حتما فإن أي بداية لابد أن يكون لها نهاية إلا أن السياحة لا نهاية لها, فقد تمرض لفترة تطول أو تقصر, لكنها تتشافي بعدها والشفاء يقويها إلي أكثر مما كانت عليه من قوة, فالسياحة في مصر تصل إلي نسبة01% من الدخل القومي والاقتصاد. يعتمد عليها اعتمادا كليا لأن الفندق الذي ينشأ حديثا يساعد في تطوير أكثر من001 مشروع آخر بداية من البناء والنجارة والحدادة وغيرها من الإنشاءات, والاقتصاد المصري يقوي في ظل وجود السياحة القوية, فالبنوك تعطي القروض في كل المجالات لقيام الشركات بأعمال كثيرة ومتعددة وعلينا أن ندفع البنوك دفعا لتدعيم هذه الأعمال حتي تحقق نجاح السياحة. وكما قلنا إن السياحة تمرض ثم تتعافي ولكنها لا تموت, وشاهدنا عن قرب ولعدة مرات أن السائح الذي يلغي رحلته بسبب الظروف غير الطبيعية بسبب ما يحل بالبلد السياحي فإنه لايلغيها إلي الأبد, فهو يضع في حسبانه أنه حين تتاح الفرصة سواء له أو للدولة المضيافة فإنه لا يتواني أبدا في تحديد وقت جديد للقيام برحلته. والسياحة في مصر في ظروفها الطبيعية لا تنقطع سواء في الصيف أو الشتاء مثلما كان يحدث في الماضي, فكانت من قبل تقتصر علي زيارة الآثار المصرية فقط والتي تمثل01% من سياحات العالم وبدأ ربط زيارة الآثار إلي المناطق القريبة لها في الأقصر وأسوان فهي تتجه إلي الغردقة وشرم الشيخ, وكان لهذين البلدين نصيب طيب من الارتقاء العمراني مستغلة شواطئ البحر والمناظر الخلابة للشعب المرجانية التي لا تقدر بمال. بل إن هناك أماكن واعدة اكتشفت علي شواطئ الساحل الشمالي, فالطقس فيها معتدل في الشتاء يجذب شعوب البلاد الباردة في شمال أوروبا وأمريكا, وقد تدفقت علي هذه الأماكن أموال طائلة لانشاء الفنادق والمطاعم السياحية حتي مرسي مطروح. كما أن الاهتمام السياحي في مصر انتقل إلي بلاد واعدة تأهلت شعوبها إلي الخروج خارج بلادها في رحلات سياحية جماعية بدءا من اليابان والفلبين وتايلاند إلي إندونيسيا والهند وماليزيا. كما أن السياح العرب وجدوا ضالتهم المنشودة في مصر علي وجه الخصوص هربا من الجو الساخن في بلادهم والتنقل بعائلاتهم في شقق مفروشة, بالإضافة إلي حديثهم بالعربية دون أدني مشقة. وقد بدأت بالفعل بوادر الشفاء السياحي في مصر, فقد دفعت روسيا بسياحها إلي مصر وأعلنت عدة بلدان في أوروبا رفع الحظر عن السفر إلي مصر, وبدأت الحركة تنشط من جديد في ارجاء متعددة في مصر. توكيدا لما نقول إن السياحة تمرض, ولكنها لا تموت, ولقد نجحت شركات السياحة وفنادقها في الحفاظ علي موظفيها وعمالها المدربين المهرة الذين استطاعوا أن يقدموا الخدمة الجيدة الممتازة التي كنا نفتقدها من قبل والتي هي تجذب الكثير من السياح إلينا.