عزيزي وائل: أكتب إليك هذه الرسالة من القلب خوفا عليك من خفافيش الظلام, أعلم أنك تعيش الآن نشوة الفرح الكبير, بل إن مصر كلها تعيش هذه الأيام لحظات الانتصار التي طال انتظارها, كلنا نأمل أن تحمل الأيام القادمة الخير والرخاء والاستقرار لجميع أبناء هذا الشعب الذي عاني سنوات طويلة, أتذكر أنني كنت في سنوات الدراسة بالمرحلة الإعدادية في نهاية السبعينيات وشاهدت الرئيس الراحل السادات علي شاشات التلفاز يلقي خطابه التاريخي في الكنيست الإسرائيلي, ثم وهو يبشر في كل خطاباته التي كانت تتجاوز الساعة بالرخاء القادم, ومرت السنون ولم يأت هذا الرخاء إلي أن فوجيء الشعب برحيله في حادث درامي مازالت مشاهده الدموية تتراءي أمامي. وعاش الناس يأملون مجيء سنوات الرخاء في عهد الرئيس مبارك, الذي تولي أمر البلاد في ظروف, دقيقة جدا, وانهالت علينا الخطط الخمسية تلو الخمسية وتزداد معاناة الناس, فلا وظائف والبطالة تخنق الشباب ومضت التسعينيات ثم جاءت الألفية الجديدة, وعشنا في ظل حكومة زعمت الذكاء, انفصلت عن معاناة الناس من الغلاء والبطالة والفساد والظلم والقهر النفسي والبدني, وجاء البركان علي يديك وأخوتك الأبطال.. ما أريد قوله أخي وائل: لقد كنت وقت أن تولي الرئيس شئون البلاد في الصف الثاني الثانوي, ثلاثون عاما مضت ولم تأت سنوات الرخاء التي وعدنا بها, بل إن الرئيس الذي لم أشك يوما في نزاهته ترك الحبل لآخرين أغرقوا السفينة وقهروا الناس, اعلم يا أخي أنك رفعت عنهم ستائر الخوف. من القلب أخاطبك.. خلي بالك من نفسك.. الأشرار يتربصون بك.. لا تأمن لأحد, صدور من كشفت أنت وزملاؤك تغلي كراهية, تحقد, تريد أن تنتقم, أعماها الغل, تري فيك وأخوتك في ميدان التحرير رءوس الفتنة التي فشلوا في دحرها. إن هؤلاء الأشرار يتصورون أنكم السبب في فضيحتهم المدوية وملاحقة النيابة لهم.. لن يهدأ لهم بال, إلا بعد إيقاع الأذي بك أو بأحد من زملائك, انهم يخططون ويمكرون بليل, يريدون اصطيادكم فرادي بعد أن فشلوا في قمع الثورة المجيدة, الغدر شيمتهم.. أرجو أن تأخذ حذرك ولا تأمن لأحد إلا للثقاة لأن الطريق مازال وعرا.. قال تعالي: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين... والسلام أخوك في الوطن