالثة للعاصمة المصرية بعد الثورة) للتأكيد علي خطورة مايقوم به النظام الايراني من تصعيد وتدخل في شئون دول الخليج العربي.وهنا يبرز علي الفور دور مصر كما يقول مصدر دبلوماسي مصري بجدة للاهرام الذي اكد ان مصر اعلنت علي لسان وزير الخارجية الدكتور نبيل العربي ان امن الخليج خط احمر بالنسبة لمصر وان تحسن العلاقات مع ايران اذا حدث لن يكون له اي تأثير علي دول الخليج او الدول العربية. وحول مغزي تصريح الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية الاخير بشأن ايران ومايتردد بشأن تخوف دول الخليج من هذه العلاقات اذا تحسنت بين البلدين يقول المسئول الدبلوماسي ان تصريح السيد وزير الخارجية ليس مخصصا لايران, فايران عنصر من عناصر رؤية جديدة للسياسة الخارجية المصرية بعد ثورة25 يناير ورؤية مصر للعلاقات الدولية من منظور واسع يهدف لتحسين علاقات مصر مع جميع الدول فسياسة مصر الخارجية بعد الثورة سيكون بها تفعيل للعلاقات مع جميع الدول وايران من ضمن هذه الدول باعتبارها دولة اقليمية مهمة. ويؤكد ان العلاقات المصرية السعودية قوية وازلية ومتينة ويتم التشاور دائما في كل القضايا ومصر بقوتها وحجمها الاقليمية والدولية ودبلوماسيتها اذا اعادت العلاقات الدبلوماسية مع ايران فمن الممكن ان تكون عنصرا ايجابيا لرفع اي توتر, فمصر لديها عقل سياسي رشيد له تأثير ايجابي علي العلاقات الايرانية الخليجية والعربية بصفة عامة وليس تأثير سلبي. ولاننسي ان دول الخليج لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران رغم مايحدث فالعلاقات الدبلوماسية الكاملة اصبحت وسيلة لحل المشاكل والقطيعة ليست وسيلة لحلها. ولتأكيد هذه الرؤية الاستراتيجية الواسعة ومتانة العلاقات المصرية السعودية الراهنة قام وزير الخارجية الدكتور نبيل العربي بزيارة خاطفة الي الرياض يوم الثلاثاء19 ابريل والتي تعد بمثابة اول زيارة لوزير مصري بارز للرياض بعد ثورة25 يناير تم خلالها عقد جلسة مباحثات مع الامير سعود الفيصل. كما تم التمهيد لزيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف وعدد من الوزراء المصريين للعاصمة السعودية غدا الاحد24 ابريل لدعم التعاون وبحث مختلف القضايا العربية والاقليمية التي تهم البلدين والتأكيد علي اهمية السعودية بالنسبة لمصر واهمية مصر بالنسبة للسعودية.