البحيرة من أحمد جرامون لعل هذا الشاب احس ورأي الحال المتدني الذي وصل اليه قطاع الصحة والمستشفيات في محافظة البحيرة من اهمال وفوضي وتدن في الخدمات الطبية المقدمة للمرضي الذين يلاقون عذابا أشد وطأة من عذاب المرض وهو عذاب علاجهم في مهملات مستشفيات البحيرة وعلي رأسها مستشفي دمنهور العام. ونحن علي أعتاب افتتاح جامعة البحيرة وحاجتها الي مستشفي جامعي. ربما قرر هذا الشاب أيضا الذي لم يتجاوز العقد الرابع علاج كل مرضي البحيرة واجراء العمليات العامة والحرجة ولم يكتف بمقر واحد لعيادته بل امتدت خدماته الي القري ومنازل المرضي واجراء العمليات الجراحية الحرجة داخل منازلهم القروية الفقيرة. لن نضيف او نحلل الموقف ولكن سوف نترك افواه المرضي الذين اجري لهم عمليات جراحية تروي المأساة, بداية يقول عوض سالم(43 سنة) مزارع ذهبنا الي قرية الهلالية بالمسير مركز الدلنجات الي الشيخ أحمد بحالة امرأة شابة تعاني من بعض المشاكل الزوجية غيرمعلومة المصدر وعندما وصلنا الي هناك أخبرنا الناس أن الشيخ أحمد يعالج المرضي باجراء العمليات الجراحية ووجدنا هناك عددا هائلا من المرضي وسيارات كثيرة من جميع انحاء الجمهورية وازدحاما شديدا فرجعنا وعدنا اليه في اليوم التالي ومعنا أختي احسان التي تعاني من تضخم في الكبد وفتاق في البطن والتي لاتبارح فراش المرض وصحتها منهكة ودخلت جلسة العمليات والتي غالبا ما تشمل عدد عشرين مريضا تجري لهم عمليات جراحية في وقت واحد كل واحد علي سريرة وهي عبارة عن حجرة مظلمة لايوجد بها إلا الشيخ أحمد فقط. وبعد لحظات بعد تمتمة الشيخ وقراءته بعض الآيات والدعوات والصلوات علي النبي نسمع أصواتا اخري تتحدث هي أقرب الي صوت الأطفال يقومون أولا بجمع مبلغ مائتي جنيه عن كل مريض اجرة العملية ثم نشعر بعد ذلك بمن يتحدث الينا ونحس بألم شديد مكان العملية سواء في البطن او في الرأس والمخ او حتي في الأرجل والأقدام وبعد الجلسة التي لاتستمر أكثر من نصف ساعة خرجنا ولم نشعر بشيء ولا اثر لأي شيء سوي جرح سطحي بسيط مكان العملية ويقول الشاب عثمان إنه كان يعاني من وجود حصوة داخل الكلي فذهب الي الشيخ أحمد الذي أخبره أن الحصوة الموجودة في الكلي صعب اخراجها وأنهم سوف يلجأون الي تفتيت الحصوة وعندما انتهيت من الجلسة وجدت بعض حبات الرمال علي بطني المكان الذي شعرت بوجود ألم فيه وقد اخبرني الشيخ أن هذه الرمال هي أثر تفتيت الحصوة. ويقول الشيخ حلمي دياب مقيم بعزبة السطح مركز أبو حمص أعاني من آلام في البروستاتا وذهبت لعيادات أطباء ومستشفيات كثيرة بالبحيرة وغيرها وأخذت انواعا كثيرة من العلاج والحقن إلا أنني لم أشعر بأي تحسن وعندما يشتد الألم علي المريض فانه يستنجد بأي شيء او وسيلة تريحة من هذه الآلام حتي ولو كان الجن وعندما علمت بوجود الشيخ الذي يسخر الجن في العمليات الحراجية اسرعت إليه عسي ان نجد عنده الشفاء او حتي الراحة من الآلام ودخلت الغرفة الموجود بها الشيخ في أحد بيوت القرية ولحظات فوجئنا بسماع اصوات تكسير زجاج برايز الصور المعلقة بعدها سمعت صو تا يتحدث معي كصوت الأطفال طلب مني رفع يدي في الهواء وبها مبلغ المائتي جنيه اجرة العملية وقال بصوت أسمعه لقد دفع حلمي مائتي جنيه صحيحة ثم شعرت ببعض الآلام في البطن واحسست بأصابع تلمس مكان الألم وبعدها خرجنا وعلي الرغم من أنني شعرت بتحسن إلا أنه لم يدم طويلا ويعود الألم مرة أخري إلا أنني بشكل عام أشعر بتحسن عن حالتي الأولي. وما هي إلا ساعات أو ربما أيام قليلة إلا وقد توافدت علي الشيخ أحمد طلبات كثيرا لزيارة المرضي في القري المجاورة وتجميعهم في منزل أحدهم وأصبح حديث المدينة حتي صعد أئمة المساجد علي المنابر وعقب الصلوات ينصحون الناس وينبهونهم ويذكرونهم بكتاب الله وآياته إلا ان معظم الناس قد سمع كلام الأئمة.