مضي أكثر من15 عاما علي مشاهداتي المتكررة لعدد كبير من المسرحيات التي تؤكد أن ثمة ثورة قادمة يقودها الشباب المصري. عروض متعددة في أكثر من مسرح.. مسرح الشباب ومسرح الطليعة والمسرح المستقل ومسرح الهناجر ومسرح وسط البلد ومسرح الابداع وغيرها من المسارح التي قام الشباب بالفعل بالنشاط الأكبر فيها مؤكدين أن المسرح مازال ينبض والأهم أنه ينبض بفكر وحيوية وعطاء الشباب الذين رفعوا رايته طوال هذه الفترة بعد ان تغيب كبار الفنانين عن خشبته إما بسبب الأجور المرتفعة أو بسبب إهتمامهم الأساسي بالعمل في التليفزيون بأجوره الفلكية بالنسبة للمسرح. المهم أن الشباب أخذ علي عاتقه القيام بهذه المهمة وهي رفع الستار عن معظم المسارح وتقديم افكارهم ونشاطهم مع استلهامهم الي حد ما بالمسرح التجريبي الذي اعتمد علي لغة الجسد الي جانب اللغة الحوارية والتي بحكم لياقتهم البدنية بسبب الشرائح العمرية الشابة التي ينتمون اليها كان أن قدموا العديد من الاعمال التي غابت عن الساحة المسرحية العربية لفترات طويلة. وبالطبع هذا لا يقلل من نشاط كبار النجوم الذين كانوا احيانا يستعينون بهم والتي كنت أشجعهم عليها حتي يستفيد الشباب من خبرة الكبار وبالمثل يستفيد كبار النجوم من حيوية وإنطلاقة الشباب. وفي مكان واحد كان أول عرض من هذه العروض الشابة التي عن طريق الصدفة تتحدث عن ثورة الشباب أو أسبابها أو طرق علاجها أو كيف تخرج بالشباب من هذا المنزلق. كان المكان هو المسرح العائم فعلي خشبته الكبري كان عرض8 في زانزانيا التي يتحدث عن هجرة الشباب وبالطبع بأسلوب كوميدي, فالمسرح يتبع المسرح أي فرقة المسرح الكوميدي الذي يديرها الفنان محمد محمود.. كان العرض يسخر من الشباب الذي يتحرك للهجرة للعمل بالخارج عندما قام احد النصابين بأخذهم في سفينة يرسو بها وبهم ليس علي شواطئ أوروبا ولكن علي شاطئ أحد الدول الإفريقية وهي زانزانيا ومن هنا كانت كوميديا الموقف التي برع فيها محمد عبد الحافظ لأكتشف ممثلا كوميديا بالغ التميز ومعه ايضا من الشباب هشام عطوه مدير مسرح الطليعة وهنا كان ممثلا ليقدم لنا وجها جديدا من وجوه شباب المسرح في مجال التمثيل. معهما كانت النجمة الشابة منة فضالي النجمة والنجمة شمس مع العديد والعديد من الوجوه الشابة التي قامت بهذا العمل عن نص محمد عبد الرشيد وإخراج الشاب ايضا أشرف فاروق الذي كان عليه ضغط العمل حتي يخرج في الصورة التي لا يصل قبل آخرها الملل الي المتفرجين. في الجانب الآخر من نفس المكان المسرح.. كان المسرح العائم الصغير الذي يقدم عليه مسرح الشباب الذي يديره شادي سرور. يقدم عليه مسرحية شيزلونج ومن اسم المسرحية نشاهد ايضا إحباطات الشباب ومشاكلهم عندما تراهم الواحد تلو الآخر يجلسون علي الشيزلونج الشهير الذي يقع في عيادة الطبيب النفسي ليعالج الشباب مما يشكون منه وهوللأسف كان كثيرا. الابطال هنا من شباب جامعة القاهرة وعين شمس وحلوان وبعضهم من سكان الأقاليم الذين يقطعون مسافات طويلة لوصول الي المسرح يوميا. عرض بديع وبسيط يحمل من الافكار الاخراجية الكثير والكثير ليقدم للمشاهد صورة المسرح الحديث الذي ربما يزخر بالافكار بينما لا يتكلف الكثير مما تتكلفه المسرحيات الاخري. وربما كان الشباب ايضا هم أول من أضاء خشبات المسارح بعد ثورتهم في25 يناير الماضي ليواصلوا كفاحهم وثورتهم من خلال المسرح الذي أحسست بثورتهم من خلاله علي مدي أكثر من15 عاما. ربما لم يلتفت الكثيرين لأفكارهم ونشاطهم وهذا ليس ذنبهم ولكن الذنب كله علي من يتجاهل أفكار الشباب.. [email protected]