هناك دواعي للقلق وتساؤلات حول ما يحدث الآن! وكيف بعد الانجازات التي حققتها الثورة واسقاط النظام واعوانه, وبداية سلسلة من التحقيقات مع رموز الفساد نرجع الي الوراء نتيجة استمرار المظاهرات والاعتصامات والمطالب الفردية. هذا السلوك يجعلنا نتساءل هل المقصود دمار الدولة ومقوماتها وسقوطها الي الهاوية واستمرارها في النفق المظلم لسنوات طويلة؟ ام المطلوب القضاء عليها تماما؟ والغريب ان مع كل هذا هناك كثيرون لايرون ان حالة الفوضي التي تعيشها مصر تدعو الي القلق بدعوي انه مهما يحدث فلن يكون أسوأ من الذي كنا نعيشه, ولكن هؤلاء لايلتفتون الي حاله الاستغلال والانتهازية التي تسود البلد, فمع غياب دور أجهزة الامن ظهر بعض من الذين يرتدون عباءة الدين وفي الواقع الاسلام برئ منهم, حيث اصبح لهم صوت مطالبين في المظاهرات الاخيرة باطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن, وهدم الاضرحة في جميع محافظات مصر, وانطلقت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تتسابق باستضافتهم والتحدث عن باقي مطالبهم وكأنها تساعدهم علي نشر ثقافتهم التي تؤثر علي الطبقات البسيطة من الشعب. والآن اصبح كل من لديه مطالب يسعي لتحقيقها يقوم بالضغط علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء لكي يجبرهم علي تنفيذها سواء كانت المطالب مشروعة أو ضد أمن وأمان المجتمع. إن مشكلاتنا تحتاج الي وقت ومجهود واعادة ترتيب اوراق واعداد خطط طويلة و قصيرة الاجل, واذا كان هؤلاء كما يدعون يعملون علي علو شأن الدين, فلماذا يصرون علي اقحام انفسهم في السياسة؟ فليكفوا عن التدخل في شئون البلاد ويتركوا أهل الخبرة لأداء اعمالهم وبناء بلدنا الحبيبة. [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم