وزيرة التضامن تخصص 50 فرصة عمل لطلاب جامعة سوهاج    "الإدارة المركزية" ومديرية العمل ينظمان احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    هبوط جماعى لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الاثنين    العمل: جميع خدمات الوزارة مجانية    إزالة 13 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة بقرية أبو مناع بحري بمحافظة قنا    الاحتلال الإسرائيلي يعلن إدخال 30 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة وسط تصعيد بري جديد    تدهور الحالة الصحية لجو بايدن إجراء إصابته بسرطان البروستاتا    مبابي يحول لقاء سوسييداد إلى موقعة الحذاء الذهبي    مصرع ربة منزل سقطت من شرفة الجيران أثناء محاولتها دخول شقتها بأبو النمرس    بالفيديو.. الأرصاد: تحسن ملحوظ في درجات الحرارة والقاهرة تسجل 32 درجة    21 مايو.. محاكمة عاطل في التنقيب عن الآثار بالمرج    «الداخلية»: ضبط 39479 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    ضبط شخص بتهمة غسل 100 مليون جنيه بالدقهلية    نجل عبد الرحمن أبو زهرة يوجه رسالة شكر للرئيس السيسي    ركن نجيب محفوظ في مكتبة الإسكندرية.. ذاكرة حية لأديب نوبل    نائب وزير الصحة يتابع ميكنة خدمات الغسيل الكلوي ومشروع الرعايات والحضانات    آخرهم جو بايدن.. سرطان البروستاتا «القاتل الصامت» يصيب مشاهير وقادة العالم.. ما طرق العلاج وكيفية الوقاية بين الرجال؟    إطلاق مبادرة «دمتم سند» لخدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإسماعيلية|صور    تراجع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    إثيوبيا تتعنت، خبير يكشف سر تأخر فتح بوابات سد النهضة    وزير البترول: ندعم توسع أعمال شركة الحفر "EDC" في السعودية والكويت    قوات إسرائيلية تتنكر بزي نسائي للتسلل إلى منزل في خان يونس    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية بمديرية التضامن الاجتماعي    ضبط متجرى المواد المخدرة ومصرع عنصرين جنائيين عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة    قبل إعدامه بساعات.. ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته؟ اعرف التفاصيل    «الجارديان»: روسيا تشن غارات جوية على أوكرانيا قبل مباحثات بوتين وترامب اليوم    متحف الحضارة يحتفل باليوم العالمي تحت شعار "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير"    القاهرة الإخبارية: أكثر من 20 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم    أمين الفتوى: الوصية الشفوية يُعتد بها إذا أقر بها الورثة أو سمعوها من المتوفى    «اتحاد منتجي الدواجن» ينفي شائعة تفشي أمراض وبائية    ثروت سويلم: الأهلي أبلغنا بتأييد إلغاء الهبوط لاستمرار الإسماعيلي.. وندعم الأندية الشعبية    رئيس هيئة الاستثمار يلتقي حاكم مقاطعة قوانجدونج الصينية والوفد المرافق له    الرعاية الصحية تطلق مبادرة "دمتم سند" لتعزيز خدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفالية مرور 17 قرنا على مجمع نيقية بالكاتدرائية المرقسية    مصطفى الفقي.. 40 كتابا بين السياسة والثقافة والدبلوماسية    انخفاض البلدي.. أسعار البيض اليوم الاثنين 19-5-2025 في الأسواق (موقع رسمي)    انطلاق ملتقى التوظيف بشبرا الخيمة    البث العبرية: ساعر طلب إدخال مساعدات لغزة بعد ضغط أوروبي وأمريكي    الحكم على المتهم بدهس مهندس بلودر بالتجمع الخامس    تركي آل الشيخ يشارك متابعيه كواليس «الأسد» ل محمد رمضان |فيديو    بولندا تتجه إلى جولة إعادة للانتخابات الرئاسية    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالمنيا.. تعرف على المواعيد الرسمية لجميع المواد    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    نجم بيراميدز يرحب بالانتقال إلى الزمالك.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    بدءًا من اليوم.. الصحة تطلق 8 قوافل طبية مجانية ضمن مبادرة «حياة كريمة» (تفاصيل)    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    شيرينجهام: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    مبابي في الصدارة.. تعرف على جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تذكرة دخول إلي مغارة علي بابا‏!‏

سألتني مذيعة تليفزيونية حوراء العينين لا أعرف من أين أتوا بها في محطة فضائية أجنبية‏:‏ هل أنت سعيد بنتائج أول استفتاء مصيري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؟ قلت لها‏:‏ سعادة يغلفها قلق‏!.‏ قالت: وما دخل القلق في السعادة؟
قلت لها: أنا سعيد ومن حولي طابور طويل من عقلاء القوم فينا.. لأننا عشنا وشفنا وتجرعنا مرارا وقهرا وخوفا دام عقودا ثلاثة, ومن قبلها ثلاثة مثلها عشناها في حلم وردي انتهي بكابوس كتم علي أنفاسنا ومازلنا نتجرع مراره..
