مشهد غير مألوف في الشارع شاهدته ظهر أمس. عشرات المواطنين يلتفون أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة حول4 من ضباط الشرطة وعدد من الأمناء يسألونهم نفس السؤال لماذا اختفيتم من شوارع مصر وأنتم درع الحماية للمواطنين. مهمة رجال الشرطة في هذا المكان كانت ضبط حركة المرور ولكنهم قسموا العمل بينهم..فريق قليل العدد ينظم المرور وفريق أكبر يتحاور لمدة ساعتين علي الاقل لأن الجميع كان يتغير باستمرار برحيل بعض وانضمام آخرين. لم تأتنا أوامر بالانسحاب كما يشاع قال أحد الضياط مؤكدا إن الحمل كان ثقيلا علي رجال الامن بسبب الارهاق ولم يكن أمامهم الا مغادرة المظاهرات خوفا علي حياتهم بعد أن بلغ الغضب الشعبي مداه ودلل الضابط علي موقفه قائلا: أن أجهزة التليفون المحمولة لم تكن تعمل في ذلك اليوم فكيف صدرت الاوامر بالانسحاب؟ وقال الضابط ان رجل الشرطة يعيش حياة صعبة فهو يعمل12 ساعة يوميا بخلاف ساعات الرحلة من البيت للعمل والعكس مما يعطي له10 ساعات فقط يوميا للنوم والأكل ورعاية أسرته. قطع الحوار بائع ممن يفترشون الارض لعرض بضائعهم أمام الشهر العقاري سائلا أحد الضباط: تحب ياباشا أنقل البضاعة بعيدا عن المنطقة قليلا؟ رد الباشا دون ان يدري أن صحفيا إندس بين الواقفين: لماذا تسأل الآن..وهل حدث أن طلبت من أحدكم قبل الثورة التحرك بعيدا عن المنطقة المعروفة بسوق الشهر العقاري؟ ضباط الشرطة المعروفين سلفا بمعاملة افراد الشعب بطرق تفتقر للود كانوا يتحاورون بحميمة شديدة مع المارة ودون كلل أو ملل من تكرار الأسئلة. اندفع أحدهم مخاطبا الشرطة: لماذا حرقتم الاقسام وآخرجتم المساجين لنشر الرعب بين افراد الشعب الآمن؟ وبدأ الضابط بالاجابة ولكن يدا ربتت عليه من الخلف جعلته يصمت ويلتفت ليري طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره السنوات الخمس يريد أن يسلم علي عمو الضابط وابتسم الجميع. وعاد الضابط ليجيب علي السؤال: معظم رجال الشرطة كانوا يشاركون ضمن القوات المخصصة لمواجهة المظاهرات, ولم يكن هناك الا قليل من الضباط داخل الاقسام وربما ذلك كان سبب المشكلة. هل تعتقد أن فسادا داخل جهاز الشرطة كان وراء ماحدث؟ سأل أحد المواطنين وكانت اجابة الضابط: هناك الصالح والفاسد في كل مكان, وكل شيء وارد. في الطريق من ميدان الاسعاف, حيث جرت الحوارات الي الاهرام دعاني ربيع ماسح الاحذية لخدماته مرددا إنه لم يعمل منذ ايام ولديه3 أولاد يحتاجون للطعام. مارأيك فيما يحدث في التحرير؟ سألت ربيع متوقعا معارضته بسبب توقفه عن العمل خلال الايام الماضية ولكن اجابته كانت مختلفة: يابيه خلي الاجيال الجديدة تطلع علي نظافة.