عبود الزمر او الشيخ كما يسمونه اظنه لغزا كبيرا يصعب علي الجميع حل ألغازه, واشبههه ببئر عميقة, وأصفه بثمرة ناضجة لا يعرف طعمها. لان اول ظهور له ومعرفتي به كان بعد اغتيال الرئيس انور السادات في حادثة المنصة الشهيرة, وتجمع وقتها في ذاكرتي صورة الإرهابي السفاح الذي قتل احد زعاماتنا في يوم ينتظره الملايين. للاحتفال بعيد النصر, واذا كان البعض يتفق او يختلف معه في اختياره درب حياته واتجاهه الي جماعة الجهاد التي تناضل من اجل اعلاء الحق الذي كان غالبا لا يتم الا بسفك الدماء. الشيخ عبود كان ضابطا لامعا في القوات المسلحة, لم يعجبه فكر الرئيس السادات, ولا افعاله, واختلف معه مثل الكثيرين, ولكن باي حق يحل دم هذا الرجل؟ هل برأي اهل الحل والعقد والعلم كما يزعم بانهم احلوا دمه؟ هل الاجتهاد يلغي الكتاب و السنة ام هو يكمل لهما, اذا لم يكن هناك نص صريح فيهما او اي منهما, لست هنا بصدد هل هو علي حق ام علي باطل, ولكنني هنا امام فكر طل علينا من جديد, هل هي نفس الافكار التي ورثها عن جماعة الجهاد, ام انها تغيرت؟ واذا تغيرت فهل هي للافضل ام اننا امام متاهات وغيابات لا يعلمها الا الله؟!!. ماذا يحدث لو ان الحزب الذي سوف ينشئه عبود الزمر وشركاؤه حصل علي الاغلبية البرلمانية؟ هل من حقه الترشح لرئاسة الجمهورية مستقبلا ام من حقه تشكيل الحكومة كحزب اغلبية في البلاد الديمقراطية؟! انني لست مع السباق المحموم والحضور الاعلامي المبالغ فيه لاستقبال عبود الزمر او الشيخ فهناك علامات استفهام كثيرة ربما نجد اجابات لها مستقبلا!! عفوا ايها الشيخ! انا لست معك او ضدك, ولكنني اخشي من افكارك ولا استسيغ طعمك!!