هل تخوض الثورات إختبارات؟وهل ستخوض ثورة 25 يناير إختبار قاسى على مصر بأسرها أن تستعد له من اليوم؟ الإجابة هى نعم وبكل تأكيد.فالتاريخ يخبرنا أن كل ثورة تتعرض لإختبار واحد على الأقل فى الفترة التالية على نشوبها.وقد تكون تلك الفترة قصيرة بحيث لا تتجاوز بضعة شهور أو قد تطول تلك الفترة لتصل الى عدة سنوات قبل أن تواجه الثورة إختبار الحياة الذى يتحتم عليها ان تجتازه لتستمر. وفى تاريخنا الحديث والمعاصر كانت هناك عدة ثورات مرت بها البلاد ومرت كل ثورة منها باختبار حاسم.فالثورة العرابية التى انطلقت عام 1881 تعرضت لإختبار قاسى على مرحلتين تمثلت الأولى منها فى تدخل أجنبى فى السياسة الداخلية للبلاد قبل ان تأتى المرحلة الثانية من الإختبار فى عام 1882 عندما هجم البريطانيون بأساطيلهم وجيوشهم على مصر لتسقط االثورة ومن ورائها البلاد بأسرها فى يد الإحتلال الذى دام أكثر من 70 عام. أما ثورة عام 1919 فقد دخلت فى دوامة من الإختبارات السياسية التى كان عليها ان تخوضها.وعلى الرغم من النجاح فى الحصول على اعتراف من بريطانيا بإلغاء الحماية وباستقلال البلاد رسميا وصدور الدستور فى عام 1923 فإن الإختبارات السياسية القاسية التى تلت الثورة،وفى مقدمتها تآمر القصر وفساد الحياة السياسية وضعف الأحزاب والحكومات المصرية المتتالية،حرمت البلاد من الإستقلال الفعلى وظل الجيش البريطانى فى مصر عدة عقود اخرى مما سمح للسفير البريطانى بإدارة شئون البلاد من وراء الستار. وعقب نجاح ثورة يوليو 1952 وعلى الرغم من مباركة دول العالم لها فقد وجدت نفسها أمام عدة إختبارات متتالية زمنيا ومتنامية من حيث الحجم ودرجة الصعوبة.وكان ابرزها وأشرسها إختبار العدوان الثلاثى عام 1956 اى عقب أقل من 4 سنوات فقط. ..واليوم إحتفلت مصر بمولد ثورة 25 يناير 2011 وإحتفلت مجددا بعبور آمن لمرحلة الإستفتاء على التعديلات الدستورية ومن قبله أحتفلت بعودة تدريجية للإستقرار الأمنى الداخلى وبدا أن مصر تخطو بثبات نحو إنتصار محقق لآمال وطموحات الملايين من شعبها الجسور المتحضر العظيم. وهنا يطرح سؤال هام نفسه ..هل ستقبل كافة القوى العالمية والإقليمية بعودة قوية لمصر وبازدهارها وبتقدمها على الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعلمية والعسكرية..والإجابة بكل تأكيد ايضا هى ..لا. فقد يقبل"الأصدقاء" بأن تحقق مصر قدرا "محددا"من النمو والإزدهار وان تنعم بالإستقرار ولكن من المؤكد ان هذا ما سيرفضه "انصاف الأصدقاء"بينما سيعمل "الأعداء"على هدم كل أمل فى نمو وازدهار واستقرار ..وبالطبع فلهم كل الحق ..فهم أولا وأخيرا من "الأعداء"..فهل هناك عاقل يتوقع ان يقدم له عدوه الزبد والعسل بدون سم! ان تلك الحقيقة تدفعنا الى الإستعداد والإستنفار بل والإنطلاق بقوة تصل الى حد الشراسة فى كافة الميادين لنعمل وننتج ليس فقط من أجل الإزدهار أو تحقيق الرخاء ..بل من أجل الإستعداد ليوم الإختبار ..فيوم "الإمتحان"يكرم المرء أو يهان ..وأعتقد اننا فى مصر قد شبعنا من الهوان الى حد الإختناق..وحان وقت النجاح. المزيد من مقالات طارق الشيخ