أعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن طائرات فرنسية بدأت في منع هجمات قوات العقيد معمر القذافى على مدينة بنغازى. وكان مصدر هولندى مشارك في قمة باريس قد أعلن أن طائرات فرنسية وبريطانية وكندية ستقوم بالضربات الجوية الأولى على ليبيا. يذكر أن مصدر عسكرى فرنسى كان قد ذكر في وقت سابق أن طائرات رافال فرنسية تقوم منذ ساعات بمهام استطلاعية فوق الاراضى الليبية، دون أن تواجه أية صعوبات وأو معوقات في مهامها. وأشار ساركوزى في إعلان له في ختام قمة باريس لدعم الشعب الليبى، الى أن القادة المشاركين في القمة اتفقوا على استخدام كافة الوسائل خاصة العسكرية لفرض احترام قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1973 الذي يقضى بوقف إطلاق النار ووقف أعمال العنف ضد السكان المدنيين في ليبيا. وقال ساركوزى إن فرنسا وأمريكا وبريطانيا ومعهم شركائهم العرب، أصدروا أمس انذارا اخير للقذافى لكنه استخف به، وواصل قصف المدنيين، وبالتالى فإن عليه أن يتحمل مسئولية أفعاله. وأضاف ساركوزى أن القوات الدولية ستتدخل في ليبيا في إطار تفويض من مجلس الأمن الدولى وبدعم من الشركاء العرب لحماية الشعب الليبى من جنون نظامه الذي فقد كل شرعية، وبالتالى يتعين مساعدة الشعب الليبى على تحديد مصيره بنفسه، مشددا على أن المعركة هي معركة الشعب الليبى. وأشار ساركوزى إلى أن باب الدبلوماسية سيعود من جديد عندما تتوقف أعمال العنف ضد المدنيين من جانب قوات القذافى، وعلى كل جانب أن يتحمل مسئوليته وأشار ساركوزى في كلمته في ختام قمة باريس، إلى أن الشعوب العربية اختارت أن تتحرر من العبودية التي شعروا بهم حبسوا فيها لفترة طويلة. وقال ساركوزى إن الثورات في العالم العربى ولدت أمل هائل في قلب كل هؤلاء الذين يتشاركون في قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن هذه الثورات ليست بلا مخاطر، مؤكدا أن تحديد مستقبل الشعوب العربية يرجع إليهم هم وسط صعوبات ومحن من كل الأشكال يواجهونها، وبالتالى فغن الشعوب العربية في حالة إلى مساعدتنا ودعمنا، وهذا واجبنا. وأشار ساركوزى إلى انه في ليبيا قام شعب متحضر ومسالم بالمطالبة بتحديد مصيره بنفسه، إلا انه يواجه خطر الموت، وعلينا أن نستجيب للنداء الذي أطلقه ، مع التأكيد على أن مستقبل ليبيا يحدده الليبيون ولا نريد أن نقرر نحن مكانهم، كما أن المعارك التي يخوضونها من اجل حريتهم هي معاركهم، وإذا كنا نتدخل فليس من أن نفرض عليهم شأن وإنما نتدخل باسم الضمير العالمي الذي لا يمكن أن يتسامح مع الجريمة التي يتعرض لها الشعب الليبى. وقال ساركوزى أن القذافى لا يزال في إمكانه أن يتجنب ما هو أسوأ بأن يمتثل بدون أى تأخير وبدون تحفظ لكافة مطالب المجتمع الدولى. وصل الى قصر الاليزية بفرنسا الوفود المشاركة فى قمة باريس لبحث حظر الطيران المفروض على ليبيا.تسارعت التحركات الدولية إزاء ليبيا عقب قرار مجلس الأمن رقم1973بفرض منطقة حظر طيران فوق المجال الجوي الليبي, والسماح باتخاذ عمل عسكري لتنفيذ الحظر, مع استبعاد أي احتلال بري من جانب قوات أجنبية لليبيا ,وفي هذا السياق, أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان عن توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف محددة في ليبيا خلال ساعات, بمشاركة قوات فرنسية, وأعربت إيطاليا عن استعدادها لجعل قواعدها العسكرية متاحة لفرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا. وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في خطاب للبرلمان إن بلاده علي وشك البدء في تحريك طائرات مقاتلة الي قواعد يمكن أن تنطلق منها للمشاركة في فرض حظر جوي علي ليبيا.