أعربت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية عن سعادتها البالغة بالفرحة التي ارتسمت علي وجوه أطفال محافظة الأقصر بمدارسهم الجديدة وإحساس المعلمين والمديرين بالفخر بالبيئة التربوية الصالحة التي يعملون فيها والإمكانات المتاحة لهم لأداء مهمتهم. وقالت خلال زيارتها أمس لمحافظة الأقصر إن التعليم يستمر مع الإنسان من المهد إلي اللحد وأن علي الفرد أن يعمل دائما علي تطوير نفسه وعدم الخجل من التعلم المستمر مدي الحياة لرفع كفاءته ومهارته ومواكبة تغيرات العصر. وأضافت أنها شاهدت بنات الأقصر في زي الأمن يعملن حارسات لمدارس البنات كمسئولات عن أمن تلميذات المدرسة وهذه مهارة ومهنة جديدة للفتاة الصعيدية أضافتها لها مبادرة تطوير المدارس, موجهة التهنئة لشعب الأقصر العظيم الذي التف حول المبادرة وآمن بها وساندها. وكانت السيدة سوزان مبارك رئيسة جمعية مصر الجديدة قد شاركت أبناء محافظة الاقصر احتفالهم بافتتاح المرحلة الاولي من المبادرة الوطنية لتطوير واصلاح وتأسيس مدارس الاقصر والتي شملت54 مدرسة أصبحت منارات ونقاطا تعليمية مضيئة في مجتمعاتهم. وأعلنت عن بدء المرحلة الثانية والاخيرة من المبادرة وتضم53 مدرسة من كافة مراحل التعليم وكذلك تطوير مدارس الاطفال بمراكز اسنا وارمن تبعد دخولها لنطاق المحافظة, حيث سيبدأ العمل بمجرد الانتهاء من العام الدراسي الحالي.. لافتة الي أنه تم بالفعل تقييم وحصر هذه المدارس واختيار30 مبني في مركز اسنا و10 في أرمنت للتطوير. وتعد هذه الزيارة الأولي للسيدة سوزان مبارك للاقصر بعد تحويلها الي محافظة للوقوف علي الانجازات التي حققتها مبادرة تطوير المدارس وذلك في اطار مبادرة عصرية بناءة ومشاركة مجتمعية فعالة أطلقت من جمعية مصر الجديدة بمحافظة القاهرة ثم الجيزة وامتدت لصعيد مصر لتكون الاقصر اول محافظة في الصعيد تحظي بهذه المبادرة. وأعلنت السيدة سوزان مبارك عن دعمها ومساندتها لمبادرة تطوير مدارس الاقصر بمبلغ مليون جنيه من تبرعات أهل الخير والمؤمنين بأن الارتقاء بالمؤسسة التعليمية هو السبيل الامثل لوضع الاجيال الجديدة علي بداية الطريق الصحيح لتحقيق طموحات المستقبل. وعن تطوير التعليم أكدت السيدة سوزان مبارك أنه التحدي الاكبر الذي يواجهنا لكي نواكب تحديات مايعرف اليوم بعصر المعرفة والعالم تغير بسرعة مذهلة في السنوات العشر الاخيرة فاق كل ماشهده العالم في مائة عام مضت. ودعت الحضور في الاحتفالية التي أقامتها محافظة الاقصر في مقر مكتبة مبارك والتي حملت شعار عبقرية المكان وتنمية الانسان للاعلان عن ان تطوير التعليم هو المشروع القومي لمصر حيث لم يعد التعليم مجرد حق للجميع ولم يعد الامر يقتصر علي تحقيق الاستيعاب أو مواجهة التسرب من التعليم أو اتاحة فرصة متكافئة للفتيات أو حتي تطوير المناهج وطرق التدريس انما يتجاوز هذا التحدي كل ذلك بكثير واصبحت جودة كل عناصر العملية التعليمية مطلبا أساسيا. وأكدت أن قدرة أبنائنا علي الاندماج في مجتمع المعرفة ومواجهة تحدياته مسئولية يجب ألا نتردد في القيام بها, ولذا جاء مشروع المائة مدرسة يطرح فلسفة جديدة للمسئولية المجتمعية ورؤية مستنيرة لدورها في عملية التنمية وأملا كبيرا في مستقبل أفضل لابنائنا. 