وهانحن بعد الخامس والعشرين من يناير, وبفضل سواعد شابة وقلوب
متحررة نري ونعيش استفتاء مصيريا علي حرية شعب بأسرة ومستقبل أولاده من بعده.. ولا نعرف نتيجته مقدما.. كما كان يحدث طوال ستين عاما بحالها!.
ولأول مرة لا نري علي الوجوه أثرا للخوف أو التردد.. نزعنا الكلمتين من قاموس حياتنا وألقينا بهما في سلة مهملات التاريخ!.
أصبح الخوف ممنوعا بل محرما علينا.. خرج من حياتنا كما تخرج المرأة الناشز الحيزبون بطلقة بائنة لا رجعة فيها ولا عودة لها!.
ذهب ثمانية عشر مليون مصري ويزيد إلي صناديق الاستفتاء دون تعليمات من حزب مسيطر أو أمين حزب متجبر أو لحاليح وهي جمع لحلوح وهو الجنيه بلغة الغلابة يأخذ صاحب الصوت نصف اللحلوح مقدما ثم النصف الآخر بعد النتيجة.. كما كان يحدث عيني عينك!.
كما اختفت لأول مرة في حياتنا أوتوبيسات الحزب الأوحد وعربات نقل الناخبين من مقار أعمالهم بالأمر, والسوط مسلط فوق رؤوسهم بالفصل والتشريد.. وكل واحد يأخذ نصيبه في آخر اليوم بعد أن يعطي صوته للمرشح أو للحزب إياه..
تسألني المذيعة الأروبة: وماذا كان نصيبه يا تري؟
قلت: ما أنتم عارفين كل حاجة.. علبة أكل من أشهر المحال الأمريكية وما أكثرها+ عشرون جنيها وأحيانا خمسون إذا تيسر! ولا ننسي أمور البلطجة والضرب بجد موش هزار للخصوم وأنصارهم.. وتكسير مقار اللجان وطرد المراقبين والموظفين وترويع القضاء أنفسهم.. أي والله ترويع القضاء كما جرت في الانتخابات المروعة لمجلس الشعب الأخيرة.. والتي شهدت تزويرا لم يحدث في تاريخ الحياة النيابية المصرية نحو135 عاما هي عمر الحياة النيابية في مصر كلها منذ أيام مجلس شوري القوانين في عهد الخديو توفيق كرم الله مثواه!.
.................
.................
تسألني المذيعة الحوراء العينان: هذا عن عصافير الفرح.. ماذا إذن عن غربان القلق؟
قلت لها: القلق في حياة الإنسان هو أولي درجات النضج الفكري.. وهو خطوة علي الطريق الصحيح فكرا وإبداعا وإضافة وإنتاجا.. فما بالك بالشعوب إذا قلقت.. بشرط أن يحلق في سماء فكرها طائر اسمه ماعت وهو إله الحكمة عند أجدادنا العظام..
تسألني حوراء العينين: وماذا قال لك إله الحكمة عند المصريين؟
قلت لها: يقول طائر الحكمة: إننا وقد تخلصنا من كابوس دولة الفساد المقنن بالقوانين التفصيل الأكثر فسادا.. بعد ازدواج خط رأس المال مع السلطة المطلقة.. لتتحول الدولة إلي حكومة تفصيل علي مقاس الفاسدين.. بدلة فساد بصفين, وبدلة بصف واحد.. وثالثة بفتحة من الخلف..
تسألني: أهذا هو سر قلقك؟
قلت لها: لا.. ولكن غربان القلق التي حلقت فوق رؤوسنا جميعا تزعق فينا قبل أن يفوت الأوان.. بهذه الحقائق:
(1) نحن كمن يركب عربة متهالكة حولها ظلم وقهر وفساد وتسلط وفقر وتأخر وتقوقع وزواج السلطة والمال ثلاثين سنة بحالها.. إلي عربة خردة لا تصلح للركوب أو حتي المشي وسط عالم يركب الصواريخ ويذهب مع المدام والأولاد في عطلة آخر الأسبوع إلي القمر!.