وقال كاميرون إن بريطانيا ستنشر طائرات تورنادو وتايفون وأيضا طائرات تزويد بالوقود في الجو وطائرات مراقبة. وقالت النرويج والدنمارك إنهما مستعدتان للمساهمة في عملية فرض حظر الطيران فوق ليبيا. وأعلنت مصادر حلف شمال الأطلسي ناتو أن الحلف عن عقد جلسة طارئة في بروكسل لبحث تداعيات القرار بالإضافة إلي التخطيط لكافة الاحتمالات. وفي الوقت الذي دعت فيه إيطاليا لقمة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية, تعتزم باريس اليوم استضافة قمة دولية بمشاركة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الغربية والاتحاد الأوروبي وعدد من دول الخليج والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية. وأعلن قصر الإليزيه, أن الرئيس الفرنبسي نيكولا ساركوزي التقي أمس الشيخ حمد بن خليفة آل ثان وتباحثا تنفيذ القرار.1973 كما أكد بيان للبيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأمريكي أوباما اتصل هاتفيا بساركوزي وكاميرون واتفق معهما علي تنسيق الخطوات المقبلة بصورة وثيقة ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لضمان تطبيق القرار. وعلي الصعيد العربي, رحبت قطر بقرار مجلس الأمن الدولي. وقال مصدر مسئول إن دولة قطر واستنادا إلي قرار مجلس الأمن قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا. ومن جانبه, أوضح عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية أن قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن ليبيا يهدف الي حماية المدنيين ولا يؤيد اي غزو وطلب من كل الاطراف عدم الذهاب الي بعيد وقال لرويترز الهدف هو حماية المدنيين ليس الغزو او الاحتلال. القرار واضح في هذه النقطة. وفي رد فعل سريع من جانب ليبيا, اعلنت الحكومة الليبية وقفا فوريا لاطلاق النار في قتالها الحالي ضد المتمردين, وذلك وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية. وقال وزير الخارجية الليبي موسي كوسة ان ليبيا أعلنت وقفا فوريا لكل العمليات العسكرية لحماية المدنيين والاذعان للقرار الذي أصدرته الاممالمتحدة. ومن جانبه, قال خالد كعيم الكاتب العام بالجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزارة الخارجية في ليبيا, إننا نشكر الدول الخمس التي إمتنعت عن التصويت..مشيرا إلي أن طرابلس كانت علي إتصال قبل أن يصدر القرار مع بعض الدول, وأبلغتها بأن الجماهيرية الليبية سوف ترحب بأي قرار يصدر عن مجلس الأمن رغم تحفظها علي النص الذي كان مطروحا علي المجلس. ونقل تليفزيون العربية عن سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي قوله إن ليبيا لا تخاف من قرار مجلس الامن. فيما حذرت وزارة الدفاع الليبية برد سريع حتي خارج الحدود الليبية علي اي تدخل عسكري ضد ليبيا. وفي بنغازي علي الجانب الآخر, أظهرت لقطات تليفزيونية مباشرة من المدينة الواقعة بشرق ليبيا آلاف المحتجين وهم يهتفون ويطلقون الألعاب النارية فجر الجمعة إحتفالا بقرار اصدره مجلس الأمن الدولي يفرض حظرا جويا فوق ليبيا. وعرضت الفضائيات بثا حيا ظهر فيه الآلاف وهم يبتهجون بإطلاق الرصاص والألعاب النارية في الهواء ويلوحون بالعلم الليبي الذي يعود الي العهد الملكي. وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15 صوتوا أمس الأول لصالح قرار الحظر الجوي بتأييد عشرة أعضاء فيما لم يرفضه أحد, وامتنعت خمس دول عن التصويت هي الصين والبرازيل والهند وألمانيا وروسيا, فيما صوتت الدول الثلاث دائمة العضوية الأخري في المجلس الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا لصالح القرار. كما طالب المجلس كذلك بوقف فوري لإطلاق النار, وهو ما يمكن أن يسمح معه, إلي جانب منطقة حظر الطيران, بعمليات قصف جوي لحماية المدنيين أمام قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. ويذكر أن السماح باستخدام كافة السبل الممكنة لتنفيذ القرار ينطوي علي القيام بإجراء منفرد من جانب دول أو بالتنسيق مع منظمات لتنفيذ منطقة حظر الطيران.