هل يرضي الضمير المصري العام بما يفعله بعض المسلمين هذه الأيام من هدم للأضرحة بدعوي عدم مطابقة الأضرحة لشرع الله؟ هل يقبل الوجدان المصري هدم قبر الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة رضي الله عنهم جميعا؟ والسؤال الأهم: من بالضبط الذي كلف هؤلاء الهدامين بالحلول محل الدولة في الهدم والبناء؟ من ذا الذي أعطاكم الولاية؟: وهل أخذتم بيعتنا نحن جموع الشعب المصري لتهدموا ما شئتم, وتقيموا الحد علي من أردتم, وتقطعوا آذان خلق الله؟ ونحسب أن السلفية السمحاء بريئة مما تفعلون! هل تدركون أنكم بذلك تثيرون حفيظة وغضب المصريين عليكم, وتزرعون الخوف في النفوس. أنتم لستم وحدكم المسلمين في هذا البلد, فمعظمنا مسلمون, ومن ثم فليس لكم ميزة علينا. إن المصريين كلهم مسلميهم ومسيحييهم قوم مؤمنون بالإله الخالق, ويحبون وطنهم, ويخلصون له, فلا توقظوا الفتنة النائمة التي يلعن الله من يوقظها. وها هم أعضاء مجلس البحوث الإسلامية الأجلاء يدينون هدم أضرحة الصالحين, فهل يساوركم الشك في صحة إسلام أعضاء هذا المجلس؟ ثم ها هم الصوفيون وأعدادهم عندنا في مصر بالملايين كما تعلمون يخرجون في مسيرات للتنديد بهدم الأضرحة, ويطالبون بإعادة بنائها من جديد, فهل هؤلاء أيضا ليسوا مسلمين؟ إن مصر تمر بمرحلة دقيقة جدا, وليس من الحكمة ولا العقل ولا الضمير إشعال النيران فيها هذه الأيام.. تعالوا نضع اليد في اليد للبناء, وليس للهدم, وليكن معلوما للجميع أن المصريين لن يسمحوا لأحد كائنا من كان بزراعة الخوف فيهم مرة أخري!