تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني, علي أكبر صالحي, نهاية الأسبوع الحالي( الذي يبدأ السبت المقبل) الي العاصمة الاماراتيةأبوظبي للمشاركة في اجتماع اللجنة الاقتصادية الإيرانية الإماراتية المشتركة, في وقت يشهد تصعيدا في حدة التوتر بين ايران ودول الخليج علي خلفية احداث البحرين, وتورطها في قضايا التجسس بالكويت. وربما يكون توقيت هذه الزيارة مناسبا لمساعدة ايران علي طرق أبواب الخليج من خلال أبوظبي, التي ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي, خاصة ان صالحي سبق أن اعرب عن رغبة بلاده في ازالة سوء التفاهم مع الدول العربية بشأن الاتهامات بالسعي الي التدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول خاصة البحرين. وسيكون صالحي مطالبا خلال الزيارة بتوضيح الموقف الايراني, وتقديم ما يؤكد ان الامر لا يقتصر علي الاقوال دون الافعال, لأن الشيخ عبد الله بن زايد, وزير خارجية الامارات وجه انتقادا شديدا لإيران مؤخرا في تعليقه علي تدخلها في شئون دول مجلس التعاون, وتورطها في قضايا تجسس قائلا: هذا عمل غريب من دولة جارة وفي نفس الوقت تدعي بان يكون هناك علاقة وحسن جوار وهذا ما نسمعه من رجال السياسة الايرانية. ووصف مجلس التعاون الخليجي التدخل الايراني في شئون دول المجلس بأنه تآمر علي أمنها الوطني, وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها وأنه أحد اشكال انتهاك السيادة, ومبادئ حسن الجوار والاعراف والقوانين الدولية, وميثاق الأممالمتحدة, ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وعبر وزير الخارجية الإماراتي عن أسفه من تعامل إيران مع دول الخليج بهذا المنوال, وقال نأسف لأن الجيران في إيران لا يتعاملون مع دول المجلس بنفس التقدير والاحترام الذي تكنه دول المجلس لها. وكان الشيخ عبدالله بن زايد قد أكد أن خطوات دبلوماسية وسياسية ستتخذها دول المجلس تجاه الأعمال التخريبية التي حدثت في دول خليجية عدة أخيرا تبين أن إيران تقف خلفها. وأضاف: أن الخطوات يجب أن تترك لكي يكون لها مفعول اكبر, وليس من المناسب أن أصرح بهذه الخطوات الدبلوماسية في الوقت الحالي مستغربا في الوقت ذاته التناقض بين ما تصرح به طهران ويسمع منها وما هو موجود في الواقع مستشهدا بخلية التجسس التي تم القبض عليها في الكويت. وفي مؤتمر نظمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي مؤخرا دعا الامير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية دول مجلس التعاون الخليجي الي إعادة النظر في مسيرة المجلس وأهدافه, مؤكدا انه لا يوجد ما يمنع إنشاء جيش خليجي موحد, وامتلاك قوة نووية تواجه القوة الإيرانية اذا فشلت الجهود الدولية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي وايضا مواجهة القوة النووية الإسرائيلية. وفي اشارة الي وحدة المصير الخليجي شدد علي أن أمن أي دولة هو أمن للجميع وبالتالي فان سيادة دول الخليج واحدة, وأي تنازل عن جزء من عناصر السيادة الوطنية لصالح السيادة الجماعية يجب ألا يؤخذ بحساسية. ضاربا المثال باستجابة دول المجلس للتحديات التي واجهت بعض أعضائه كسلطنة عمان, ومملكة البحرين. ويري مراقبون ان ايران ليس امامها سوي التوجه الي الدول الفاعلة في مجلس التعاون الخليجي لتجاوز هذه الازمة بعد ان اصبح واضحا مدي تورطها في عدة احداث بالمنطقة بشكل مباشر او غير مباشر مثل اضطرابات البحرين واليمن أو شبكات التجسس في الكويت والشك في انها كانت من وراء زرع بذور الخلاف بين الامارات وعمان حينما اتهمت الاخيرة ابوظبي بتشكيل شبكة للتجسس في مسقط. ورغم ما يفرضه تصاعد حدة التوتر بين دول الخليج وايران من صعوبات علي امكانية تجاوز هذه الازمة في الزيارة المقبلة لوزير الخارجية الايرانيلابوظبي الا ان العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تربط بين الاماراتوايران- حجم التبادل التجاري يتجاوز10 مليارات دولار سنويا- قد تسهم في إذابة جزء من جبل جليد التوتر الذي تراكم علي مدار سنوات طويلة.