هل نسيتم حكاية ثابت بن قيس الانصاري الذي كان قصير القوام قبيح الوجه وزوجته بالغة الجمال, وقد جاءت الرسول عليه الصلاة والسلام وقالت: يارسول الله إنني ما أعتب عليه في خلق ولادين, ولكني أكده الكفر في الاسلام, فسألها الرسول: اتردين عليه حديقته؟ قالت نعم. فقال رسول الله: اقبل الحديقة ياقيس وطلقها تطليقا, وكان هذا اول خلع في الاسلام. حفظنا الحكاية التي كانت سندا للمرأة في خلع زوجها اذا تأكدت امام ربها وضميرها انها لاتستطيع معاشرة زوجها, فالرسول لم يسألها عن السبب, وانما اخذ بكلامها ولم يراجعها, ولهذا قيل ان المرأة التي تطلب خلع زوجها لغير سبب حقيقي عقابها اشد عند الله. اليوم يطالب البعض بالتراجع عن قانون الخلع الذي صدر عام2000 علي اساس انه من مبتكرات سوزان مبارك, فهل معني هذا ان حكاية ثابت بن قيس كانت أكذوبة اخترعها علماء الدين لتفويت قانون الخلع؟ وماذا عن الدول الإسلامية التي تطبق هذا القانون؟ أذكر ان الذين عارضوا صدور القانون كانوا يخشون من ان تذهب نصف الزوجات الي المحكمة وتطلب الخلع وهو مالم يحدث, بل علي العكس كان تنفيذ القانون اساس استقرار حياة بيوت كثيرة اصبحت أحرص علي دعم علاقات الزوجين, ومع ذلك انتهز البعض الفرصة لهدم كل شئ لمجرد انه صدر في ظل حكم دخل التاريخ. افهم مثلا مراجعة المادة التي تقصر رؤية الطرف غير الحاضن( الأب غالبا) لصغيره علي ثلاث ساعات اسبوعيا في احدي الحدائق وأحد مقار الحزب الوطني, وقد وصل حال الحزب الوطني الي ما وصل اليه, وهناك احتمال ألا تكون له مقار, فهل يري الحاضن ابنه في مقر التجمع او الوفد؟ نعم هناك قوانين سيئة السمعة يمكن إصلاحها ولكن هناك ايضا ما يحقق الفائدة للمجتمع, ويجب الحرص عليه مثل مشروع مكتبة الاسرة, ومشروع إصلاح المدارس وتطعيم الاطفال, وقانون الخلع الذي نسينا ما كان يردده علماء الدين عن ثابت بن قيس الذي فضحه التاريخ بسبب قبحه! المزيد من أعمدة صلاح منتصر