«طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    استقرار سعر الدولار أمام الجنيه الاثنين 29 ديسمبر 2025    استقرار أسعار اللحوم في الأسواق اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    وفاة 25 شخصا في غزة بفعل الأحوال الجوية منذ بداية ديسمبر    الخارجية الصينية: نعارض أي محاولة لتقسيم الأراضي الصومالية    استبعاد الشناوي من قائمة المنتخب في مباراة أنجولا    الأرصاد تكشف تفاصيل الطقس خلال الساعات المقبلة: أمطار ورياح وبرودة شديدة    العيال فهمت على مسرح ميامى احتفالًا برأس السنة    إجراء الكشف المجاني ل 2381 مواطنا بالقوافل الطبية بقرى غرب أسوان    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    هدى رمزي: لم أندم على قرار اعتزالي الفن.. ولن أعود للتمثيل    موعد ومكان جنازة والدة الفنان هاني رمزي    مدرب تونس: لا وقت للرد على الانتقادات.. وهدفنا حسم التأهل أمام تنزانيا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    وزير الاستثمار يبحث مع وزير التجارة الإماراتي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي    بلدية غزة: المنخفضات الجوية تحول المدينة المنكوبة لمنطقة كوارث    جيرونا يستهدف تير شتيجن على سبيل الإعارة    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الإصطناعى    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    مواصفات امتحان الرياضيات للشهادة الإعدادية 2026 وتوزيع الدرجات    أسماء المصابين في حادث تصادم أسفر عن إصابة 8 أشخاص بالقناطر الخيرية    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    الاتحاد الدولي للسكري يعترف رسميًا بالنوع الخامس من مرض السكري    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    حصاد 2025 في قطاع التعليم بأسيوط.. مدارس جديدة وتطوير شامل للبنية التحتية وتوسعات لاستيعاب الزيادة الطلابية    مراد مكرم يطرح أغنية جديدة في 2026: التمثيل عشقي الأول والأخير    وزير الصحة يستقبل نظيره التركي بمطار القاهرة الدولي    وزارة السياحة الفلبينية: المنتدى المقبل للآسيان فرصة لمناقشة استدامة السياحة وتحقيق التعاون الإقليمي    وزير الخارجية يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة العام الميلادي الجديد    "دورة محمد جبريل".. الثقافة تكشف تفاصيل مؤتمر أدباء مصر في العريش    تايلاند وكمبوديا تتفقان على ترسيخ وقف إطلاق النار وإعادة بناء الثقة السياسية المتبادلة    إحالة ربة منزل للمفتي بعد قتلها زوجها وابن شقيقه في كفر شكر    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    ماذا بعد انضمام أوكرانيا لتدريبات الدفاع الجماعي في الناتو؟    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    عاجل- مدبولي يترأس اجتماعًا لتطوير الهيئات الاقتصادية وتعزيز أداء الإعلام الوطني    عاجل- الحكومة تعلن خطة هيكلة شاملة للهيئات الاقتصادية: تصفية 4 ودمج 7 وتحويل 9 لهيئات عامة    وزارة التضامن الاجتماعى تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي القليوبية وكفر الشيخ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    وزير العمل يفتتح المقر الجديد للنقابة العامة للعاملين بالنقل البري    التحقيقات تكشف مفاجآت في واقعة الهروب الجماعي من مصحة الجيزة    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    ارتفاع جماعي في مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    نتنياهو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة لمناقشة مستقبل الهدنة في غزة    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    الجيش الصينى يعلن عن تدريبات عسكرية حول تايوان فى 30 ديسمبر    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    لا رب لهذه الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هو و هي
تسونامي إسرائيل

بينما تسونامي الطبيعة يضرب بجبروته اليابان ليقف البلد المتقدم بعد فقده عشرين ألف قتيل ومفقود عاجزا أمام مفاعلاته من مخاوف الإشعاعات‏,‏ ليصبح الماء موتا‏,‏ واللبن موتا‏,‏ والسنابل موتا, وهاجرت الأشجار جذورها, وهرب من مكانه المكان, وانتهي الإنسان, وفشلت جميع إجراءات احتواء الخراب, وقالت الدول لرعاياها: غادروا اليابان الآن فقد أتاها الزلزال الاستثنائي بكل معني الكلمة لبلوغه تسع درجات بمقياس ريختر... ونكتشف أننا جميعا ننزلق إلي عصر الزلازل, وأن الأرض ترتجف تحت أقدامنا, وإن تفاوتت قوة الزلزال من مكان إلي آخر.. ونظرة لابد مشدوهة لخريطة العروبة لنجد جميع المؤشرات تتجه للسيد ريختر بعدما سارع بن علي إلي منفاه للنجاة مما هو أدهي, وتنحي مبارك للعزلة قلقا لما تحمله الاتهامات, وفتحت احتجاجات البحرين أبواب الاختبار الإقليمي الحاسم, ولم تعد الأردن وسوريا بعيدا عن محيط دائرة الاحتجاجات, وأن دم شهداء صنعاء لن يغسله سوي الثأر للدم الوردي الذي انساب كأنهار العقيق, وأن عقيد العزيزية قد استدعي الزلزال إلي أرضه لإصراره علي مطاردة الجرذان.. وذلك بعدما زلزل الأرض جيل غاضب لا يغفر الأخطاء, جيل لا ينحني لا يعرف النفاق, جيل رائد عملاق, جيل يكسر الأغلال, جيل هو بذور الخصب في حياتنا العقيمة, جيل زلزال سيهزم الهزيمة..
