اجمل ما فى ثورة 25 يناير المجيدة انها اسقطت الاقنعة وكشفت الستار عن وجوه كنا نعدها من الشرفاء المخلصين كانوا يرتدون ثياب العفة و الفضيلة فاذا بنا نكتشف اننا امام الرائع القدير زكى رستم فى احد اهم كلاسيكيات السينما المصرية " رصيف نمرة 5" حين استطاع ان يخدع كل من حوله بانه رجل الخير و المروءة والشهامة ثم اكتشفنا انه زعيم عصابة محترف . من كان يتصور ان رجال البر والتقوى الذين ملآوا الدنيا ضجيجا وصخبا عن اعمالهم الخيرية ومؤسساتهم الراعية التى تمد يد العون وتقضى حوائج البسطاء والمطحونين من ابناء هذا الشعب المسكين و تنظيم رحلات الحج والعمرة المجانية لغير القادرين .. كانوا نصابين وأفاقين ويتاجرون بآلام واحلام الشعب المصرى المغترب فى بلده ونهبوا خيراته واستحلوا دمائه هل كانوا شياطين الى هذه الدرجة من الفساد والافساد؟ فى اقل من شهرين من التنحى اصبحنا نسمع ونقرأ كل يوم عشرات الحكايات والروايات عن النجوم التى هوت كأننا نشاهد افلاما خيالية او حواديت الف ليلة وليلة والشاطر حسن غير مصدقين ان كل هؤلاء اللصوص والمحتالين كانوا يعيشون بينا ويعيثون فى الارض فسادا من حولنا حتى ان احدهم كان يقف شامخا تحت قبة البرلمان يصرخ باعلى صوته فى حركة تمثيلية بديعة مرتديا ثوب البطولة والدفاع عن الغلابة والمهمشين وسكان العشوائيات وعزب الصفيح " ان الفساد فى مصر وصل للركب "وبعد سقوط الاقنعة اكتشفنا انه من اعظم اباطرة الفساد وغارقا فيه حتى اذنيه . وهناك نوع لا يقل عنهم موهبة ومقدرة على اداء الادوار بمنتهى الجدارة والاستحقاق وهم بعض الوزراء والمحافظين الذين كانت سمعتهم فوق مستوي اى شبهات وكانوا المخدعون والواهمون من ابناء دوائرهم ومحافظاتهم يقسمون بحياتهم و يرفعونهم على الاعناق بل وصلت درجة العشق والاعجاب بهم الى ترشيحهم لرئاسة الجمهورية لكن يشاء السميع العليم ان يكشف الاعيبهم وتمثيلهم فى الوقت المناسب قبل ان ننخدع ثلاثون سنة اخرى . السؤال الآن في الشارع المصرى بمختلف فئاته واعماره وثقافاته وفى كل البيوت والنوادى والمقاهى حتى فى المواصلات العامة .. هل السحون المصرية على امتدادها من شرق البلاد وغربها سوف تستوعب هذا العدد الهائل الذى يعلن عنه كل يوم والذين يتساقطون مثل اوراق الشجر فى موسم الخريف؟ حكمة يونانية: "اذا استطعت ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت .. فلن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت "