يمتلك المشاهد العربي ميزة القدرة علي مشاهدة عشرات بل المئات من القنوات الفضائية العربية والعالمية بحكم الموقع الجغرافي المتوسط للدول العربية, ومع ذلك فالدول العربية تمتلك عددا هائلا من القنوات الفضائية, حيث بلغ هذا العدد نحو696 قناة. وتتنوع القنوات الفضائية العربية ما بين قنوات رسمية وأخري شاملة وجامعة وأخري إخبارية وأخري متخصصة في مجالات الرياضة والمنوعات والاقتصاد والأسرة, بالإضافة إلي قنوات الدراما والأفلام والأغاني والموسيقي والأطفال, والغالبية العظمي من هذه القنوات مفتوحة بالمجان لمن يرغب من المشاهدين, ولكن يوجد من بينها عدد غير قليل من القنوات المدفوعة مسبقا' المشفرة' علي غرار شبكة راديو وتليفزيون العرب' إيه.آر.تي.' وقنوات' الجزيرة' الرياضية وبعض القنوات الأجنبية الموجهة إلي المنطقة. وتستعمل هذه القنوات الفضائية في منطقتنا17 قمرا صناعيا أشهرها' نايل سات' و'عرب سات', وإن كان العدد الأكبر من القنوات يتم بثه علي نايل سات, وتوجد في المنطقة ما يقرب من مائة قناة حكومية, بينما يبلغ عدد القنوات الخاصة أكثر من600 قناة, وهي ظاهرة إيجابية للغاية, خاصة مع الإشارة إلي أن البث الفضائي في المنطقة العربية بدأ منذ أواخر القرن الماضي فقط في كنف الحكومات. وعلي الرغم من عدم وجود إحصائيات حديثة في هذا الصدد, فإنه من الواضح أن مصر تمتلك العدد الأكبر من القنوات الفضائية, سواء الحكومية منها أو الخاصة منها, وتأتي بعدها السعودية ولبنان. ومن الظواهر اللافتة في مجال البث الفضائي العربي في الفترة الأخيرة زيادة عدد القنوات الفضائية العالمية التي تبث خدمات موجهة باللغة العربية إلي المنطقة مثل' سي.إن.إن.' و'إن.بي.سي.' الأمريكيتين و'بي.بي.سي.' البريطانية و'روسيا اليوم' الروسية و'فرنسا24' الفرنسية و'راي' الإيطالية و'الصين' الصينية و'كوريا تي.في.' الكورية, والبقية تأتي, وقريبا جدا ستدخل المنطقة عصر الفضائيات الصادرة عن مؤسسات صحفية وإعلامية كبري, وكذلك عصر الفضائيات التي تبث إرسالها عبر مواقع الإنترنت, وهو ما سينقل الخريطة الفضائية العربية إلي آفاق جديدة. وحول هذه النقطة, كان مسئول عربي قد صرح في تونس قبل فترة في أثناء عرض نتائج التقرير السنوي للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية بأن تزايد عدد الفضائيات في المنطقة العربية سببه التسهيلات الاقتصادية التي وفرتها الدول العربية لإطلاق وبث القنوات الجديدة, وعلي رأس هذه التسهيلات إقامة المدن الإعلامية الحرة, وأبرزها بطبيعة الحال مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر, ومدينة دبي للإعلام, إضافة إلي توسع ظاهرة اتجاه الشركات ورجال الأعمال إلي الاستثمار في مجال الإعلام لربحيته العالية. وتصف هيئة الإذاعة البريطانية' بي.بي.سي.' مصر بأنها اللاعب الرئيسي والأكبر في حقل الإعلام العربي, فبالإضافة إلي امتلاكها الصحافة الأكثر تأثيرا والأكثر مقروئية في المنطقة, فإن صناعتها السينمائية والفنية والتليفزيونية هي المورد الرئيسي لمعظم القنوات الفضائية العربية الأخري بفضل ضخامة إنتاجها الإعلامي بمختلف أنواعه وفئاته, وأيضا بفضل الأرشيف الضخم الذي تمتلكه مصر من هذه الأعمال, والتي تستعين بها القنوات المصرية والعربية الأخري, وخاصة تلك التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي في مدينة6 أكتوبر, والتي وصفتها ال'بي.بي.سي.' بأنها' هوليوود الشرق'.