ليس مصريا من استهزأ بإرادة الشعب, ليس مصريا من أراد أن يقتل أمل مصر, ليس مصريا من أمر بإطلاق الرصاص في صدور الشباب, ليس مصريا من أطلق النيران وفقأ العيون, وأطار الرءوس بقنابله المسيلة للدموع, ليس مصريا من دهس بالعربات المصفحة أجسام المصريين. ولطخ بدمائهم تراب مصر, ليس مصريا من أطلق مدافع المياه في وجه صفوف المصلين, الراكعين لوجه الله, الرافضين السجود لأصنام السلطة. ليس مصريا من أمر ودبر مؤامرة انسحاب قوات الأمن, وتسليم مصر للبلطجية والمسجلين خطر والخارجين علي القانون وعصابات الشرطة السرية, وليس مصريا من ترك الحرائق تندلع وتأكل الأخضر واليابس, دون حتي أن تتحرك سيارة إطفاء واحدة, ليس مصريا من حول سيارات الإسعاف والمطافئ إلي مخازن متحركة بالاسلحة التي تزود بها عصابات النهب والتخريب, بدلا من أن تسعف الجرحي, وتنقل القتلي, إلي المستشفيات, وتطفئ الحرائق. ليس مصريا من أحرق وهدم أقسام الشرطة ومقراتها في القاهرة, ومحافظات مصر وسرق الأسلحة, وأحرق المحاكم, ليس مصريا من فتح أبواب السجون وأطلق المساجين من المجرمين الجنائيين, واعطاهم السلاح ليعيثوا فسادا في ربوع الوطن.. ليس مصريا من ملك الوليد بن طلال أرض مصر بثمن بخس, وبشروط لاتمنح للمصريين أصحاب الأرض, ليس مصريا من خصص آلاف الأفدنة من أجود أراضي مصر الزراعية للوزراء ورؤساء الوزراء, وأولاد المسئولين وزوجاتهم بأسعار رمزية, في الوقت الذي حرم فيه ملايين الشباب من خريجي كليات الزراعة من بضعة أفدنة في الأراضي الصحراوية يصلحونها ويتعيشون منها. ليس مصريا من نشر الفساد, وجعله دستور عمل وأسلوب حياة, حتي صرنا كلنا فاسدين, ليس مصريا من اعتمد علي المحاسيب والأقارب من أصحاب الولاء والانتماء, وتخلص من أصحاب كل مهارة وكفاءة, حتي تسيد الجهلاء, وتولي معدومو الموهبة القيادة في كل مكان في مصر, التي تحولت إلي بلد طارد للعلم والعلماء. ليس مصريا من أخرج الشباب من منظومة الوطن, وأسقطهم من حسابات الدولة, ودفعهم للهجرة غير المشروعة والموت في البحار والمحيطات بدلا من الغرق في براثن المخدرات والإرهاب في وطن عاشوا فيه علي الهامش. ليس مصريا من سرق روعة الانتصار, وأهدر روح اكتوبر وأفرغها من كل معني وقيمة, وحولها من تاريخ حافل بالتضحيات والبطولات إلي مهرجانات ورقية, تتغني ببطولات وهمية, وحول أبطال النصر الحقيقيين إلي خيالات لا يكاد يذكرها أحد. ليس مصريا من أعلي شأن الراقصات, واحتفل بأعياد ميلاد الفنانات, وأهمل العلم والعلماء, وتوارت علي يديه الاختراعات والابتكارات, من تقدم في عهده الفن الرخيص علي الفن الهادف, وارتفعت أجور الممثلين والممثلات إلي ملايين الجنيهات, ولم يجد العلماء معامل, ولم تكن مراكز الأبحاث تجد ما تستطيع أن تنهي به أبحاثا من أموال بحجة عدم وجود اعتمادات!! ليس مصريا من حول الصحافة القومية, صحافة الشعب, إلي نشرات حكومية تسبح بحمده, وتبرر كل قول وفعل يصدر عنه, وفصل بينها وبين الناس, ونشر في ربوعها الفساد, ففقدت مصداقيتها, وتحولت إلي أبواق ومزامير يعزف عليها مطبلون وليس أصحاب رأي. ليس مصريا من دمر وخرب التليفزيون, الذي كان صاحب الريادة في المنطقة العربية, فصار في آخر الصفوف, لأنه لم يكن يبث أو يعرض سوي له ولأعوانه, وتحول إلي ملكية خاصة لهم. ليس مصريا من هانت عليه دماء المصريين وأرواحهم رخيصة, تحرق في القطارات, وتغرق في العبارات, دون أن يحاسب من أحرقوهم, أو يعاقب من أغرقوهم. ليس مصريا من أهان كرامة المصريين في بلادهم, فهانوا خارجها, ضربوا وحوكموا وسجنوا, وقتلوا, ولم يتحرك, ولم تتحرك سفاراته التي تحولت إلي أوكار للتجسس وجمع المعلومات, ليس علي الاعداء, ولكن علي المصريين أنفسهم. ليس مصريا من ترك الجوعي لايجدون الطعام إلا بحثا في مقالب القمامة, وأهدر الملايين علي مباريات كرة القدم, وفرض الضرائب علي العشش, وأعفي منها القصور. ليس مصريا من مات الناس انتظارا في سيارات الاسعاف, بعد أن أقفلت الشوارع والميادين, حتي يمر هو بسلام, فسلامته كانت هي الهدف والغاية, ومن أجلها فليذهب المواطنون والوطن إلي الجحيم. ليس مصريا من تقزمت مصر في عهده, وتراجعت مكانتها, وضاعت هيبتها, وأهملت قضاياها المهمة والرئيسية, وتهدد أمنها المائي والغذائي, وجندت كل أجهزتها لنقل السلطة إلي الوريث, وكأنها ضيعة اشتراها من أمواله, وأراد أن يهديها إليه. ليس مصريا من باع الغاز إلي إسرائيل بأزهد وأرخص الأسعار, وترك المصريين يموتون من برد الشتاء, ويصرخون ويتقاتلون من أجل أنبوبة بوتاجاز, وصل ثمنها في بعض الأحيان إلي51 جنيها, ليس مصريا من زود آلة الحرب الإسرائيلية بالوقود لتقتل الفلسطينيين وتهدم بيوتهم, وليس مصريا من أمر ببناء الجدار العازل ليحاصر الفلسطينيين ويجوعهم ويحول غزة إلي سجن كبير.. هل هو حقا مصري؟.. لا أعتقد!!