عاشت بلدان قارة امريكا اللاتينية سنوات من الحكم الديكتاتوري الشمولي لحقب طويلة انتهت مع منتصف تسعينيات القرن الماضي,وكانت سينماتها أثناء هذا الحكم الشمولي موجهة وفقيرة ولاتستطيع ان تعبر عما تريد..وبسقوط هذه الانظمة وقدوم الانظمة الجديدة التي وجدت اهمية دور السينما كفن وصناعة فدعمته بجزء من ميزانية الدولة, وشجعت من جانب اخر المستثمرين علي المشاركة في الدعم ومن يساهم فينال الكثير من الامتيازات ومنها إعفاءه من دفع جزء كبير من ضرائب مؤسسته. منذ صدور هذا القرار في القارة اللاتينية ظهرت افلاما عبرت عن تاريخها بكل صدق وامانة علي ايدي مخرجين شباب استطاعوا ان يقدمو سينما جديدة مزجو فيها بين الرؤية التشكيلية في الصورة والرمزية والتسجيلية ليخلقوا سمة مميزة لافلام قارتهم..بهذه الرؤية استطاعو ان يدخلوا مضمار المنافسة في المهرجانات الدولية الكبيرة مثل برلين وكان وفينسيا وسان سبستيان وحصد كبري الجوائز ان لم تكن الجوائز الاولي; مثل فيلم حليب الاسيمن بيرو لمخرجته الشابة كلوديا ليوسا التي قدمت مأساة شابة تبحث عن والديها اللذان فقدتهما وهي طفلة بسبب النظام الديكتاتوري الحاكم;وفاز هذا الفيلم بجائزة الدب الذهبي في الدورة التاسعة والخمسون لمهرجان برلين عام..2009 في حين جاءت المكسيك بفيلم الجائزةفي ذات المهرجان بالدورة الواحدة والستون التي انتهت فعالياتها في العشرين من فبراير الماضي,لتقدم مأساة طفلة تعيش في الحقبة الشمولية التي جعلتها تكبت احلامها,وزرعت بداخلها الخوف من الحديث وإبداء الراي خوفا من السلطات والتعذيب لتصور لنا المخرجة باولا ماركوفيتش برؤية اعتمدت علي اظهار التفاصيل خاصة الكامنة في وجه الفتاة وبكاميرا مالت حركتها إلي الطبيعية مدي معاناة الاطفال الذين اصبحوا شبابا يحمل بعض العقد والامراض النفسية بسبب التربية والتنشئة في ظل هذا النظام;وربما يحمل الفنية خبرة المخرجة في معايشة هذا الموقف في حياتها..لان رؤيتها كانت صادقة لطبيعية المشاعر وتلقائيتها التي اثرت في كثير من الحضور;وكان المخرجة اندمجت في ذاكرة الماضي باحساسها وانفعالاتها التي وصلت كما احستها هي;واستحقت عنها جائزتي الدب الفضي عن الانتاج والتصوير. رغم اقتناص افلام القارة اللاتينية للجوائز الكبري في المهرجانات العالمية وتثبيت مكانتها واشتهار مخرجيها عالميا,يبقي الاشادة بان انتاجهم للافلام لا يصل للارقام الفلكية كما في افلامنا,ولكن ادراك السينمائيون لادواتهم جعلهم يصنعون افلاما تعتمد علي الرؤية الفنية في المقام الاول لتعويض إنخفاض الميزانية الإنتاجية.