أحمد محمد إدريس شاب إسكندراني( جدع) خرج يوم الجمعة 28 يناير لاحضار شقيقته من الكلية بعد ادائها الامتحان, خرج خوفا علي أخته من المظاهرات, لكنه عاد برصاصة في رأسه. وشظايا عديدة في انحاء متفرقة من جسده والآن يرقد أحمد في منزله بلا حراك, مهددا بالشلل التام, أما والداه فقد أصبحا مهددين بالحبس بعد أن اضطرا للاستدانة والتوقيع علي ايصالات أمانة, حتي يتمكنا من علاجه, ومع ذلك مازالا عاجزين عن مواصلة رحلة العلاج. الحاجة صفية أم أحمد تروي القصة من بدايتها فتقول انها في حوالي الساعة الثانية ظهر يوم الجمعة 28 يناير طلبت من ابنها(22 سنة حاصل علي بكالوريوس تجارة ولا يعمل) الخروج لاحضار شقيقته من جامعة الإسكندرية بكلية التجارة لأنها تؤدي امتحان الفرقة الرابعة خوفا عليها من المظاهرات التي تجوب الإسكندرية ومنطقة الشاطبي. وخرج أحمد من بيته بمنطقة الهانوفيل واستقل الميكروباص ووصل إلي ميدان المنشية وفوز نزوله وعلي بعد مائة متر منه شاهد المظاهرات بالميدان فأخذ يبحث عن وسيلة مواصلات تنقله إلي الجامعة بالشاطبي إلا أن رصاصة مطاطية غادرة اصابته في رأسه ولتستقر بالمخ فضلا عن شظايا عديدة باليد والرجل ليسقط علي الأرض في الحال وتم نقله إلي مستشفي كرموز حيث دخل العناية المركزة وجاء التقرير الطبي ليؤكد اصابته بالرأس نتيجة مقذوف ناري وأجسام غريبة متعددة بالوجه واليد اليمني والكاحل الأيسر وصدمة نزفية وتم تحويله إلي مستشفي جمال عبدالناصر قسم جراحة المخ والأعصاب لاستكمال العلاج إلا أن المستشفي رفضت قبوله لعدم وجود أسرة بها وتكرر الأمر ذاته في المستشفي الميري الجامعي بوسط المدينة. وتواصل الأم قائلة: لم نجد أمامنا أنا ووالده والجيران سوي الذهاب به إلي مستشفي خاص لإنقاذه من الموت بعد دخوله في حالة غيبوبة كاملة وتوجهنا بالفعل إلي مستشفي مبرة العصافرة وتم إجراء عملية جراحية له واستخراج الطلق الناري من المخ وبلغت تكاليف العملية وحدها8 آلاف جنيه, أما مصاريف العلاج حتي خروجه من المستشفي فبلغت8 آلاف جنيه أخري. وتقول الأم في حزن شديد: لم يكن أمامنا أنا ووالده وهو عامل بسيط بالغزل والنسيج سوي التوقيع علي ايصالات أمانة للحصول علي المبلغ المطلوب للعلاج والمستشفي وشراء أدوية المخ والأعصاب لإنقاذ ابني ولا ندري كيف سنسدد هذا المبلغ. وتضيف قائلة بدموعها أن كل ما تطلبه هو الوقوف بجانبها حتي تتمكن من علاج ابنها, إذ أن الأسرة عاجزة عن توفير ثلاثمائة جنيه شهريا للأدوية, فضلا عن خمسين جنيها كل يومين تكلفة العلاج الطبيعي لليد والرجل, أما أحمد نفسه فقد أصبح يرقد طريح الفراش بلا حراك يواجه شبح الشلل التام!