نفي رئيس المجلس الوطني الانتقالي ووزير العدل الليبي السابق مصطفي عبد الجليل وجود أية مفاوضات مباشرة مع الزعيم الليبي معمر القذافي. وذلك ردا علي ما أعلنه مصطفي غرياني المسئول الإعلامي بالمجلس عن تلقي المجلس اتصالا من ممثل عن القذافي يطلب التفاوض بشأن خروجه,وأنه يمكن أن يتنحي مقابل ضمانات بخصوص مستقبله. وأكد عبد الجليل تقديره للجهود التي يبذلها الناشطون الحقوقيون في البلاد لوقف إراقة الدماء في ليبيا ولكن في الوقت الراهن لا توجد أي فرصة لاستمرار حكم القذافي لليبيا بعد الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب. وأضاف رئيس المجلس الوطني الانتقالي أن الشعب الليبي قد يتنازل عن ملاحقة معمر القذافي جنائيا إذا تنحي عن الحكم, مشيرا إلي أن المجلس الانتقالي يبذل جهودا مكثفة ويجري اتصالات مع مسئولي أمريكا وأوروبا لبحث آخر مستجدات الموقف علي الساحة الليبية, مطالب الدول والمنظمات بالاعتراف بالمجلس الانتقالي. يأتي هذا في الوقت الذي نفي فيه مسئول بوزارة الخارجية الليبية تقديم طرابلس أي عرض من هذا النوع وأضاف إن التقارير الاعلامية عن مثل هذا الاتفاق هي محض هراء. وفي مؤتمر صحفي بطرابلس, أعلن وزير الخارجية الليبي موسي كوسا أن ليبيا في انتظار لجنة تقصي الحقائق التي طلبت إرسالها للوقوف علي الأحداث الحالية في حقيقتها وليس كما زورتها وسائل الإعلام المعادية. وقال كوسا إننا طلبنا هذه اللجنة منذ اليوم الأول, ولكن للأسف إلي حد الآن هناك تقاعس من مجلس الأمن الذي يبدو أن لديه أجندة في هذا الشأن وهو ما يؤكد بأن هناك فعلا مؤامرة كبيرة جدا لغزو ليبيا. وأضاف أن هذه المؤامرة قد اتضحت الآن بعد أن بدأت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاتصال مع العصابات الإرهابية في بنغازي.وأوضح أنهناك مؤامرة لتقسيم ليبيا, وان الإنجليز بدأوا يحنون إلي تاريخهم الاستعماري في منطقة برقة. وأردف انه يبدو أن هناك أجندة ومؤامرة واضحة ضد ليبيا لتقسيمها وتظهر هذه المؤامرة من خلال اتصالات بريطانيا وفرنسا وأمريكا مع المجموعة المنشقة والعناصر الخارجة علي القانون في بنغازي بشرق ليبيا. وميدانيا, ذكرت تقارير إخبارية أن طائرات عسكرية شنت غارات جوية علي مواقع للثوار شرقي مدينة رأس لانوف الليبية, فيما وقع قصف جديد بنيران المدفعية علي الزاوية وسط حصار للمدينة الواقعة بغرب ليبيا من جانب قوات القذافي. وقال مراسل لرويترز إن قوات موالية للزعيم معمر القذافي شنت أربع ضربات جوية علي الأقل علي مناطق داخل وحول بلدة راس لانوف في شرق ليبيا أمس وأصابت إحداها منطقة سكنية. وعلي صعيد الجهود الدولية إزاء الأوضاع المتفاقمة في ليبيا, تبنت بريطانيا وفرنسا جهودا في الاممالمتحدة تهدف الي فرض حظر طيران فوق ليبيا بعد أن هاجمت طائرات حربية تابعة للزعيم الليبي معمر القذافي المحتجين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس الأول إن لندن تعمل عن كثب مع شركائها بشأن عناصر قرار لفرض منطقة حظر جوي مع توضيح الحاجة لدعم اقليمي والذي سيساعد علي استصدار مثل هذا القرار ويوفر قاعدة قانونية ملائمة. وذكر مصدر فرنسي أن فرنسا تعمل أيضا مع شركائها في الاممالمتحدة لاصدار قرار بحظر الطيران فوق ليبيا. وصرح وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الموجود في أفغانستان بأن أي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا ينبغي أن يحظي بتأييد دولي. وقال البيت الابيض إن كل الخيارات مطروحة علي الطاولة ومن بينها تسليح المعارضة الليبية. وقال بعض المسئولين الأمريكيين- في سياق مقابل- انه سيكون من الصعب الحصول علي موافقة في مجلس الامن علي اقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا لأن روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض قد ترفضان ذلك. وعلي الصعيد العربي, أعلنت جامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب بعد غد الجمعة. وقال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام بجامعة الدول العربية إن هذا الاجتماع يأتي بناء علي طلب من بعض الدول العربية ومشاورات أجراها الأمين العام للجامعة عمرو موسي لمناقشة الخطوات الواجب اتخاذها عربيا لحماية الشعب الليبي. ودعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية- من جانبه- مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية المدنيين الليبيين بما في ذلك الحظر الجوي علي ليبيا وذلك في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول المجلس, التي عقدت في ابوظبي مساء امس الاول, برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير خارجية الامارات رئيس الدورة الحالية للمجلس, وبمشاركة عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام للمجلس.