سنة جديدة, بدأت منذ الدقائق الأولي, بفعل اجرامي ملئ بالغل والحقد والكراهية, يوجهه الشر ويهدف إلي ايذاء بعض منا, من شعب مصر.. ونسي المخططون الاشرار ان الضربة جاءت لتؤذي كل الشعب المصري, نسوا ايضا ان حزن البعض هو حزن الكل منا, ومصيبة البعض هي مصيبتنا جميعا, فضعفهم من ضعفنا, وآلامهم هي آلامنا! فنحن من نسيج واحد وقوة البعض تؤدي إلي قوة الكل.. كان الأمل يحدونا, ونحن نستقبل العام الجديد بكل الرجاء, ان تكون سنة خير علينا في مصر, سنة خضراء يانعة, سنة نحقق فيها الانجازات في كل مجال, خاصة الانجازات المعلقة من العام الماضي..! لنسير في طريق التقدم, سنة هادئة تكون وقفة صادقة لكل ما اتعبنا في العام الذي ذهب! سنة نلتقط فيها انفاسنا المتعبة, ونحقق فيها حلم مواجهة المشاكل التي يعاني منها اغلبية الشعب, سنة حلوة يتحقق فيها الرجاء ويسطع فيها أمل الرخاء, كنا ننتظر عام2011 بتفاؤل سمحنا لأنفسنا به, حيث انه من أبسط حقوقنا! ولكن فوجئنا, بل فزعنا من هذه الضربة الشرسة التي تبعد عن كل اخلاق أو شهامة أو انسانية, لتنال من بعض منا, بقسوة وعلي غفلة, ولتزرع الوقيعة بيننا.. وبدلا من الأمل جاء الفزع, وبدلا من التفاؤل, زحف التشاؤم وبدلا من الفرحة والأمل بعام جديد, استقر الحزن في نفوسنا, حزن عميق وخوف دفين علي مصرنا الغالية! فهم الصليب ونحن الهلال وهما منذ الأزل, رمزان شامخان, دائمان مادامت الحياة في مصر.. فمن منا لا يتذكر رفقة عمر مخلصة, أو تعايش هاديء سالم, أو جيرة حنونة مخلصة, أو امتزاج الفرحة والمشاركة في الحزن أو خدمة مقدمة من أحد الطرفين للآخر بكل ود وصدق؟ جاء الارهاب الأسود الشقي وتصور انه يمكنه ان يزعزع وحدتنا الوطنية, أو يدس السم لنا, أو ينشر الفرقة بيننا, ليدخل الشعب كله في اهتمامات تافهة, واحداث عنف متتالية, وننسي معها هدفنا الموحد في تطوير بلدنا مصر والارتقاء بها.. ونهمل واجبنا نحوها, وبالتدريج يضيع أملنا في مصر السلام والخير والقوة والشموخ!! وقد شهدت الأيام الماضية تكاتفا وحبا ومؤازرة, واظهر الشعب المصري معدنه الجيد وتآلفه مع بعضه البعض, ولكن كل هذا التكاتف لا يكفي أبدا لحماية مصر من اعدائها.. فلا تزال هناك مطالب ملحة رحلت من عام إلي آخر, دون التمكن من مواجهتها وايجاد حلول جذرية لها! فهناك حقوق بسيطة لهم كمواطنين مصريين, يعملون في بلدهم مصر, ويشاركون في تنميتها! فمثلما علينا نفس الواجبات, فيجب ايضا ان تكون لنا جميعا نفس الحقوق داخل البلد الواحد.. هناك أمور معلقة, يجب وضع نهاية حاسمة لها.. ومثلما اظهر الشعب حبه وتضامنه وتكاتفه, ورفضه للفرقة والانقسام, بقي علي الدولة ان تبدي تفهما حقيقيا لهذه المطالب العادلة المؤجلة والمرحلة من سنة إلي أخري دون الوصول إلي تحقيقها.. فهناك كلمات ننتظر ان تدرج في معجم سلوكياتنا وهي التآلف, والعدل والحق والمساواة, مادامت مصر باقية! علي الدولة ان تفتح الأدراج, وتخرج المطالب وتبدي تفهما في دراستها لتنفيذها, ليسود العدل بيننا, ويعود الحق لبعض من اصحابه, وليشعر الجميع بالأمان والراحة حتي لا تتسلل مرة أخري, بيننا يد الغدر, فنحن ابناء شعب واحد يريد ان يحيا ويقوي ويحقق كل آماله من أجل غد واضح, تتوحد فيه كل الآمال, وتبذل من أجله كل الجهود..