زوجات مشايخ الطرق الصوفية يواجهن الفكر المتشدد‏:‏

الصوفيات‏..‏ قادمات‏!‏

جاءت موافقة وزارة التضامن الاجتماعي علي انشاء أول جمعية للنساء الصوفيات‏.‏ واشهار قرار التأسيس بالجريدة الرسمية خلال الأسابيع الماضية لتثير الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الديني والاجتماعي لزوجات مشايخ واتباع الطرق الصوفية في مصر من خلال المرحلة المقبلة‏.‏
كما دفع اعلان السيدة ماجدة عيد زوجة شيخ الطريقة الشهاوية البرهانية ورئيس الجمعية عن أهداف أول جمعية نسائية صوفية‏,‏ والتي يأتي علي رأسها مواجهة الفكر المتشدد ومحاربة التطرف وتنقية الصوفية من الشوائب العالقة بها ونشر الفكر الإسلامي المعتدل بعد انتشار الداعيات السلفيات علي الفضائيات الدينية‏,‏ إلي طرح المزيد من الأسئلة حول سبل تحقيق تلك الأهداف المعلنة‏:‏ ما أسباب صدور هذا القرار تأسيس أول جمعية للنساء الصوفيات في هذا التوقيت‏,‏ والتي تجيب عنها الشيخة ماجدة عيد رئيسة أول جمعية مصرية للنساء الصوفيات في هذا الحوار‏:‏
‏‏ ما هي أهداف الجمعية؟ ولماذا صدرت الموافقة علي تأسيسها في هذا التوقيت؟
‏{‏ تسعي جمعية النساء الصوفيات إلي تنقية الصوفية من الشوائب العالقة بها وخدمة المرأة الصوفية في المجتمع الريفي‏,‏ ومقاومة التيارات الدينية المتشددة‏,‏ والدفاع عن الصوفية في مواجهة الحملة التي تتعرض لها في الفترة الأخيرة‏,‏ وسيكون للجمعية دور في اختيار السيدات الصوفيات المرشحات وفقا لنظام الكوتة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة‏,‏ وذلك من خلال تأسيس فروع للجمعية في جميع المحافظات المصرية التي توجد بها طر ق صوفية تحت اشراف عضوات الجمعية الرئيسيات وهن زوجات مشايخ الطرق الصوفية بالمحافظات المختلفة ومنهن زوجة الشيخ عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية بمدينة السادس من أكتوبر‏,‏ وزوجة الشيخ علاء الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية بحي السيدة زينب وزوجة الشيخ محمد الشرنوبي شيخ الطريقة الشرنوبية بالاسكندرية وزوجة الشيخ الحسيني أبو الحسن شيخ الطريقة الجوهرية بالدقهلية‏,‏ بالإضافة إلي بناتهن‏.‏
كما ستعمل الجمعية علي محو الأمية الدينية للنساء عموما‏,‏ ولهذا فإن هذه الجمعية النسائية تعمل علي وحدة البيت الصوفي لمواجهة هذه التيارات والمساهمة في بناء المجتمع‏.‏
‏‏ وما هي آلية تنفيذ الأهداف؟
‏{‏ نحن نرتكز علي القاعدة الصوفية المنتشرة والمتعمقة داخل المجتمع المصري‏,‏ فالصوفيون منتشرون في كل مدينة وحارة وقرية ونجع في مصر‏,‏ فلا تخلو منطقة في مصر من شيخ صوفي أو مريدين له‏,‏ نحن نحاول أن ننزل إلي هؤلاء ونستغل هذه القاعدة الكامنة ونجرفها نحو التيار المعتدل بدلا من أن تنجرف نحو تيار العنف والتشدد‏,‏ بعد أن عانينا كثيرا من الارهاب‏.‏
وذلك بأن يصل عدد أعضائها إلي مليون سيدة صوفية في جميع المحافظات والقري والنجوع‏,‏ للمساعدة في نشر التربية الدينية الصحيحة للنشء الصغير من الصوفيات خصوصا بعد انتشار مظاهر ارتداء النقاب والارتماء في أحضان فتاوي الفضائيات‏,‏ وانشاء موقع اليكتروني خاص بالجمعية لربط السيدات الصوفيات في مختلف محافظات الجمهورية‏,‏ والعالم‏,‏ وكذلك دعم العمل الخيري التكافلي في المجتمع المصري و مساعدة الفقراء والمحتاجين وترسيخ فكرة العطاء التي يقوم عليها التصوف‏,‏ وتعليم الفتيات من الأسر الصوفية المنتشرة في ربوع مصر من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب‏,‏ خاصة أن لنساء الصوفية في مصر دورا كبيرا في الخدمات الاجتماعية و لكنه دور مجهول‏,‏ وإنشاء الجمعية ليس بهدف الدخول في صراع مع أحد‏,‏لاننا لسنا في صراع لأننا كلنا مسلمون موحدون لله‏,‏ مرجعيتنا هي القرآن والسنة لكن بعضنا ينجرف إلي تيار متشدد‏,‏ وبعضنا الآخر يتجه إلي تيار وسطي‏,‏ والصوفية تيار وسطي متجذر في المجتمع المصري منذ‏008‏ عام‏,‏ ولم نعتنق فكرا متشددا يوما واحدا‏.‏
‏‏ ولكن قانون المجلس الأعلي للطرق الصوفية يمنع أن تكون المرأة عضوا فيه‏,‏ ولا يقر بدور للمرأة الصوفية؟
‏{‏ أنا لا أري ذلك فكون المرأة الصوفية ليست عضوا لا يعني هذا أنها ليت صوفية وتخدم الدعوة الصوفية‏,‏ والبيت الصوفي يد ر ك ويؤمن بأهمية د ور المرأة في مجتمعها بدليل انضمام‏51‏ ز وجة شيخ طر يقة خلال الأسبوع الاول من اشهار الجمعية‏,‏ والمرأة الصوفية لها دور عبر التاريخ لكن كانت في الظل تعمل مع زوجها وفي نفس الوقت مؤمنة بعملها وبدورها الايجابي‏,‏ الآن حان دورنا في النزول إلي الشارع‏,‏ فالطريقة لها شيخ و له مريدون منتسبون بدر جات انتساب متفاوتة‏,‏ وهؤلاء المريدون ينتشرون في أنحاء البلاد وفي كل بلد يكونون معروفين بطريقتهم وبشيخهم واستمارات عضويتهم‏,‏ ونحن نسعي لاستغلال هذه القاعدة في تحقيق أهداف دينية وتنموية تنهض بالمجتمع وتصحح الفكر والمسار والمنهج الصوفي‏.‏