200 مليون جنيه لتطوير107 مدارس بالأقصر وأشارت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية إلي أنها أعلنت منذ عامين انضمام الاقصر الي مبادرة وطنية لتطوير المدارس الحكومية التي أطلق عليها في بداية المشروع المائة مدرسة والتي نبعت من جمعية مصر الجديدة وتبنتها وفاقت بكثير المدارس المائة فأصبحت رافدا أساسيا لمشروع تطوير التعليم بمصر. وعن تطوير مدارس محافظة الأقصر وعددها107 مدارس بتكلفة قدرها200 مليون جنيه, أشارت السيدة سوزان مبارك إلي أنه تم بالفعل تطوير36 مبني دراسيا أو مايوازي817 فصلا استفاد منه33 ألفا و512 تلميذا ومايقرب من2000 مواطن, مشيرة إلي أنه سيتم استكمال باقي المدارس التي تقرر تطويرها في مدينة الأقصر وعددها52 مبني مدرسيا بحيث تتم عملية التطوير في إطار رؤية شاملة لتحسين وتحديث البيئة المحيطة بالمدارس. وأكدت أن مشروع جمعية مصر الجديدة القومي تحول وبسرعة من طموح متواضع لتطوير مائة مدرسة الي مبادرة مستمرة تمتد كل يوم الي محافظة جديدة من محافظات مصر. واستعرضت إنجازات المشروع, قائلة إن عدد المدارس التي تم تطويرها حتي الآن بلغ321 مدرسة بمحافظتي القاهرةوالجيزة استفاد منها352 ألف تلميذ وتلميذة. المدرسة مركز لبناء الطاقات البشرية وأشارت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية إلي أنه لكي تصل المبادرة للمجتمع المحيط بالمدارس فلم تقتصر علي إحداث تغيير جوهري في مقومات ومكونات المدرسة ولكنها اهتمت بالمدرسة كمبني ومعني ورسالة وحققت التواصل بين المعلمين وأولياء الأمور وإمتدت ثمارها لتشمل المجتمع المحيط وتستهدف أن تكون المدرسة مركزا لبناء الطاقات البشرية المدعمة بالمهارات والملمة بالأفكار والمفاهيم الجديدة. ووصفت السيدة سوزان مبارك المبادرة الوطنية لتطوير المدارس بأنها مبادرة تضع التكنولوجيا المتطورة علي رأس أولوياتها وتعيد للمكتبة المدرسية ومعامل اللغات وكل متطلبات الأنشطة دورها في العملية التعليمية, لافتة إلي أن المشروع استهدف منهجا تعليميا لبناء الانسان باكتشاف مواهبه وبناء ثقته بذاته وتعظيم قدرته علي مواجهة التحديات العلمية والمعرفية الجارية وأن تكون المدرسة مركزا لبناء الطاقات البشرية المدعمة بالمفاهيم الجديدة وتقديمها للمجتمع وقبل كل ذلك أن تظل المدرسة مصنعا للمثل والأخلاق والقيم فلا بالعلم وحده ولا بالتكنولوجيا وحدها نستطيع بناء جيل يحمل رسالة هذا الوطن. المدرسة مصدر لاكتساب صفات المواطنة والتسامح وأكدت السيدة سوزان مبارك أن المدرسة كانت وستظل المجتمع الذي يكتسب منه النشء صفاته الاساسية فالمواطنة والانتماء وحب الوطن يكتسبها من تحية العلم كل صباح ويعرف معني التسامح وقبول الاخر من وجوده بين اصدقاء ورفاق يختلفون عنه في دينه وعقيدته ويدرك مفاهيم التعاون والعمل في روح الفريق من ممارسته للانشطة بين زملائه ويتعلم احترام الكبير ومعني القدوة من علاقته بمدرسة الفصل. واستكمالا للصفات الاساسية التي يكتسبها النشء من المدرسة ذكرت السيدة سوزان مبارك انه يعتاد القراءة والاطلاع ويدرك قيمة الثقافة والعلم من وجوده في مكتبة المدرسة ويكتسب العديد من العادات الصالحة والصفات الحميدة التي اكتسبناها جميعا في طفولتنا ورسخت في أعماقنا القيم والمثل التي يقوم عليها مجتمعنا وينبغي ان نتمسك بها وندافع عنها