وقبل أن نستبدلها بعربة جديدة أو حتي نركب لها موتورا جديدا.. انطلقنا بها مع ثورة شباب25 يناير.. تسابق الزمن وتحاول أن تتخطي الأحداث.. بسرعة الصاروخ.. لنتريث قليلا ونصبر قليلا.. ونحن الذين صبرنا علي جور حاكم ظالم ترك الحبل علي الغارب لمعاونيه ومساعديه ليفعلوا بأهل مصر ما يريدون تحت سمعه وبصره.. فقط عليه أن يردد بين وقت وآخر: أنا منحاز لمحدودي الدخل.. حتي أصبح34% حسب آخر إحصاء رسمي من أهل مصر الغلابة تحت خط الفقر بأقل من دولار واحد في اليوم!.
(2) نحن نملك أغلي كنوز الدنيا والتي أصبحنا من خلاله أشهر الأسماء في المجتمعات السياسية في كل العالم.
تقاطعني المذيعة التي في عينيها حور: أين هذا الكنز.. لم نسمع عنه؟
قلت: إنه مغارة علي بابا التي اسمها الآن ميدان التحرير!.
قالت: لم أفهم..
قلت: أنت بالقطع لم تسمعي عن أوبريت علي بابا الذي سمعناه وحفظناه ونحن شباب صغار من الإذاعة المصرية أيام أن كانت تقود وجدان الإنسان العربي من الخليج إلي المحيط.. وهي واحدة من حكاوي ألف ليلة وليلة.. بل ربما هي أشهر حكايات ألف ليلة.. علي بابا هذا كان حطابا في الغابة.. وفي يوم شاهد عصابة تدخل مغارة ينفتح بابها لمجرد أن يقول قائدها: افتح ياسمسم.. وعندما ذهبت العصابة دخل علي بابا المغارة ليجد كنوز الدنيا كلها فيها.. وراح يصيح صيحته المشهورة: دهب ياقوت مرجان.. عبي وشيل.. أحمدك يارب!.
ميدان التحرير أشهر ميادين العالم الآن الذي يزوره كبار الساسة والزعماء إذا جاءوا إلي القاهرة.. زاره بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة.. وزاره رئيسان أمريكيان.. الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون, والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر, وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية, ووزير خارجية روسيا.. وأصبح مزارا عالميا يفوق شهرة الأهرامات وأبوالهول.. أصبح مغارة علي بابا في القرن الحادي والعشرين.. إنه كنزنا ومجدنا وعلمنا ودرسنا وتاريخنا العظيم الذي هجره فتية آمنوا بربهم وبوطنهم وبشعبهم فزادهم نورا وإيمانا وإشادة وترحيبا..
علينا أولا أن نقيم فيه نصبا عالميا لشهداء ثورة25 يناير.
وعلينا من الآن أن نعد لمؤتمر موسع جامع لكل طوائف الشعب وأطيافه من سياسيين ومنظرين وأساتذة في الدستور والقانون واقتصاديين عتاة, ورجال دين متنورين وشباب الثورة الناضج الفاهم, وجماعات حقوق الإنسان.. وكتاب أصحاب قلم وفكر خالص لا يميل ولا يلين.. ورجال دين لم يلوثهم التهافت علي المناصب يعقد في ميدان التحرير ويشاهده العالم علي الهواء.. ويتكلم فيه الجميع بحرية وصدق ودون صدق.. لنعرف أين نحن؟ وأي طريق يسلك؟ وماذا لدينا لنقدمه لشعبنا؟ وماذا لدينا لنقدمه للعالم؟
(3) كفانا مزايدة علي ميدان التحرير وكما يقول الزميل الصحفي الكبير صلاح منتصر لا يعقل أن تتوقف دوائر العمل عن الإنتاج, وتتذكر كل فئات الشعب فجأة أنها مظلومة, وأن ثورة الشباب التي غيرت مصر قد جاءت لتزيد الأجور والرواتب وتساوي بين الخبير والغفير.. وكأننا عثرنا علي كنز كبير يتسابق الجميع إلي اقتسامه.. ويصل الحال إلي عشرات التظاهرات والاعتصامات مما تكون الاحتجاجات مقبولة إذا كانت سلمية ومنظمة لساعة مثلا, أما أن تتحول إلي تهديد كل مسئول في مصنع أو موقع الإنتاج, ويصل الأمر إلي حد تفكير بعض العمال في إحراق المصنع الذي يعملون فيه ويحصلون علي أجورهم منه فهذا أمر لا يحتمل!.
