حالة من الرعب يعيشها أهالي عزبة أبو حويلة مركز السنطة بمحافظة الغربية بعد انتشار شائعة أن بعض المناطق بالعزبة قد تكون معرضة لبراكين!! البداية عندما شعر بعض الأهالي بارتفاع درجة الحرارة في منازلهم بشكل غير طبيعي أصابهم بالفزع، وعلي الفور تم تشكيل لجنة متخصصة من أساتذة الهندسة لدراسة الوضع علي الطبيعة ومعرفة اسباب هذه الظاهرة.تحقيقات الأهرام انتقلت إلي المنزل الذي حدثت فيه المشكلة, وفي الطريق للقرية اكد الأهالي للأهرام أن كلمات مأمور القسم باحتمال وجود بركان هي السبب وراء حالة الهلع التي شهدتها القرية. بداية يقول عبدالمنعم أبو حويلة صاحب المنزل إن هناك لجنة جاءت مباشرة من كلية الهندسة من معمل الأبحاث وميكانيكا التربة والأساسات وكلية العلوم معمل الجولوجيا وعلوم الأرض برئاسة الدكتور محمد الغريب صقر للحفر والوقوف علي الأمر.. ويشير الحاج رضا أبو حويلة شيخ البلد إلي أن الفنيين والجيلوجيين قاموا حول جدار المنزل من جميع الجهات داخل المنزل وخارجه لتحليل التربة من خلال اختبارات جيوفيزيقية بأجهزة خاصة بذلك كما أكد لنا المتخصصون أن العينة الأولية للأرض تؤكد أن ردم الأرض من مخلفات الترع والمصارف وروث المواشي هو سبب السخونة ولكنهم لم يكتفوا بذلك فكانوا مستمرين في استخراج العينات علي بعد20 مترا من سطح التربة لتحليلها في المعامل حتي يحصلوا علي العينة أمامنا ويغلفوها بالشمع لتحتفظ التربة بخصائصها حتي تصل بها كاملة للمعمل. ولكي يطمئننا الدكتور المتخصص قام بإجراء تجربة بسيطة بتشغيل الطلمبة المدقوقة علي بعد20 مترا وقال إذا كان باطن الأرض ساخنا فسيخرج الماء ساخنا وإذا كان باردا سيخرج الماء باردا والحمد الله هذا هو ما حدث. .. وقد أكد الأساتذة المسئولون عن المجسات أن محمد بدراوي وهو مدير مؤسسة بدراوي الخيرية تبرع بأعمال الحفر كاملة وبالعمال والمعدات متحملا كل تكاليف الحفر لمساعدة اللجنة الفنية المنتدبة من الجامعة وأكد لأصحاب المشكلة أنه يتحمل أي خسائر قد تنتج من جراء الحفر وهذا لطمأنة الأهالي. اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية يؤكد أن الواقعة حدثت تحديدا يوم الاثنين قبل الماضي وكانت السخونة في منزلين متجاورين أحدهما مساحته لاتتعدي مترا واحدا لم ترتفع درجة الحرارة عن45 درجة مئوية والمنزل الثاني العتبة الخرسانية درجة حرارتها مرتفعة وأيضا لا يتجاوز مترxمتر وشكلنا لجنة من جامعة طنطا مكونة من أربعة أساتذة متخصصين وبمجرد أن رفعنا1.5 م حفر أول يوم أخلينا المنزلين من الناس وعادوا يوم الأربعاء لمنازلهم والحياة أصبحت تسير بشكل طبيعي واللجنة تقوم بأخذ عينات بشكل مستمر ونأخذ مجسات الآن علي أعماق تصل ل20مترا. ويضيف أن الأهالي لابد أن يطمئنوا فنحن لسنا منطقة زلازال أو براكين ولكن ماحدث من مبالغات يرويها المارة هو طبع في البسطاء من الأهالي وكل ماحدث مجرد تفاعلات لمواد عضوية موجودة أسفل المنزلين أو احتمال لوجود طرنشات صرف صحي تم التفاعل خلالها لعدة سنوات, حيث إن المنزلين أحدهما بني عام1985 والآخر عام1990 م. وأكد أنه رغم كون الظاهرة لافتة للنظر إلا أن الناس قاموا بتهويل الأمر ولكن زيادة في الحيطة والإطمئنان تستمر عمليات الحفر حول المنزلين للتأكد من الشكوك المبدئية في التفاعلات العضوية حتي نطمئن علي المواطنين ونطمئنهم إلا أن النتيجة النهائية لم تصدر بعد ونحن كمحليات وعلماء موجودون بإستمرار بموقع الحدث لنتابع لحظة بلحظة حدوث أي تطورات. ويقول المهندس عيد عبدالمنعم البدراوي نائب رئيس مجلس مدينة السنطا بالغربية أن ما حدث هو أن الأطفال كانوا يلعبون حافيين فإكتشفوا ارتفاع درجة حرارة المكان وأخبروا الوالد الذي