احتشد الآلاف من المتظاهرين أمس في ميدان التحرير رافعين شعارات منددة بأحداث الفتنة الطائفية, وباليد الخفية التي تعبث بأمن ووحدة مصر. وردد المتظاهرون من المسلمين والمسيحيين وأياديهم متشابكة: مسلم.. مسيحي.. إيد واحدة, مؤكدين أن من تسبب في تلك الفتنة هم أذيال وفلول النظام الفاسد الذي أسقطته الثورة. وأشاروا إلي ضلوع جهاز أمن الدولة الذي طالبوا بحله منذ الجمعة قبل الماضية في إثارة الفتن من خلال إطلاق الشائعات. وهو ما سموه الثورة المضادة. كما تعالت أصوات المتظاهرين بعد أدائهم صلاة الجمعة بشعارات الشعب يريد الوحدة الوطنية, وعاش الهلال مع الصليب, ووطن واحد.. شعب واحد. وأكد المتظاهرون أن هناك من يسعي إلي لفت الانتباه عن المطالب الحقيقية للثورة مثل تغيير الدستور, ومحاكمة جميع رؤوس الفساد بصورة عاجلة, خاصة أن هناك بعضهم يتمتع بكامل حريته وربما يكون متورطا في إحداث الثورة المضادة التي تسعي إلي إشاعة الفوضي وتأجير البلطجية وإثارة الفتن التي تهدد الوحدة الوطنية. هذا ما أكدته اللافتات العريضة التي تم تعليقها بوسط الميدان, حيث أشارت إلي أن تعديل دستور مبارك يعني استمرار نظامه, وأن إعلانا دستوريا جديدا يعني نجاح الثورة. وكان الشعار الثاني الذي يؤكد هذا المعني أن دستور مبارك سقط بقيام الثورة, وتعديله باطل. وطالب المتظاهرون بمحاكمة من ساهم في تحريك هذه الفتنة بدءا من إثارة الشائعات, وصولا إلي من اعتدي بيده الظالمة علي الأبرياء, حتي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه هدم ركائز الوطن, أو إجهاض الثورة التي قام بها الشعب كله من المسلمين والمسيحيين. وأعلن ائتلاف ثورة25 يناير أنهم سوف يقومون بإخلاء الميدان بعد12 ساعة من بداية المظاهرات, وطالبوا الجيش باتخاذ الإجراءات مهما تكن درجة شدتها في سبيل إخلاء الميدان بهدف عودة الحياة إلي طبيعتها وعدم إعاقة الطرق. كما أكدت خطبة الجمعة أن هناك أيادي تعبث بأمن الوطن وتسرق من الشعب نجاح الثورة بإشعال الفتنة الطائفية. وقال خطيب الجمعة: إننا علي وعي كامل بما يجري, واننا جميعا سنقف يدا واحدة لإعلاء اسم مصر عاليا. كما جدد المطالب بضرورة إقالة المحافظين, وحل المجالس المحلية لأنهم من فلول النظام السابق, وحل الحزب الوطني وعودة مقاره إلي الوطن. وناشد المتظاهرون إخوانهم من المصريين بالتوقف عن المطالب الفئوية لكي تستمر عجلة الانتاج, والعمل علي النهوض بالاقتصاد المصري. وارتفعت اللافتات العديدة حاملة شعارات الوحدة, وكان من أهمها مسلم+ مسيحي= مصر.