وإذا ما كانت إيشينوماكي عين زلزال اليابان, وفجر أوديسا طلعات زلزال دول التحالف فوق أنظمة العقيد للدفاع الجوي ومواقع صواريخ سام, فقد شاهدت إسرائيل
أمس الأول هزة اجتماعية وسياسية بدرجة خمسة آلاف ريختر كانت بؤرة الزلزال فيها بين جدران الغرفة رقم1817 بالطابق الثامن عشر في آخر الممر المعتم الواقع علي يمين الأسانسير بفندق بلازا في القدس, وكطبيعة الزلازل فقد لحقت بها العديد من التوابع في داخل أكثر من شقة وركن وجناح في تل أبيب, بل وفي الغرفة الملحقة بالمكتب الرئاسي المعدة لاسترخاء الرئيس السابق موشيه كاتساف رئيس إسرائيل الذي أصدرت المحكمة المركزية في تل أبيب بعد مرافعات استمرت أكثر من أربع سنوات الحكم عليه أول أمس الاول بالسجن9 سنوات لإدانته بعدة تهم مخزية استمع لها وقد شحب لونه ليغدو في لون البدلة الرمادية التي ارتداها وراح يتمتم لا.. لا وكان من بينها تهمة الاغتصاب, والتحرش الجنسي, والنصب علي موظفي مكتبه, واستغلال منصبه, واستخدام ميزانية رئاسة الدولة في شراء هدايا, والعفو عن بعض الأشخاص بمقابل مادي, والقيام بأعمال غير لائقة,والإخلال بالواجب وخيانة الأمانة وإن لم يدخل في جميع التهم أي ذكر لمليارات!! وارتكاب فعل فاضح في حق ثلاث سيدات عملن تحت رئاسته منذ أن كان وزيرا للسياحة حتي منصبه رئيسا لدولة إسرائيل, كما حكمت المحكمة عليه بدفع تعويضات مالية قدرها25 ألف شيكل35 ألف دولار لاثنتين من ضحاياه.. وفي ردهات المحكمة التي ازدحمت بالجماهير الغفيرة ومندوبي الوكالات والصحف والإذاعات تم النطق بالحكم الذي اتفق عليه قضاته الثلاثة وهم جورج قرا رئيسا, ومريام سوكولوف, ويهوديت شيفاح, وكان القاضي جورج هو الذي سرد حيثيات الحكم الذي احتوي انتقادا شديد اللهجة لكاتساف: الذي استغل نفوذه ومكانته الرفيعة ذات السلطات ضد الموظفات العاملات تحت إمرته وأن النشاط الجماهيري للرئيس كان بمثابة ميدان صيد واسع ومتنوع ومتاح يوقع فيه ضحاياه ولأنه قام بفعلته مع أكثر من واحدة فلابد وأن يعاقب مثله كمثل أي شخص آخر قام بارتكاب الجريمة واعتبر القاضي جورج العربي أنه لا يوجد أحد فوق سلطة القانون مهما علا شأنه, حتي ولو جلس علي كرسي الرئاسة, بل ولأنه بالذات الجالس علي هذا الكرسي المتمتع بالمكانة التي تؤهل له استغلالها كأداة لارتكاب جرائمه, لذا وجب التشدد معه وليس التساهل, علما بأنه أقام علاقاته الجنسية المخلة مع ضحاياه بالقوة البدنية الجبرية, وقام بفصل تعسفي لإحدي الموظفات من عملها لرفضها التجاوب مع نزواته, وإعلانها ذلك في وجهه أكثر من مرة, وقد جاء علي لسان معظم النساء أنهن عندما لم يستجبن لرغباته كان يتعامل معهن داخل المؤسسة الرئاسية بفتور يبلغ حد الاضطهاد والتعسف, وفي بعض الحالات اضطررن إلي ترك العمل حتي لا يتعرضن لضغوط جديدة..