تأكد من ارتفاع درجة حرارة البقعة التي لا تتعدي مساحتها مترا في متر واحد أمام بوابة هذا المنزل.. وبالفعل سار الرعب بين الأهالي وقرر مالك العقار الانتقال إلي مركزالشرطة لتحرير محضر بالواقعة وأبلغنا العقيد أحمد زكي مأمور مركز شرطة السنطا بأن درجة الحرارة في هذا المكان45 مئوية وهذا كثير جدا علي درجة الحرارة في فصل الشتاء وقمنا بإبلاغ مكتب محافظ الغربية الذي أرسل لنا لجنة من7 أساتذة متخصصين في الهندسة والعلوم وأبحاث التربة لتحديد ماهية ماحدث وقرروا الحفر حتي مستوي الأساس إلا أنه بمجرد الحفر اختفي الارتفاع في درجة الحرارةولكن الأساتذة المتخصصين رأوا عمل مجسات زيادة في الإطمئنان وتلك الحرارة لم تؤثر علي شئ وكل شئ طبيعي وعلي عمق20 مترا ولايوجد شئ غريب إطلاقا. ويضيف أن ماحدث في الغالب نتيجة تفاعلات عضوية أو وجود جير حي عند الردم أو ماشابه ذلك.. إلا أن أفواه الناس تزيد في المبالغة في الأمر وتسبب الزعر لنفسها. بينما أكد المهندس عبد المعطي الشرشابي رئيس مركز السنطا أن مساحة المنطقة المصابة المنزلين المصابين الأول بمساحة متر مربع والثاني أسفل رقبة عمودين بسعة50 سم2 لكل عمود والحرارة أختفت تماما إلا أن المجسات لازالت تعمل للوقوف علي حقيقة الأمر وزيادة في الإطمئنان ولا صحة عما ورد من تزايد مستمر في درجة الحرارة. View مركز السنطة بمحافظة الغربية in a larger map ** ويوضح الدكتور محمد الغريب صقر استاذ قسم الإنشاءات بكلية الهندسة جامعة طنطا ورئيس لجنة المتابعة أن المشكلة بدأت منذ أسبوع تقريبا حيث ارتفعت درجة حرارة الأرضية في منزلين بعزبة أبي حويلة وتلك الأراضي مكونة من حوائط حاملة من الطوب الأحمر واساسات والأسقف من الخرسانة المسلحة ووجدنا ارتفاعا في درجة الحرارة في الأساسات الخارجية وبعض الحوائط ورفعنا الردم بكامل طول الوجهتين البحرية والقبلية وفي مدخل أحد المنزلين وكانت النتيجة أننا حضرنا في اليوم التالي وجدنا الحرارة منخفضة تماما ودرجتها طبيعية وهذا يعني أن الحفر ساعدها علي التسرب. ويضيف أن هناك اختبارات ستستمر مابين أسبوع وعشرة أيام حيث أخذنا عينات علي بعد20 مترا وسيتم عمل إختبارات وتحاليل هندسية والتي أثبتت مبدئيا قوة الأساسات وباقي الاختبارات لنري نوعية الردم ولعمل تحاليل التربة لمعرفة نوع البكتيريا وما إذا كانت تقوم بتفاعلات تؤدي إلي تصاعد غازات وتكون طاردة للحرارة نتيجة التفاعلات الداخلية وهذا هو الأمر الأرجح لأن بمجرد الحفر انتهت الحرارة وفي الغالب سببها أن هذا الردم من مخلفات الترع والمصارف والمواد العضوية بها بكتيريا طاردة للحرارة وارتفاع درجة حرارة التربة يعتمد علي كمية المواد العضوية الموجودة في باطن التربة ولذلك ننصح الأفراد باستخدام ردم عادي والبعد عن المخلفات العضوية ولابد من عزل الأساسات عن الردم وجميع المكونات المدفونة تحت سطح الأرض لأن لها تأثيرا ضار بما تحتويه من أملاح وشوائب ومواد عضوية تولد غازات وإنباعاثات سيئة تجعل احتمال تكرار هذه الظاهرة أمرا جائزا. ** ويشير الدكتور عبدالمنعم توفيق عبدالحميد الأستاذ المتفرغ بقسم الجيولوجيا جامعة طنطا وأحد أعضاء اللجنة.. إلي أن وجود المواد العضوية وما تحمل من بكتيريا موجودة في الحفر المبدئي للردم تجعلنا نرجح أن هناك تفاعلات للتربة نتيجة تغذية هذه البكتيريا أدت إلي تفاعلات كيميائية طاردة للحرارة وينتج عنها سخونة المباني وارتفاع درجة حرارتها حيث تنتقل من التربة إلي الأساسات. وأشار إلي أن هذه الواقعة ممكن أن تتكرر خاصة إذا استمر الأهالي في الريف في استخدام المخلفات العضوية كردم لذلك ننصح بأن يكون الردم من التربة الطبيعية حتي لاتؤثر بالسلب علي المبني.