أكد علماء الدين أن الانسان في مسيرة الحياة معرض للكثير من المحن التي هي اختبار من المولي عزوجل للإنسان, فالحياة ليست كلها وردية, والدين الإسلامي يأمر الإنسان أن يقابل الخير بالشكر وأن يقابل المحن والابتلاءات بالصبر, الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر يقول: المحن والابتلاءات من الأمور التي يتعرض لها الإنسان في حياته, والأنبياء والرسل تعرضوا لها والحق سبحانه وتعالي خاطب الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل, والقرآن الكريم خاطب أهل الايمان في قول الله عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال: الإيمان نصفان صبر وشكر فالتعامل مع المشاكل التي يتعرض لها الإنسان وكيفية التغلب عليها يحتاج للتمسك بالقيم والمبادئ والضوابط التي حملتها لنا الشريعة الإسلامية, فالإنسان يتعرض في مسيرة الحياة للكثير من المشاكل والضغوط الأسرية والشخصية التي تستحوذ علي وقته وتفكيره, وتجعله في حالة من الحزن مما ينعكس علي علاقاته بأسرته والمحيطين به, وفي هذه الحالة عليه أن يفكر ويسعي لحل تلك الخلافات. وقد اهتم الإسلام بعلاج تلك القضية, لكن مانشاهده في هذه الأيام من قيام بعض الأشخاص بالانتحار هربا من المشاكل التي تواجههم يعد انحرافا عن مبدأ الإسلام القويم في علاج الضغوط الحياتية, فالاسلام, يأمر بالعمل والأخذ بالأسباب والتوكل علي الله وعدم اليأس, والمؤكد أن ضغوط الحياة ليست دائما سلبية, لأن بعضها قد يساعد علي تفجير طاقات الانسان, ومنهج الإسلام في علاج ضغوط الحياة يعتمد علي قاعدة أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئأك, وعلاج تلك الضغوط يتمثل في الالتجاء إلي الله عز وجل والاستعانة به, فعندما يقول الإنسان لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يستمد الحول الأكبر والقوة الأقوي من صاحب الحول والقوة الذي لولا حوله وقوته لكان الانسان عاجزا عن فعل أي شيء. أما الدكتور مبروك عطية الاستاذ بجامعة الأزهر فيقول: النبي صلي الله عليه وسلم علمنا أن نلجأ إلي الله وقت الشدة, وعلي الانسان أن يأخذ بالاسباب ويتوكل علي الله عز وجل ولا يلتفت إلي صغائر الأمور, والمؤكد أن عدم المرونة في التعامل مع مشاكل الحياة والتفكير المستمر فيها يزيد من تلك الضغوط وينعكس بدوره علي التعامل في المنزل, فعلي الزوجة أن تدرك ذلك وتتعامل مع زوجها بما يخفف عنه تلك الضغوط حتي لا تتعقد المشاكل وتتكاثر وتؤثر علي الحياة فيما بينهما, ففي الحديث الشريف يقول الرسول صلي الله عليه وسلم, إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فتخيروا لها طرائف الحكمة, كما أن التحلي بالصبر عند مواجهة المشاكل حث عليه الإسلام في قول الله تعالي فاصبر صبرا جميلا, وعلي الإنسان أن يتذكر النعم الكثيرة التي وهبها الله عز وجل له, وأن يطمئن إلي ما عند الله, والحق سبحانه وتعالي يقول: إن مع العسر يسرا واليأس لن يأتي بخير وعلي الإنسان أن يدرك أن الابتلاءات قد تكون تكفيرا للذنوب أو اختبارا من الله عز وجل وعليه أن يتذكر قول الله تعالي ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وعلي الإنسان أن يكون صادقا مع نفسه ومدركا لقدراته.