بسبب هوس الأمريكيين والأوروبيين والمسمي مكافحة الإرهاب, ونتيجة فشل محاولة الراكب النيجيري تفجير طائرة الركاب في رحلتها المتجهة من أمستردام الي ديترويت. وقبل إنهاء التحقيق معه للوقوف علي ملابسات الحادث, سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتزويد مطاراتها بأجهزة تعمل بالأشعة السينية إكس لفحص المسافرين من قمة الرأس لأسفل القدم للبحث عن القنابل والمواد الكيماوية السائلة والتي قد تكون مخبأة تحت ملابسهم. وقد تمكن هذا الراكب من إخفاء مواد كيماوية سريعة الانفجار, عجزت أمامها أجهزة فحص المعادن التقليدية بمطار أمستردام, فلم تتمكن من اكتشافها قبل صعوده الطائرة. وقد أثارت هذه الأجهزة الجديدة الجدل والكثير من الاحتجاجات حول الآثار المترتبة علي استخدامها, وتأثيرها الضار علي المسافرين, وعلت الأصوات احتجاجا علي مثل هذه التقنية التي تنتهك حرية المسافرين وتظهر صورهم عارية أمام شاشات المراقبة وإن بدت مشوشة, فهذه الأجهزة وباستخدام برامج الكمبيوتر, تمكن المراقب من الحصول علي صور هذا الراكب بدرجة وضوح الصور الفوتوغرافية التي يتم التقاطها له بدون ملابس. وقالت السلطات المسئولة إن هذه الوسيلة سوف تعجل إجراءات الفحص وسرعة اكتشاف الأسلحة والمتفجرات لتأمين رحلة الطائرة والمسافرين عليها, إلا أنهم اعترفوا بأن هذه الأجهزة سوف تكشف وبشكل واضح جميع المناطق الحساسة في جسد الإنسان. وأمام احتجاجات بعض المسافرين, ورفض منظمات حقوق الإنسان لهذه الوسيلة أعلنت هذه السلطات أن هذه الصور ليست بغرض الإثارة, وأنه سوف يتم تدمير هذه الصور فور انتهاء التفتيش, كما أعلنت عن تفهمها لرفض أي مسافر التعرض لهذه الأجهزة والتي لا يستغرق أكثر من5 ثوان, إلا أن البديل هو الخضوع للتفتيش الذاتي الدقيق والذي يخلع فيه سترته, وحذاءه, وحزام سرواله, وتفريغ جيوب ملابسه والانتظار في صفوف طويلة. كما نفت بشدة أن تكون الأشعة الصادرة عن هذه الأجهزة تمثل خطرا علي الراكب, إلا أن بعض خبراء أورام الإشعاع أكدوا أن هناك مخاطر علي الأفراد من هذه التقنية ولكنها محدودة للغاية, وطالبوا بعدم إضافة مزيد من الأخطار علي الجنس البشري, ونصحوا النساء الحوامل والأطفال بتجنب الخضوع لهذه الأجهزة. هذه هي حسابات الأمن الجديدة التي فرضتها الدول الغنية باسم محاربة الإرهاب وباتت فوق أي حسابات أخري, وأضافت إليها أخيرا شروطا لتحرك الراكب داخل الطائرة ودخوله دورة المياه, واستخدام متعلقاته الشخصية, وتناست أن هناك وسائل أخري للتصدي له, تتطلب نشر رايات العدل, والقضاء علي الفقر والمرض والجوع, ووقف سلب ثروات الدول النامية, وإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها الشرعيين, وعدم الإنحياز لدول محتلة علي حساب شعوب تعاني بشدة من صلف, واستبداد, وغرور من تحتل أراضيهم. ونحن لا نعلم ما تخبئه لنا الأيام من إجراءات أمنية مستحدثة, فقد تعيد مثل هذه السلطات مسافرا الي المستشفي للتخلص من شريحة معدنية تثبت مفصله, أو سحب عكازه الذي يستند عليه, أو تمنعه من السفر قبل تسليم طاقم أسنانه لمسئول الأمن بالطائرة!. فؤاد علي الطير لواء مهندس متقاعد