وكانت صحيفة هاآرتس قد نشرت أن لديها خمس شهادات لنساء أخريات عملن مع رئيس إسرائيل يدلين فيها بتفاصيل فاضحة, ونشرت صحيفة معاريف شهادة لموظفة سابقة في مكتب كاتساف في الفترة التي شغل فيها منصب وزير المواصلات تدعي فيها أنه ضايقها إلي حد المطاردة الوقحة وقالت: ليست المضايقة أو التحرش الذي تعود كاتساف القيام به هو أسوأ ما في الأمر, فإن فتاة متحررة مثلي يمكنها تفادي ما يطلبه بكلمة حازمة قاطعة هي( لا), ولكن الأسوأ من ذلك هو الإذلال الذي تعانيه الواحدة بعد التجرؤ بالمجاهرة بتلك ال(لا).. وقد شهدت ضحية أخري للصحيفة كانت قد عملت منذ سنوات تحت إمرته بأنها تعرضت للعديد من ملاحقاته, وأضافت: لست فخورة بأنني لم أقدم الشكوي في حينها, لأنني كنت لم أزل تلك الفتاة الصغيرة المرتعبة, ولكني الآن أدرك جيدا أن الوقت قد حان لفتح الباب أمام العشرات من الزميلات ليشهدن من بعدي دون خوف بجميع ممارسات الرئيس الذئب الذي يجمع بين شخصيتي دكتور جيكل ومستر هايد, وذكرت إحدي ضحايا الرئيس الإسرائيلي وتدعي اليف التي عملت مساعدة له لصحيفة صنداي تايمز البريطانية تفاصيل اللقاء الذي جمعها بكاتساف بأنها ذهبت إلي غرفة مكتبه لوضع كتاب فوق أحد الأرفف القريبة منه بينما كان جالسا خلف المكتب فإذا به في لحظات ينقض عليها ليدمر حياتها في دقائق, وكان من قبلها يتصل بها علي تليفونها الخاص ويلقي علي أسماعها كلمات الغزل في جميع الأوقات, واعترفت بأنها كانت تشعر بالزهو بينها وبين نفسها من أن رئيس بلادها يغازلها, وكانت تتمني لو أن الجميع يستمع معها إلي عبارات تدلهه في حسنها ووقوعه في غرام أنوثتها الطاغية, لكنها لم تتصور أن الأمر سيتعدي الحدود..