(4) لابد من وجود جمعية تأسيسية مختارة من ألمع الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبرلمانية مع جهابذة رجال القانون والدستور والمدافعين عن حقوق الإنسان, والشخصيات العامة ذات الرأي الحر والخلق السليم, ونختار عشرة من أفضل العناصر الشابة التي شاركت في ثورة الخامس والعشرين من يناير ينتخبهم الشباب أنفسهم من بين صفوفهم.. ورجال سياسة ودبلوماسيين مشهود لهم بالكفاءة والخلق من أمثال عبدالرؤوف الريدي.. لكي يساعدوا المجلس العسكري في قراءة الأحداث وإصدار الدراسات, ووضع القرارات قبل موافقة المجلس العسكري عليها وإقرارها وإعلانها علي الشعب..
(5) أن نختار من بين هؤلاء الصفوة والشباب ممن نرشحهم لدخول مجلس النواب في دورته المقبلة.. وأثق أنهم سوف ينجحون حتما.. ويكفي يوم الانتخابات مليونية من مليونيات ميدان التحرير تحملهم حملا إلي المجلس النيابي الموقر بالانتخاب وليس بالتعيين.
عيب جدا مسألة اختراع كوتة للمرأة حتي تدخل الحياة النيابية.. المرأة المصرية أرقي وأفضل وأعز مكانة من تخصص لها غرفة للحريم في قطار المجلس النيابي.
(6) لابد لنا من دستور جديد.. صحيح أنه لدينا الآن دستور معدل+ بيان دستوري.. ولكن ذلك كله لا يكفي شعبا طيب الأعراق.. وأول دولة علي وجه الأرض اخترعت وأقرت المباديء الدستورية قبل الزمان بزمان.. من خمسة آلاف عام كان لدينا دولة وملك ورئيس وزراء ودستور عظيم يقوم علي العدل والمساواة والحقوق والواجبات,
ولأن الدستور هو أبوالقوانين, وهو المنظم الأساسي لحركة المجتمع.. وبدونه تصبح الدولة بلا مرجعية.. لأن الدستور هو نصوص تراضي عنها كل القوي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية أيضا.. الجميع راضون عنه راضون به.. بوصفه كتاب الأمة ومصدر السلطات وحامي حمي الجميع..
ومن هنا فنحن نريد دستورا يحمي المجتمع ومصدرا أساسيا للاستقرار.. ولسوف نترك لهذه المهمة رجال قانون دستوري جهابذة فطاحل أمثال الكبيرين د. يحيي الجمل, ود. كمال أبوالمجد.
(7) لابد من طريقة لعودة هذا المال المنهوب من قبل تلك الفئة الظالمة الحاكمة.. وهو مال عظيم يكفي مثلا ما أخذه رئيسنا المحبوب السابق نصير محدودي الدخل ما يكفي لتسديد ديون مصر الخارجية كلها+ نحو40 ألف جنيه عدا ونقدا لكل مواطن مصري من أصل88 مليونا نصفهم علي خط الفقر جالسون جائعين محرومين!
(8) وإذا كنا أكثر حظا وحصلنا علي ما نهبه رجالات الحكم ونسائه وألاضيشهم وهي كلمة لا محل لها من الإعراب لدخل كل تلميذ مدرسة, ولحصل كل عامل علي علاوته السنوية في موعدها.. ولوجد كل خريج عملا ووظيفة بمجرد حصوله علي شهادة التخرج.. ولوجد كل مريض سريرا في المستشفي وبالمجان.. ولوجد كل موظف مقعدا في أوتوبيس النقل العام وليس ميكروباصات البلطجة والتجرمة وقلة الأدب من سائقيها المبرشمين ليل نهار.. ولوجد كل عريس شقة تلمه هو وعروسه وتستر عرضها.. بدلا من صرمحة البنات والأولاد في الشوارع وفي الشقق وعلي عينك ياتاجر.. وآسف لهذا الكلام وإن كان حقيقة عنوسة أربعة ملايين بنت فاتهن قطار الزواج!.
(9) علينا أن نفتح ملف الفساد ولا نغلقه حتي يعود إلينا كل ما سرقوه وكل ما نهبوه.. وأن يأخذ كل ذي حق حقه, وفي مقدمته هذا الشعب المسروق المنهوب المجني عليه صبحا وعشية..
وفي مقدمة ملف الفساد فلوس مليارات التأمينات لابد أن تخرج من ميزانية الدولة كما كانت, وإلا سيجد أصحاب المعاشات أنفسهم يوما بدون معاش!
