فشل التعليم الفني متعمد! من الكوارث التعليمية ولها اثر اقتصادي سلبي كبير, الإهمال الذي شهده علي مدي سنوات طويلة التعليم الفني, الذي نال الكثير من الكلمات والشعارات المزيفة تحت عنوان التطوير, بدون فعل حقيقي وكأن هناك مؤامرة مدبرة بإتقان لتدمير هذا النوع من التعليم, وان يبقي علي الحال الحالي, ساهم فيه الجميع سواء المسئولون في التعليم أو القطاعات الإنتاجية من اجل احتكار البعض لصناعات محددة وعدم توفير العمالة المدربة التي يمكن لها ان تحدث منافسة في الاسواق, بالاضافه إلي القصور الواضح في الرؤية والرسالة لاحتياجات المجتمع من سوق العمل. وإذا تطرقنا إلي ما أعلنته منظمة اليونسكو أخيرا وعلي لسان مديرته ايرينا بوكوفا, ان التعليم هو ابسط اشكال التامين ضد الفقر, وإذا طبقنا ذلك المفهوم علي التعليم الفني, سنجد انه كان يمكن لنا ان نوفر للمجتمع الايدي العاملة, التي تستطيع ان تنتشله من حالة الفقر الشديدة في المهارات اللازمة لتحسين الإنتاج, إلي حالة الرخاء والصناعة الجيدة والتصدير إلي الخارج وانتعاش السوق وتحسين حالة المعيشة للمواطن الكادح. ولكننا للأسف الشديد أهملنا هذا النوع من التعليم متعمدين, وألهينا المواطن بالجري وراء تطوير نظام الثانوية العامة, علي مدي هذه السنوات بين تحسين والغائه ومرحلة ومرحلتين, وعام وعامين ومواد اختيارية واخري اجبارية, وأفهمناه ان المستقبل في هذه الشهادة بخلاف الحقيقة وما يري العالم, فظهرت الدروس الخصوصية والصراع حول كليات ازدحم بها سوق العمل فجاءت الظاهرة الاخطر وهي البطالة. ولن يصدق البعض منا إذا قلنا ان الاحصائيات الرسمية تؤكد ان الطلاب الناجحين في الشهادة الإعدادية, يتوجه الثلث منهم إلي الثانوية العامة والثلثين إلي التعليم الفني, وان هناك نحو مليونين مقيدين بالتعليم الصناعي والتجاري والزراعي وغيره, وان أعلي نسبة بطالة موجودة بين خريجي هذا التعليم, والذي يؤكد ويوضح جيدا حالة الخراب والدمار الذي يحدث فيه, والذي تعتمد عليه الدول المتقدمة اعتمادا اساسيا في النهوض بالصناعة. ونصيحتي للوزير الهادئ احمد جمال موسي وزير التربية والتعليم, إذا تقبلها ان يعطي الوقت الأكبر لحل مشاكل وإصلاح التعليم الفني, بزيادة المدارس ووضع توصيف لكل تخصص, وربط الدراسة العملية بالمصانع كما يتم في نظام مبارك كول الذي حقق في مصر نجاحا باهرا, وعليه إقبال كبير ولكنه يضم25 ألف طالب فقط, والمسئولون تعمدوا عدم نجاح التعليم الفني, كأن هذا الشعب لايعنيهم في شئ. التعليم يحتاج إلي تغيير في الرؤي والأفكار وكذلك الأحلام, وان نأخذ العلم سلاحا لنا ونبتعد عن المصالح الشخصية, وان تكون مصر أولا لان شعبها يستحق أكثر مما هو فيه الآن, وكفانا ما أضعناه خلال سنوات طويلة, من ضعف في البنية البشرية, وقهر للأكفاء والمتميزين, وان نستفيد من ثورة25 يناير, بامتلاك ايدي عاملة قادرة علي التنمية. [email protected]