أدت أحداث ثورة25 يناير إلي عدم قدرتي علي الذهاب للجريدة لأيام عديدة كنت أتابع فيها محطات التليفزيون. كانت المفاجأة المدوية أن هؤلاء الثوار من الشباب الذين كنت أشعر بالأسي عليهم لاعتقادي أنهم لا يقرأون أو يفكرون إلا في أشياء غير مهمة, اكتشفت أنهم يعرفون كل شيء, وأن معلوماتهم السياسية أكثر مما كان يتوقع أي أحد. ونتيجة لهذه الثورة, وقع أهل الفن في محنة شديدة.. كانت الأمور كلها تتجه لأصحاب السلطة, بينما كانت الناس تغلي وهي تتهامس وكان استغلال نجوم الفن وانقياد كثير منهم راجعا للتخلف الثقافي الذي عشنا فيه سنوات عديدة. ولذلك نتمني علي رئيس الجمهورية المقبل ووزير ثقافته, أن يكون اهتمامهما بالفن جزءا من سياسة الحكومة لأن الفن الراقي يصنع شعبا راقيا.. يحترم تقاليده وعاداته.. تتشكل لغته بالألفاظ المحترمة وليس ما كنا نسمعه في الأفلام لقد سقطت أفلام كثيرة من احترام الناس بسبب لغة الحوار. وكثير من البلاد الشقيقة كانت ترفض عرض هذه الأفلام. أما الانهيار الأكبر فكان من استسهال المنتجين للإنتاج عبر قنوات فضائية معينة لملء ساعات اليوم بأي أفلام.. وضاع المنتجون المحترمون المصريين الذين كانوا يعرفون قيمة السينما الراقية. أما أجمل ما يقال هذه الأيام فهو جزء من حلقات الشيخ الشعراوي عن الثائر الحقيقي.. فهو الذي يسقط الظلم ثم يهدأ لرد المظالم وتحقيق المجد.. ثم عندما يرد المظالم يضع عينيه علي المظلوم والظالم.. وهكذا تتحقق العدالة. وقد عاد عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين وأم كلثوم وعبدالوهاب ووردة بأغانيهم التي كأنها كتبت هذه الأيام.. كما عاد الشيخ الشعراوي. ونقول للثوار ليس الأحياء فقط هم من يؤيدونكم.. لكن وبكل تأكيد فإن الأموات معكم. نتمني علي وزير الثقافة د.عماد أبوغازي أن يعلي من شأن الفن الذي ضاع.