وكان محامو كاتساف قد طلبوا من المحكمة عدم إصدار قرار بالسجن الفعلي والاكتفاء بالحكم مع وقف التنفيذ بدواعي أن النشر في وسائل الإعلام والفضيحة العلنية بمثابة أبلغ عقاب للمتهم, ولكن المحكمة الموقرة بغالبية قاضيين أحدهما جورج ضد ثالث رفضت الطلب موضحة أن المتهم قد ارتكب مخالفات مزرية يعاقب عليها كل إنسان بغض النظر عن مكانته ولابد من أن يعاني نفسيا وجسديا نتيجة أفعاله, وكان المحامي الإسرائيلي الشهير ديفيد ليبعي الذي شغل يوما منصب وزير العدل قد تنحي عن مهمة الدفاع عن الرئيس المتهم عندما علم بالتهم المخجلة المنسوبة إليه, وهذه هي المرة الأولي التي يدان فيها رئيس الدولة بتهمة الاغتصاب ويرسل إلي السجن ليرتدي بدلة السجناء, وقد سبق أن أدين وزير الدفاع السابق اسحق موردخاي بتهمة التحرش الجنسي بمجندة خدمت في سلك الحراسة بمكتبه, لكن المحكمة قررت سجنه لمدة عام ونصف مع إيقاف التنفيذ, وقد علق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معقبا علي إدانة كاتساف ووضعه خلف القضبان بقوله إنه يوم حزن وخزي, لكنه أيضا يوم تقدير بالغ وفخر لجهاز القضاء الإسرائيلي, وذكر محاميه أفيجدور رفيلدمان الوحيد الذي قبل مهمة الدفاع الثقيلة وذلك بعد صدور الحكم قوله: إنه سيظل يدفع ببراءة المتهم أمام الجهات الممكنة وتبعا لرأي موشيه نحبي الخبير القانوني في الإذاعة الإسرائيلية أنه إذا ما لجأ كاتساف للمحكمة العليا لاستئناف الحكم فإن فرص النجاح شبه معدومة لما اقترفه من موبقات في حق شعبه ومقدراته وشرفه وكرامة نسائه.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فتشت منزل الرئيس الإسرائيلي لمدة سبع ساعات وصادرت جهاز الكمبيوتر الشخصي وكمبيوتر مكتبه, إضافة إلي العديد من أجهزة التسجيل وكمية هائلة من الوثائق لم يهتم صاحبها بفرمها, إلي جانب شريط تسجيل عثر فيه علي نقاش حاد يدور بين كاتساف وإحدي النساء تتهمه فيه بالتحرش بها, وعند مواجهته بما جاء في الشريط أجاب بأنها كانت مجرد خادمة في المنزل تقدم له القهوة في مكتبه, وأنها كانت تحادثه في التليفون المحمول الخاص به في أي مكان, وكانت في بعض الأوقات تطلب مني لقاءات غرامية عندما أكون في رحلات رسمية أو في مؤتمرات صحفية أو لقاءات تليفزيونية, وعندما تأكدت من سوء سلوكها وابتزازها لأحد رجال الأعمال الذي التقطت له عدة صور معها في غفلة منه مما اضطره لمساومتها وإعطائها مبلغا كبيرا من المال, عندها قمت بتهديدها بالطرد, لكني خشيت الفضيحة إذا ما وصل الأمر إلي أجهزة الإعلام, ولم يكن هناك وسيلة لتلافي اللغط سوي الإقصاء عن الصورة, فوجدت لها عملا خارج إسرائيل, فوافقت في البداية لتمكث بعيدا عني لمدة أربعة أشهر تعود بعدها لمطاردتي ومطالبتي بمبالغ مالية لإيقاف الشائعات التي تروجها ضدي وتهديدي بإعلانها بأنني تحرشت بشقيقتها أيضا, وفي سبيل سكوتها طلبت مني2 مليون شيكل هبطت بعد تفاوضنا إلي200 ألف فقط, ورغم ذلك لم تتوقف وبدأت تظهر لي فجأة في منزلي الريفي الخاص, وفي أوقات حرجة منها الاحتفالات الرسمية مثلما حدث في عيد الاستقلال, وكثيرا ما كنت أتساءل عن كيفية تمكنها من اختراق الأمن والوصول إلي مكاني؟!.. والطريف أن بوتين رئيس وزراء روسيا عندما بلغته أنباء كاتساف, علق ضاحكا بأنه يحسده علي كل تلك الحسناوات اللاتي تمتع بهن وحده.
موشي كاتساف ولد عام1945 وهو الأكبر لثمانية إخوة من أسرة جاءت من إيران عام1951 وتربي في مخيم للمهاجرين من اليهود الشرقيين في الطرف الشمالي لإسرائيل الذين أتي غالبيتهم من العراق ومصر والمغرب وإيران وأثيوبيا طيلة خمسين عاما, وهو المخيم الذي أصبح فيما بعد بلدة بكريت ملاتس, وحين انتخب رئيسا لإسرائيل عام2000 كان اختياره بمثابة مفاجأة كبري للجميع لأنه لم يكن في شهرة شمعون بيريز الذي خسر مقعد الرئاسة أمامه, وكان فوزه انتصارا لمهاجري البلاد السفارديم وحزنا لدي اليهود الغربيين, وباستعراض مراحل ثقافته نجد أنه درس الاقتصاد والتاريخ في الجامعة العبرية, وفي الجيش خدم في سلاح الإشارة, وظلت لغته الإنجليزية دون المستوي منذ أن فشل في امتحاناتها في المرحلة الثانوية, وتعد ثقافته بصفة عامة ضحلة ومثال ذلك عندما سألوه مرة عن آخر كتاب قرأه فقال كتاب حرب اليهود وبعد عدة سنوات سئل نفس السؤال فأجاب نفس الإجابة, وقد ظل محتفظا بطلاقة لسانه بالفارسية بلد نشأته حتي أنه قام بتبادل بعض كلماتها مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي خلال جنازة البابا يوحنا بولس الثاني, ويذكر أن مسقط رأس الرجلين كاتساف وخاتمي هي بلدة يزد في وسط إيران, كما صافح كاتساف مرتين الرئيس السوري بشار الأسد, ورغم اعتبار الكثيرين في أنحاء العالم أن هذه المصافحة تعد حدثا فريدا في تاريخ إسرائيل مع البلدين, إلا أن كاتساف قد لاقي وقتها هجوما حادا بين أصوات اليمينيين في إسرائيل.