ويتساءل هنا أستاذنا الدكتور يحيي الجمل عن هذا الكم الهائل من ملفات الفساد التي تفجرت وأغرقت الجميع في بحرها الآسن العفن بقوله:
لماذا حدث ما حدث.. وكيف نواجهه؟
حدث ما حدث لأسباب عديدة لعل أهمها غياب سيادة القانون والتزاوج بين السلطة والثروة في السنوات العشر الأخيرة من النظام السابق علي52 يناير؟
والحقيقة أن غياب سيادة القانون, والتمييز بين المواطنين وفقا لقربهم أو بعدهم عن مواقع السلطة أدي إلي فساد كبير..
وهناك صور كثيرة وصفقات أخري عديدة شارك فيها بعض من كانوا في السلطة مع بعض من كانوا يلوذون بها ويساندونها, وقد أشاع ذلك كله قدرا من الفساد وجعل القيمة الأساسية في المجتمع بدل أن تكون قيمة العمل المنتج هي قيمة انهب بسرعة ثم اهرب بعيدا.. وهكذا دمرت كل قيم المجتمع الفاضلة والنبيلة والمنتجة, وساد واستشري فيها الفساد والإفساد.
(10) لابد وأن نفتح من الآن ملف الأمن القومي المصري
إلي يسارنا حرب طاحنة صنعناها بأنفسنا نحن العرب بأنفسنا لأنفسنا.. بحماقة كرتونية للعقيد في ليبيا الشقيقة+ تورط عربي غريب في الحرب تقوده الجامعة العربية.. لا أعرف لم؟ ولحساب من؟.
الشعب الليبي يتلقي قنابل وصواريخ الأسطوال السادس الأمريكي وطائرات الشبح وميراج الفرنسيين, وتورنادو الإنجليز.. كل ذلك بحجة حماية الشعب الليبي!
كيف نحميه ونحن نقذفه بصواريخ توماهوك؟
أيها السادة: هل عندكم جواب لهذا السؤال؟
وإلي شمالنا عدو تقليدي لن يتغير أو يتبدل ولا أحد يأمن ما فيه, ولا أحد يصدقه أبدا.. ومن ثم لابد أن يعود الغاز الطبيعي المصري إلي التراب المصري, وجحا أولي بلحم ثوره كما يقول المثل البلدي.. وأهل مصر أولي بغازهم الذي كان النظام السابق يبيعه لهم بأقل من ثلث ثمنه.. يا خبر!
أما إلي الجنوب فالخطر قادم وإن لم ينفجر بعد.. كان رئيس النظام السابق يقول دائما: الأمن المصري داخل حدودها فقط.. وخلونا نمشي جنب الحيط أحسن! وليس هذا صحيحا.. أمن مصر أيها السادة.. يبدأ من خارج حدودنا شمالا وغربا وشرقا وجنوبا.. في الجنوب سوف تنفجر إذا لم نتحرك أزمة نقطة الماء التي من الممكن أن نفتقدها وربما لا نجدها لو نفذت دول حوض النهر ما اتفقت عليه عما قريب+ المشروعات النيلية التي سوف يقيمونها أن عاجلا أو آجلا في إثيوبيا..
والحل؟ ندرس نقترب أكثر من آمال وآلام دول الحوض التي تتحكم في محبس مياه النيل عند المنبع.. ولا نكرر غلطة أباطرة النظام السابق عندما يقولون في كل مناسبة: نحن الرواد.. نحن الأوائل.!
لندخل إلي قلب إفريقيا فاتحين ذراعينا بالمشروعات التي تحيي.. لا بالكلمات والأنخاب التي تسكر.. في حفلات الاستقبال!
11 إلي متي نترك أغلي ما نملكه في الدنيا.. آثارنا العظيمة نهبا للعصابات المنظمة يسرقون منها كل يوم في غياب الأمن.. حتي إن هيئة اليونسكو كما قال لي د. زاهي حواس أول وزير للآثار سوف ترفع اسم مصر من التراث العالمي قريبا!
أعيدوا زاهي حواس إلي الإشراف علي آثارنا وزيرا كان أو غفيرا.. فهو أقدر رجل الآن علي إنقاذ تراثنا حضارتنا اسمنا أمام العالم كله!
...............
..............
أسأل المذيعة الحوراء العينين: هل تريدين تذكرة لدخول مغارة علي بابا؟
قالت: احجز لي خمس تذاكر.. أنا قادمة وفريق المحطة كلها لزيارة المغارة داخل أشهر ميادين الثورة في العالم الآن.. والذي اسمه ميدان التحرير{


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.