في ثورة الشباب شاهد المصريون تارة صورا تملأ النفس بالعزة والفخر والفرح, وتارة أخري صورا تثير الأسي والألم والقلق. وبين هذه المشاعر المتناقضة كان المصريون المتيمون بحب وطنهم يمسكون أنفساهم خوفا علي هذا الوطن, وكانت وسائل الإعلام . وحسنا فعلت تردد الأناشيد الوطنية التي تتغني بحب مصر, غير أن نشيدا واحدا كان يهزني من الأعماق وهو في نظري يستحق أن يتوج شعارا لوحدة وجدان المصريين من مختلف الطبقات والتيارات علي حب مصر, والقلق علي سلامتها وسط هذه الملحمة الرائعة, ذلك هو نشيد المجموعة اسلمي يامصر, فلقد كانت هذه الجملة الواحدة هي الدعاء الصامت علي لسان كل مصري محب لوطنه, وكانت الدموع تقفز إلي عيني وقلبي يخفق بعنف كلما تعالي صوت جماعة المنشدين في لحن رائع أخاذ لك يامصر السلامة.. وسلاما يابلادي. فسلام لك يا من كتبت هذه الكلمات الرائعة منذ عهد بعيد, وسلام لك يامن وضعت لها ذلك اللحن الدافق بالعشق والعاطفة, ولكأن هذه الكلمات وذلك اللحن هما الرصيد المختزن في أعماق وجدان هذا الشعب العظيم, يتفجر علي لسانه ليردده أبناء مصر كلما ألمت بهم لحظة من القلق علي سلامة الوطن العزيز.والمصريون اليوم مدعوون إلي عدم التخلي عن مشاعر القلق علي سلامة الوطن, وعليهم أن يرددوا كلمات هذا النشيد في كل صباح ومساء في المدارس, والشوارع, والمصانع, والمزارع, والمساجد, أطفالا كانوا أو رجالا ونساء وشيوخا من مختلف الأعمار. لك يا مصر السلامة.. وسلاما يا بلادي. الله الله.. ماأروع هذا الدعاء.. وما أحوجنا في ظله إلي أن نعمل جميعا علي أن نتفاني في العمل علي سلامة هذا الوطن حتي تمر باقي مراحل الصحوة التي تعيش بلادنا أحداثها لنصل بعدها بمصر الخالدة إلي بر السلامة بإذن الله. د. مرسي عرب