وتظل جيلا كاتساف زوجة الرئيس المدان التي تزوجت منه عام1969 محتفظة بقناعها الذي يعكس سعادتها المزيفة به وإيمانها بصدقه وتأييدها له علي طول الخط حتي أنها تحرص علي الظهور معه مبتسمة علي الدوام لا تكاد تنزع يدها من يده, ولكن تماسكها الظاهري هذا أمام الكاميرات روي عنه عمها وصديقاتها أنها كانت تنزعه لتنفجر خلف الأبواب في موجات بكاء حاد تحاول جادة ألا يراها وقتها أبناؤها الخمسة أربعة أولاد وبنت الذين أنجبتهم وقامت علي رعايتهم بجوار عملها كموظفة بنك, وقد انطبق علي أحد الأبناء وهو ارييل المثل القائل بأن ابن الوز عوام ومن شابه أباه فما ظلم, فقد اتهم هو الآخر بسوء السلوك ومضايقة إحدي زميلاته في شركة السكك الحديدية الإسرائيلية التي تقدمت بشكوي إلي الإدارة بسبب الألفاظ البذيئة التي تفوه بها ابن الرئيس خلال محادثاتهما, ومنها ما صرحت به لإحدي قنوات التليفزيون من أن ارييل قد وجه إليها أسئلة محرجة مثل إذا ما كانت ترتدي حمالات للصدر أو قامت فيه بعملية تكبير, أو أن ارتجاجه طبيعيا أم بفعل مشيتها الخاصة؟!!... هذا عن الابن, أما عن الشقيق ليود كاتساف الذي سار علي درب شقيقه الرئيس فقد اتهم بارتكاب سلوك غير لائق ضد عاملة مهاجرة ثبت من خلال اختبار كشف الكذب أنها لا تكذب ومن هنا قامت الشرطة الإسرائيلية بفتح ملف التحقيق معه!!
ولم تكن جيلا كاتساف السيدة الوحيدة في إسرائيل التي وصم زوجها بتهم أخلاقية, والتي دافعت عنه لتبرئته بغباء مما ألحق به تهمة جديدة لا يسعده فحواها عندما شهدت أمام جهات التحقيق: إن زوجي منذ عام ليس بإمكانه إقامة أية علاقات خاصة وأنه قد سلم النمر وهو غير منشغل بذلك ولم يعد الأمر يعنيه من الأصل, فقد سبقتها روت ديان زوجة وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان الذي لاحقته التهم الأخلاقية, وهناك كوكي موردخاي التي تصغره بأكثر من28 عاما ولديها منه طفل رضيع وكان وقتها وزيرا للدفاع عندما غادرت منزل الزوجية حاملة رضيعها لا تكاد تعي خطواتها وسط دموعها, ولم تعد مرة أخري للزوج الخائن, ونفس التعاسة عاشت فهيا نافا باراك زوجة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك, وفي كتاب دليل الرؤساء الوزراء الذي قام بتجميع مادته بوعزتننباؤم يكشف تفاصيل الحياة الشخصية لعدد من رؤساء الوزراء في إسرائيل, وكان بوعز قد شغل منصب مدير مكتب شمعون بيريز عندما تولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية, وقد جاء في كتابه عن نيتنياهو أنه ضعيف أمام صنف النساء وأن والدته تسيلا بشخصيتها الطاغية كانت تصفعه علي وجهه لأصغر إهمال, وقد ظل نيتنياهو طيلة نشأته راضخا لسيطرة المرأة إلي أن جاءت زوجته سارة لتكمل مشوار الأم السادي, ورغم مظهر جولدامائير رئيسة وزراء إسرائيل الذي قال عنها بن جوريون إنها الرجل الوحيد في الحكومة إلا أنها في شبابها كان غانية ولها طابور من العشاق الذين تغزو قلوبهم عن طريق معدتهم فتطهو لهم أشهي الأطباق وعلي رأسها شوربة الفراخ التي تجيد تحويجها بتركيبة بهارات من اختراعها تمزجها بنفسها, وكان علي رأس عشاق جولدا الرئيس الثالث لإسرائيل وكان متزوجا, وأول وزير للمواصلات ديفيد ريمبر وكان متزوجا, والمليونير الأمريكي لوبويار المتزوج أيضا, وقد اشتهر رئيس الوزراء ليفي أشكول بأنه كان زئر نساء, ولاحقت التهم الأخلاقية مسئولين آخرين في إسرائيل كان من بينهم حاييم رامون الذي حوكم بتهم تماثل تلك المتهم بها كاتساف.
