أكد المهندس سامح فهمي وزير البترول دور مصر المتنامي والمحوري في صناعة البترول والغاز وقدرتها علي تنفيذ مشروعات كبري خاصة في مجال الغاز الطبيعي مكنتها من أن تصبح في قائمة الدول الكبري المنتجة. وأوضح أن مصر تتمتع بجميع المقومات اللازمة لإقامة صناعة بترولية ناجحة في ظل توافر المناخ المناسب لجذب الاستثمارات العالمية المختلفة في مشروعات البترول والغاز والبتروكيمياويات والسياسات البترولية الواضحة والاحتياطيات الكافية من الثروة البترولية. جاء ذلك خلال لقاء وزير البترول بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية برئاسة جمال محرم بحضور لفيف من الخبراء ورؤساء شركات البترول العاملة في مصر وقيادات قطاع البترول. وأشار الوزير إلي أن وزارة البترول نجحت خلال السنوات العشر الماضية في مضاعفة الاستثمارات في مجال البحث والاستكشاف لتصل إلي نحو25 مليار دولار, وجذب المزيد من الشركات العالمية في إطار استراتيجيتها لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطي من البترول والغاز الذي ارتفع إلي نحو18.2 مليار برميل مكافيء, وزيادة الانتاج ليصل إلي نحو2 مليون برميل مكافيء يوميا العام المالي القادم. وأضاف أن الصادرات البترولية حققت نسبة45% من إجمالي صادرات مصر مشيرا إلي نجاح مصر في تنفيذ البنية الأساسية لتصدير الغاز من خلال مصانع الإسالة وخطوط الأنابيب وزيادة صادرات خدمات التصدير من قبل شركات المقاولات البترولية( بتروجت وانبي وخدمات البترول البحرية وجاسكو), حيث بلغ إجمالي تعاقدات هذه الشركات نحو4.4 مليار دولار لتنفيذ مشروعات بترولية في عدد من الدول العربية والأجنبية. واستعرض الوزير خلال اللقاء عددا من التحديات التي تواجه صناعة البترول في مصر, والتي من أهمها النمو السريع غير المسبوق في الطلب المحلي علي المنتجات البترولية والغاز الطبيعي وزيادة قيمة دعم المنتجات البترولية التي تمثل عبئا علي قطاع البترول لتمويله بالإضافة إلي التحديات المفروضة نتيجة تقلبات أسعار البترول والغاز العالمية وأسواق الطاقة وارتفاع تكاليف المشروعات, وزيادة المنافسة الاقليمية في مجال جذب الاستثمارات البترولية, وأشار أيضا إلي تقادم معامل التكرير المصرية والحاجة الماسة إلي ضخ استثمارات إضافية لرفع كفاءتها. واستعرض الوزير مستقبل صناعة البترول المصرية, حيث أوضح أن مصر بها العديد من المناطق البترولية الواعدة خاصة في البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية وصعيد مصر, وأن تقارير المؤسسات العالمية المتخصصة أكدت إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات في هذه المناطق بعد النجاحات التي تحققت بها خاصة في المياه العميقة بالبحر المتوسط الذي شهد خلال الفترة الماضية تكثيفا في أنشطته وتحقيق اكتشافات مهمة ومبشرة. كما استعرض الوزير مصادر الطاقة البديلة التي تتمثل في الطفلة الزيتية والطاقة المتجددة, حيث أوضح أن مصر تمتلك إمكانيات هائلة من احتياطيات الطفلة الزيتية تقدر بنحو5,7 مليار برميل يقع معظمها في الصحراء الشرقيةوالغربية, وأنه تم إنشاء شركة متخصصة لتنميتها واستغلالها لتلعب دورا مهما للوفاء بجانب من الطلب المحلي المتزايد علي الطاقة في الفترة المقبلة. وأشار إلي أن مصر تسعي لإنتاج واستغلال الوقود الحيوي, حيث تقوم حاليا بدراسة عدة مشروعات لإنتاج الديزل الحيوي زيت من نبات الجاتروفا والإيثانول من المولاس. وأوضح الوزير أن مصر مؤهلة بقوة لتصبح مركزا إقليميا للطاقة بموقعها الاستراتيجي المتميز, وكل المقومات اللازمة لتعلب دورا مهما في تأمين جانب من إمدادات الطاقة علي المستوي العالمي, مشيرا إلي أن هذه الرؤية تضمن أمن الطاقة في مصر وتنويع مصادر إمدادات الطاقة.