ونحافظ علي بقائها. وأكدت مجددا أن المعلم سيظل قائدا للعملية التعليمية وحارسا لها ولذلك كان محورا أساسيا للمشروع القومي في تطوير المدارس, وأتاح له الفرصة لاكتسابه مهارات جديدة تعينه علي المهمة التي يقوم بها وتم تحسين اوضاعه في اطار سياسة عامة تتبعها الدولة بكادر خاص للمعلم. وانطلاقا من اقتناعنا بأن نجاح اي مؤسسة بمافي ذلك المؤسسة التعليمية يتوقف علي مدي الاخذ بأساليب الادارة الحديثة فقد حرص المشروع علي ادخال مكون خاص لتدريس جميع كوادر الادارة المدرسية من اجل ضمان كفاءة الاداء ورفع القدرات الادارية والقيادية. الأسرة شريك أساسي في تطوير المدارس وقالت السيدة سوزان مبارك ان الاسرة أيضا شريك أساسي لنا في كل مراحل مشروع تطوير المدارس, تشاركنا في وضع منهج التطوير وتحرص علي الحفاظ علي ماتحقق من خلال اعادة صياغة دور مجالس الامناء الذين يحافظون علي المستوي الجديد للمدارس ومشاركة اولياء الامور في ادارة المدرسة. وأضافت أن تربية الابناء أصبحت مهمة صعبة تواجه الاسرة فيها تحديات كبيرة في عالم اليوم مسئولية تتطلب بيئة تربوية وأسرية واعية وتحتاج الي فكر ومنهج جديد وتتطلب يقظة وارشادا وتعاونا مستمرا بين المعلمين والآباء والامهات, مؤكدة أهمية احياء علاقة الترابط بين الاسرة والمدرسة. وقالت ان تطوير التعليم الذي نقوم به يعد مرادفا لتحقيق العدالة الاجتماعية فالعدالة في تقديم الفرص أصبحت تفوق في أهميتها العدالة في تقديم الخدمات, منوهة بأن العالم تحول من فكرة دعم الاحتياجات الاساسية للانسان الي كفالة ودعم فرص بناء القدرات والمهارات وأصبح المدخل لتحقيق العدالة الاجتماعية هو بناء الانسان وتعزيز امكانياته الذاتية وفتح الابواب امامه ليحظي بفرصة عادلة ومتكافئة من التعليم والتدريب وبناء المهارات. حوار مع التلاميذ يعكس أمنياتهم وسعادتهم وكانت السيدة سوزان مبارك قد افتتحت أمس المرحلة الأولي من مشروع تطوير المدارس الحكومية بمحافظة الأقصر وتفقدت نماذج من المدارس المطورة بدأتها بمدرسة وادي الملكات الابتدائية والتي تم تطويرها في إطار مشروع تطوير المدارس المنفذ تحت رعاية السيدة سوزان مبارك وزارت عددا من الفصول التعليمية بالمدرسة, وأجرت حوارا مع التلاميذ بالفصول عكست امتنانهم وسعادتهم بالتطوير, وأكد أهمية إضافة المعلومات العامة للتلاميذ خلال شرح المنهج التعليمي ليكتسبوا معلومات ومعارف حياتية جديدة. واستمعت في رياض الأطفال بالمدرسة لفقرة غنائية من أطفال الحضانة توجهت بعدها إلي فناء المدرسة ثم الحديقة الخارجية وفي الطابق الأول زارت المكتبة التي تضم3203 كتب في جميع فروع العلم والمعرفة لتلبية احتياجات القراء من تلاميذ المدارس والمدرسين علي حد سواء حيث يتردد الأطفال أكثر من مرة علي المكتبة ويتم فتح أبوابها أمامهم في عطلة منتصف العام وفي العطلة الصيفية, واستمعت لبعض قراءاتهم لمعرفة مدي استيعابهم لمضمون الكتب التي يقرأونها. وفي مدرسة الأقصر الاعدادية والثانوية بنات أزاحت السيدة سوزان مبارك الستار عن اللوحة التذكارية بمناسبة انتهاء أعمال تطوير المدرسة وزارت غرفة الأوساط المتعددة واستمعت لآراء التلاميذ بها حول أثر التطوير في توصيل المعلومة وتقريبها لأذهانهم بطريقة تتماشي مع لغة العصر من تكنولوجيا إلكترونية حديثة.