وإذا ما كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا تطوف العواصم لتضع النقاط الأمريكية علي الحروف العالمية, وتلقي بأوامرها من موقع لسان الدولة الأعظم شيل ده, وحط ده, واقفل علي ده, وعلي هذا أن يتنحي الآن وليس بعد.. فلابد وأنها مع آخر كل رحلة ستئوب إلي بيتها الذي يشاركها فيه رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون الزوج الذي اعترف أمام العالم بخيانته, فخصصت هيلاري فصلا كاملا من مذكراتها لنعش التاريخ تروي فيه تفاصيل فضيحته مع المتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي حيث تقول هيلاري: كنت محطمة القلب أكاد أجن من الغضب فقد وثقت فيمن خان الثقة مرارا, وضرب عرض الحائط بالرباط الزوجي المقدس, وقطع أواصر قصة الحب التي جمعتنا منذ كنا ندرس في الجامعة, ولقد مضت بي أوقات كنت فيها لا أستطيع المكوث للحظات أتنفس هواء نفس الغرفة معه.... وبينما تقطع هيلاري الآن الفيافي والبحار في مهماتها الرسمية التي يرسلها فيها أوباما ابن الإفريقي, فقد صرحت مونيكا لوينسكي 37 عاما التي عملت مذيعة تليفزيونية ثم مصممة اكسسوارات لمجلة ناشيونال انكوايرير هذا الأسبوع بأنها لم تزل تحب بيل رغم مضي15 عاما ولا تتوقع أو تحلم أن يمنحها أي رجل علي وجه الأرض مثل تلك السعادة التي منحها لها بيل في المكتب البيضاوي خلف جدران البيت الأبيض!
.. وإنه لعمري أمر رائع يحسد عليه اليهود في إسرائيل, لا علي ما فعله رئيسهم بهم, بل ما سيئول إليه حال رئيسهم بعد عقابه علي ما اقترفت يداه ولسانه وعيناه ورؤاه بالسجن داخل الزنزانة تسع سنوات مع تسديد ما حكم عليه به من تعويضات وغرامات.. ورغم فضيحة الرئيس الإسرائيلي المدوية فإنها المرة الأولي التي أشارك فيها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء إعجابه بسلطة القضاء الإسرائيلي ومكانته واستقلاليته... ويحضرني هنا بيت شاعر النيل حافظ ابراهيم عندما تتحدث مصر عن نفسها قائلة: أمن العدل أنهم يردون الماء صفوا وأن يكدر وردي؟!.. أمن العدل أنهم يرسخون في دولة التعدي مبدأ المساواة أمام القانون؟ بينما نحن الذين تم فعل التحرش بهم من عصابة علي بابا والأربعين حرامي نساء ورجالا فلاحين وعمالا أطفالا ومسنين علي أرض الكنانة علي مدي العقود نظل نقرأ ونسمع ونذهل ونغضب ونعجب ليبقي لنا الحسد والنكد.. و..وجع الانتظار قبل نفاد الصبر حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا وهو حق علي رؤوس العباد ولو كانوا في بروج مشيدة حيث الكفن بلا جيوب, أو كما قال من فض فوه!!
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.